منوعات
البروفيسور بحيري: طرح أربعة خيارات أمام الدول وإجراءات احترازية من فيروس كورونا
الجمعة 05/يونيو/2020 - 04:52 م
طباعة
sada-elarab.com/526951
صرحت البروفيسور إيمان بحيري أستاذ الباثولوجيا الاكلينيكية الميكروبيولوجي / مكافحة انتشار العدوى
كلية طب جامعة القاهرة القصر العيني/ جامعة ليون الفرنسية، مؤلفة كتاب الصحة المهنية للعاملين بالمستشفيات.
تحدثت سابقا عن التشابه الشديد بين وباء انفلونزا الكورونا كوفيد ٢٠١٩ وبين الانفلونزا الاسبانية ١٩١٩ م
سأتحدث اليوم عن معادلة معدل انتشار الأوبئة
:R0 معدل الانتشار
هو عدد الأشخاص الذي يستطيع مريض واحد أن ينقل لهم العدوى، ومن حساب معدل الانتشار يمكن حساب عدد الوفيات المحتمل لكل وباء وكلما كان أقل من واحد صحيح فهذا يعني ان نسبة الوفيات لن تكون كبيرة. ولأن معدل انتشار مرض كوفيد ٢٠١٩ في البداية كان يتراوح بين ١.٥ الى ٣.٥ فان معدل الوفيات سيكون كبيرا ووجب اتخاذ إجراءات للسيطرة على الوباء.
وقد وضع العلماء أربعة خيارات لتقوم كل دولة باختيار حل منها او ادخال بعض التعديلات التي تناسب الدولة سياسيا واقتصاديا وصحيا وامنيا:
١-الخيار الاول: لا تفعل شيء والدخول فيما يسمى مناعة القطيع فيصاب حوالي ٧٥٪ من السكان بالوباء لاكتساب مناعة ضد المرض. ولكن ذلك سيؤدي الى اعداد كبيرة من الوفيات خاصة بين كبار السن وذوي المناعة الضعيفة، وأيضا سينهار النظام الصحي لفشلة في مواكبة الاعداد الكبيرة من المرضى في وقت واحد، بالإضافة الى حدوث أكثر من ١٣٪ زيادة بالوفيات من الامراض الأخرى للنقص الشديد في الاسرة بالمستشفيات والرعايات المركزة بسبب الاعداد الكبيرة من المصابين بالوباء.
وفي النهاية لن تعود مناعة القطيع على الجميع بالفائدة المطلوبة حيث ان الفيروس قد يتحور ويعود اكثر شراسة وفتكا كما حدث اثناء وباء الانفلونزا الاسبانية ١٩١٩ م .
٢-الخيار الثاني: سياسة التخفيف وتعتمد على إصابة نفس العدد من الأشخاص بالمرض كما في الخيار الاول ولكن في فترة زمنية أطول وبسرعة ابطأ، فيتم عزل كبار السن وذوي المناعة الضعيفة مع إجراءات مخففة مع الاصحاء وصغار السن كما حدث مع وباء كوفيد ٢٠١٩ في بدايته بإنجلترا وسرعان ما تراجعت عن هذا الخيار لأنه على المدى الطويل سيؤدي أيضا الى انهيار الخدمة الصحية وطبعا المناعة المكتسبة لن تفيد بسبب تحور الفيروس.
٣-الخيار الثالث: سياسة الاخماد وتعتمد على الضرب بقوة على ذروة منحنى انتشار الفيروس وذلك باتخاذ إجراءات صارمة للعزل الشامل والتام (كما فعلت الصين في البداية)
ولكن لمدة سنة كاملة وبذلك يتم السيطرة على الوباء واختفاؤه بأقل عدد وفيات والحفاظ على الخدمة الصحية من الانهيار. ولكن ذلك سيؤدي الى الدمار الاقتصادي على مدار السنة للدول الغنية والفقيرة على السواء مما سيؤدي لانتشار الجرائم والمجاعة ويترتب علية اعداد من الوفيات أكبر بكثير من اعداد الوفيات التي كان سيحدثها الوباء نفسه.
٤-الخيار الرابع: سياسة الاخماد المعدل وتعتمد على الاخماد العنيف لمدة ٦ أشهر او أسابيع كما حدث في الصين) يتبعه العودة بالتدريج للحياة مع اتباع إجراءات صحية ونظافة شخصية أفضل وتطهير الاسطع والأماكن المعرضة للتلوث بالفيروس ومتابعة الحالات بصرامة.
وعلية فان كل بلد قد تختار من هذه الخيارات ما يناسبها او تدخل بعض التعديلات على احدى تلك الخيارات بما يتناسب مع احتياجات البلد الصحية والأمنية والسياسية والاقتصادية وذلك لاكتساب الوقت والسيطرة على انتشار الفيروس لحين الانتهاء من الدراسات والابحاث لاكتشاف مصل او علاج فعال وآمن.
ويكون ذلك عن طريق فريق إدارة أزمات يتكون أعضاءه من قيادات الامن والسياسة والطب والأبحاث والاقتصاد .