ملفات
"قوة مصر الناعمة" تتجسد في بنغازي
"القوة الناعمة" مصطلح في العلوم السياسية، أضيف للمقومات التقليدية لـ "قوة الدولة"، مثل القوة العسكرية، القوة الاقتصادية، والقوة البشرية، وظل أرباب العلوم السياسية يتعاملون مع هذا المصطلح للدلالة على التأثيرات المعنوية لثقافات وفنون وقيم دول على شعوب دول أخرى.
الباحث عن تعريف "القوة الناعمة"
وأثرها سيجد ضالته حتما في مدينة بنغازي في الشرق الليبي، حيث يعقد الآن "مهرجان
الأهرام الثقافي" في دورته الأولى، مُجسدا "القوة الناعمة لمصر"، وأثرها
البالغ على الليبيين.
في بنغازي ، يهتف جمهور والندوات والحفلات
الفنية التي تقام كل ليلة في مسرح تنمية الطفل في منتزه بنغازي: "تحيا جمهورية
مصر العربية"، وسكان المدينة، الظاهر على مبانيها آثار الحرب المدمرة التي مرت
عليها، لا يفوتون فرصة إلا ويلوحون للوفد المصري المشارك في المهرجان بعلامات النصر.
وفي أول أيام المهرجان (الخميس الماضي)
، رفرف علم مصر على عدد من السيارات في المدينة، لكن زاد بشكل ملحوظ ظهور العلم المصري
في مدينة بنغازي في ثاني أيام المهرجان أمس، حتى أن جنودا في الجيش الوطني الليبي حرصوا
على التقاط صور متشحين بعلم مصر خلال فعاليات المهرجان.
وقال رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة
الليبية خالد نجم لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "نشكر لمصر والمصريين تلك الخطوة
الجريئة التي أدخلت البهجة والسرور على كل بيت في بنغازي، التي بدت شوارعها فرحة بالحضور
المصري فيها".
وأضاف أن هذه الزيارة التي أثبتت للعالم
كله استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة، رغم مواصلة محاربة الإرهاب، ما كان يقوم بها
إلا مصريون، إعمالا لصلات القربى والنسب والجيرة بين الشعبين المصري والليبي.
من جانبه، قال الخبير الأمني خالد عكاشة،
عضو الوفد المصري إلى المهرجان، إن مصر تستعيد استثمار "قوتها الناعمة" لتعلن
تضامنها ووقوفها في خندق واحد مع الشعب الليبي في مواجهة تحديات هى الأصعب في تاريخ
ليبيا الحديث بالكامل، على رأسها استرداد السيطرة على كامل التراب بمؤسسات دولة حقيقية
تستطيع أن تجابه كافة الأخطار والمخططات التي تستهدف هذه الدولة.
وأشار عكاشة في تصريح لوكالة أنباء الشرق
الأوسط إلى أن ليبيا "هى الدولة الأهم لمصر على كافة الأصعدة، وفي لحظات وصول
الوفد المصري إلى بنغازي علم مباشرة بأن مصر هى الأهم هى الأخرى بالنسبة إلى ليبيا
من خلال ما وجده الوفد من حفاوة وترحيب وسعادة وامتنان حقيقي بالزيارة، كون أول وفد
شعبي يزور بنغازي هو مصري".
وأضاف: "اعتقد أن شعار المهرجان
"معا سننتصر على الارهاب" قد تجسد في إحدى مدن الشرق الليبي، وهى مدينة بنغازي
عندما بدأنا نرصد تجربة حقيقية لتلاحم الأجهزة الليبية مع الجيش ومع شعب وأهالي بنغازي
والشرق بكامله، وهذا الثالوث هو القادر على القضاء وانتزاع الإرهاب من جدوره، وتطويره
ليكون نموذحا ينتظر أن يمتد إلى باقي المناطق الليبية التي لا زالت تعاني من خطر الإرهاب".
وقال عكاشة إن مواجهة الإرهاب لن تكون بشكل
منفرد، فلا يتصور أن تهزم دولة بمفردها الإرهاب، إذ أن المعادلات الجديدة تلزم الدول
بأن تكون المواجهات مجتمعة ووفق تحالفات وارتباطات بين الدول بعضها البعض، لذلك مصر
تدعم ليبيا بكل قوتها، والدعم الليبي لمصر في هذا الصدد موجود أيضا وترجم نفسه في أكثر
من موقف، ومع استرداد أجهزة الأمن لعافيتها وسيطرة الجيش وبدء العملية السياسية سيزيد
بالقطع هذا التعاون.