رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار
بقلم : الدكتور يسرى عبد العال

بقلم : الدكتور يسرى عبد العال

تراثنا والهوية

الأربعاء 26/أكتوبر/2016 - 12:58 ص
طباعة

شغفت منذ فترة ليست بالقصيرة بكتب التراث، وذلك بحكم دراستى ومجال تخصصى اللغوى ؛ وأومن إيمانا لا شك فيه بأهمية تحقيق كتب التراث ونشرها لما ينكشف عنها من علم وثقافة وحضارة للأمة العربية فضلا عن احتوائها على الحوادث التاريخية والمواعظ والطرائف، وإيراد الكثير من الشواهد المختارة نظماً ونثراً، يضاف إلى ذلك إماطة اللثام عن حقائق قد نكون نحن فى غفلة عنها، فلولا نشرها فى هذا الكتاب أو ذاك ما كان لنا بها علم ، وهذا مثال أسوقه للقارئ الكريم يبين ما أرمى إليه، فقد وقع بين يدى مؤخرًا كتاب تراثى عنوانه "نَكْت الهِمْيان فى نُكَتِ العُمْيان" لمؤلفه صلاح الدين الصفدى، المتوفى سنة 764هـ ، أي بعد منتصف القرن الثامن الهجرى بحوالي أربعة عشر عاما، ما لفت نظرى فى الكتاببغض النظر عن موضوعه- ما كتب على غلافه حيث جاء نصه: " المؤتمر الدولى الرابع لتحسين حالة العميان..تحت رعاية محيي الآداب العربية المقر الأشرف خديو مصر المعظم الحاج عباس حلمى " ثم عنوان الكتاب ومؤلفه ثم عبارة: "طبع بأمر اللجنة التحضيرية للمؤتمر تحت رياسة صاحب السعادة حسين رشدى باشا،  ووقف على  طبعه الأستاذ أحمد زكى بك كاتب أسرار مجلس النظار ووكيل الجمعية الجغرافية الخديوية، أحد أعضاء المجلس العلمى المصرى" ، سنة الطبع 1329هـ 1911م .

اللافت للنظر هنا عناية أولى الأمر بالتراث والعمل على نشره ؛ لذا كتب أحمد زكى بك شيخ العروبة، محقق الكتاب مقدمة أثنى فيها على أمر الخديو بطبع الكتاب ليوزع على أعضاء المؤتمر، جاء فيها : "فلولا قولٌ معروفٌ صدر منه لديوان الأوقاف العمومية ... لما توفَّقت لجنة المؤتمر لإبراز هذا الكتاب النفيس وإظهار عناية أهل الشرق على العموم وبنى مصر على الخصوص بتحسين حالة العميان قبل أن تخطر هذه الفكرة الخيرية على بال أهل أوروبا بزمان بعيد...

"ولو لم يكن لهذا الكتاب من مزية أخرى سوى إرشادنا إلى أن العرب كانوا السابقين فى اختراع الكتابة البارزة الخاصة بالعميان؛ لكفاه فضلا وفخرا، ذلك أن أحد أفاضل العميان وهو برايل خلَّد اسمه وشرف قومه الفرنسيين باستنباط الأسلوب المنسوب إليه لتعليم العميان القراءة والكتابة، ولكن السابق السابق فى هذا الميدان أحد أعلام الشرق كما تراه فى صفحة 206 (من الكتاب) فى ترجمة (على بن أحمد زين الدين أبو حسن الحنبلى الآمدى العابر). فهذا الشرقى العربى هو الذى يرجع له دون سواه الفضل كل الفضل فى اختراع الكتابة الخاصة بالعميان" .انتهى

وليس معنى ذلك أننا ننكر فضل برايل ، فطريقته فى الكتابة كانت هي المرحلة الأخيرة التي استقرت عليها طريقة الكتابة والقراءة لأكِفَّاء البصر ، ولكننا نريد أن نؤكد أننا- نحن العرب - كان لنا قصب السبق فى هذا الميدان وغيره من الميادين؛ ليفخز أبناء العربية بأمجاد أجدادنا السابقين، وليتمسكوا بهويتهم العربية مع الأخذ والتفاعل مع الحضارات الأخرى ليتصدروا المشهد كما كانوا سابقا، وما كان لذلك أن يظهر لولا العناية بتحقيق كتب التراث النفيسة.

[email protected]

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر