تحقيقات
الاندثار خطر يُداهم صناعة الفخار في الصعيد
الخميس 16/أبريل/2020 - 07:26 م
طباعة
sada-elarab.com/515842
حرفة بدأت منذ آلاف السنين، ولا تزال تصارع وتقاوم خطر الاندثار أو مجرد مهنة يعمل بها صانعوها من أجل لقمة العيش أو مجرد قطعة من طين يُعجن، ويُحرق، ويُشكل ثم تخرج من بين طياته منتجات متنوعة ، كلا إنه أكثر من ذلك إنه فن وحالة عشق بين فنان عاشق وقعة من الطين يتم تشكيلها لينتج عنها لاحقًا قطعة فنية رائعة كـ" القُلة أو الزير أو الأواني الفخارية والمزهريات والأباجورات " التي تزخر بها العديد من المناطق في جنوب وشمال قنا.
أشهر قري صناعة الفخار
هناك العديد من القري التي تشتهر بصناعة الفخار في قنا منها قرية الدير الغربى، والطويرات، والمحروسة، ومركز قوص، غير أن قرية " الشيخ على" التابعة لمركز نقادة جنوبي محافظة قنا تلك القرية البسيطة ذات الإمكانيات المتواضعة التي يتميز أهلها بممارسة العديد من الحرف التراثية أشهر قُري صناعة الفخار في الصعيد قاطبة ،فهناك صُناعٌ مهرة في صناعة الفخار في " نقادة " العتيقة .
صُناع الأواني الفخارية كثيرين من أشهرهم في قرية " الشيخ علي " بنقادة العم " حربي " الذي بادرنا قائلًا " منذ أن كنت صغيرا وأنا أري والدي جالسًا على الدولاب الخشبي، يُشكل قطعة الطين بيديه بمهارة شديدة، وينتج منها أشكالًا متنوعة وأنا الآن أسلك دربه ، والآن، هو مكان عملي مع أخوتي، نأتي إلى هنا يوميًا منذ شروق الشمس وحتى الغروب حيث نُنهي أعمالنا " .
معدات الصناعة
يقول العم " حربي " أهم معداتنا في صناعة الفخار الدولاب الخشبي الذي نستخدمه في تشكيل الفخار وهو عبارة عم آلة خشبية بأسفلها دائرة خشبية يحركها صانع الفخار ويستخدم يديه في تشكيل قطعة الفخار التي تخرج لنا في النهاية قطعة فنية رائعة .
مراحل التصنيع
يقول أحد صانعي الفخار في قنا، أن مراحل تصنيع الفخار، تمر بعدة مراحل أهمها وأولها الخامة " الطمي " التي يعمل عليها صُناع الفخار، وهي عبارة عن حصي من الطين يتم تجميعه من التُرع النظيفة البعيدة عن المنازل ، ثم توضع في أحواض كبيرة مليئة بالمياه ثم تُخلط مع التراب أو رماد ثم يتم تنقيتها من الشوائب وتترك تحت أشعة الشمس ليوم كامل حتي تجف بعدها تًبح جاهزة للتشكيل حسب الحاجة " زير - قُلة - مزهريات - أواني فخارية " وبعد أن يتم التشكيل توضع في الشمس حتي تجف ثم توضع داخل أفران عدة ما بين ساعتين وثلاث ساعات بعدها تكون جاهزة للاستخدام .
مميزات الأواني الفخارية
للأواني الفخارية مميزات عدة حيث هي الأفضل دائمًا، فتناول الطعام المطهى فيها له مذاق خاص، كما أن لها فوائد صحية عديدة، خاصة أنها مصنوعة من مواد الطبيعة، وتحافظ على نكهة الطعام، وتحتفظ بدرجة حرارتها لمدة أطول".
صعوبات تواجه الصناعة
تواجه صناعة الأواني الفخارية صعوبات عدة أهمها قلة هامش الربح علي حد قول صُناعها فالمكسب الذي يُحققه صُناع هذه المهنة يكفى بالكاد حاجات ومتطلبات الصُناع الأساسية، ورغم ذلك فهم مستمرون فى العمل فيها، سواء حققت مكسبًا أم لا، لأنها لم تعد مجرد عمل يتكسبون منه، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتهم لا يستطيعون الاستغناء عنه".
ويأسف صُناع الأواني الفخارية بقنا ، علي عزوف الشباب عن تعلم صناعة الفخار حيث أعدادهم تتناقص من وقت لأخر بل والأكثر سوءًا فإن الحرفة بدأت في الاندثار لكون أرباحها قليلة مقارنة بالمجهود المبذول في هذه الصناعة العتيقة فضلًا عن عدم توافر مواد الطاقة والمياه بشكل يتناسب مع الصناعة مما يضطرهم إلي استخدام المخلفات الزراعية وحرقها كوقود .