منوعات
إعداد دليل لضبط اللغة المتداولة حول حقوق الطفل في وسائل الإعلام
عقد المجلس العربي للطفولة والتنمية بمقره بالقاهرة، اجتماع خبراء مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي، الذي ينفذه المجلس بالشراكة مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند"، ليكون آلية لرصد ومتابعة وتحليل ما ينشر عن حقوق الطفل، بغية الارتقاء بالأداء الإعلامي العربي تجاه قضايا التنشئة وحقوق الطفل بالتعاون والتنسيق مع وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات التنموية.
صرح الدكتور حسن البيلاوي في افتتاح أعمال
الاجتماع بأن المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي الذي يعمل تحت "شعار إعلام صيق
للطفولة" يمثل أحد المكونات الرئيسية لخطة المجلس الاستراتيجية (2017 – 2020)،
وقد مر بعدة مراحل اولها اجراء دراسة علمية حول واقع الأداء الإعلامي لحقوق الطفل العربي
التي طبقت في ست دول عربية، وجاء مجمل نتائجها مثيرا للقلق ومؤكدا غياب سياسة إعلامية
موحدة تجاه قضايا الطفل العربي، في حين تمثلت المرحلة الثانية في إعداد "المبادئ
المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل" ليسترشد بها الإعلاميون عند
تناولهم لقضايا حقوق الطفل، في حين تمثل المرحلة الثالثة - والتي نحن بصددها اليوم
- في إعداد "دليل تصحيح المصطلحات الخاطئة المتداولة حول الطفولة بوسائل الإعلام"،
باعتباره خطوة علمية هامة في ظل ما يشهده الإعلام العربي اليوم الذي يموج بين تيارات
ماضوية تكرس التخلف والتمييز والعنف مقابل تيارات متقدمة ومستنيرة، فاصبح لدينا ثقافة
هجينية متعددة المصطلحات والكلمات، الأمر الذي يحتم أهمية مواجهتها وضبط هذه المصطلحات
وتصحيح اللغة المتداولة حول حقوق الطفل في وسائل الإعلام.
في حين أعربت المستشار أول إيناس مكاوي
مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية عن سعادة الجامعة على شراكتها
في عمل المرصد الذي يتناول قضايا حقوق الطفل والإعلام في تلك المرحلة الشائكة، ومنوهة
إلى أن المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل التي أعدها المرصد
قد تم الموافقة عليها من قبل مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب في ديسمبر 2016، وسيتم
عرضها خلال شهر يوليو القادم على مجلس وزراء الإعلام العرب من أجل اعتمادها كوثيقة
استرشادية. وأضافت سيادتها بأن إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة تعمل حاليا
على مشروع جديد يقوم على الحد من استهلاك ونشر التوعية بالألعاب الالكترونية للأطفال،
التي تنطق بالعربية وتحض على العنف وتصل بالأطفال إلى الانتحار. وناشدت في نهاية كلمتها
إلى أهمية العمل المشترك كى نصل إلى مقام الطفل الذي اصبح يملك تكنولوجيا ووسائل متعددة
ومتدخلين كثر، في حين لا نملك نحن الكبار الامكانيات للمواجهة.
كما تحدث عبد اللطيف الضويحي مدير الإعلام
ببرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" معربا عن تقديره لعمل المرصد بعد
أن اتسم الإعلام الراهن بغياب المهنية وعدم الاحترافية، الأمر الذي أدى إلى سهولة انتهاك
حقوق الطفل بشكل متكرر سواء بحسن أو سوء نية في وسال الإعلام، مؤكدا بأن كل عمل تنموي
لابد وأن يبدأ بالطفل، وأن المرصد يمكن أن يمتد عمله في مجالات أخرى وفي ميادين أخرى
وفي المؤسسات الاجتماعية إضافة إلى الإعلام.
وكان الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام والرأى
العام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة والباحث الرئيسي لإعداد الدليل
قد قدم عرضا حول مقترح الدليل حول "تصحيح المصطلحات الخاطئة المتداولة حول الطفولة
بوسائل الإعلام"، موضحا بأنه يهدف إلى رصد المصطلحات الإعلامية الخاطئة المتداولة
بين وسائل الإعلام العربية المختلفة (المسموعة والمقروءة والمرئية والإلكترونية)، ودراسة
التجارب الإقليمية والدولية فى التعامل مع هذه المشكلة، والاستفادة من رؤى الخبراء
والأكاديميين والمسئولين فى صياغة الدليل، وذلك من أجل ترشيد أداء الإعلاميين وغيرهم
فى التعامل مع قضايا الأطفال بالمصطلحات الملائمة.
كما قدمت الأستاذة إيمان بهى الدين مديرة
إدارة إعلام الطفولة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنسقة مشروع المرصد عرضا حول
انجازات المرصد وخطة عمله المستقبلية التي ستسير وفق ثلاث مسارات محددة هى إعداد دليل
المصطلحات، والاستمرار في عقد ورش العمل مع الإعلاميين تحت شعار "إعلام صديق للطفولة"،
والتوافق وتطبيق المبادئ المهنية إقليميا ووطنيا بالتعاون مع عدد من الشركاء.
وكان الخبراء الحضور قد شددوا على سرعة
إعداد دليل المصطلحات والحاجة إليه في الوقت الراهن، وأوصوا بتوفر آليات مستمرة للعمل
على متابعة تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل العربي،
وفتح قنوات تعاون وشراكة مع المؤسسات الإعلامية العربية، ورصد وتكريم الممارسات الإيجابية
تجاه تناول قضايا حقوق الطفل.
شارك في أعمال هذا الاجتماع أكثر من 25 خبير في مجالات حقوق الطفل والإعلام
والتربية وعلم النفس، وعدد من كبار الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلاِمية، وممثلي
بعض المنظمات الشريكة مثل جامعة الدول العربية وأجفند والمجلس القومي للطفولة والأمومة.