منوعات
صحافة "الكبدة البلدى"
فى مستهل هذه الأسطر ، أتوجه لصديقى وأخى
(محمد على – رئيس تحرير مجلة أوتوموبيل) على إفتتاحه مؤخراً أولى سلسلة مطاعم
"كبده بلدى" بمنطقة حداق الأهرام ... جعلها الله عليه فاتحة خير لمستقبل
أفضل إن شاء الله... إلا أنه بالرغم من مدى سعادتى لصديقى العزيز بهذا المشروع
الجديد .. فقد ذكرنى بالحزن المخيم على صحافة السيارات (المحترفة) فى مصرعلى
الجانب الآخر ؟! وهو ما أصاب العديد من المجلات المتخصصة بالسوق المصرية بالسنوات
الأخيرة ، سواء من قرر ناشروها إنهاء حياة مجلتهم لسبب أو لأخر مثل
"أوتوأرابيا" ، "هاى واى" ، "عربيتى" .... أو من
أصر منهم على الإستمرار وعلى مداومة حرفيته فى المهنة مثل
"أوتوموبيل"...
نعم أشعر حُزناً على ما آلت له صحافة
السيارات (المحترمة) ، فعلى سبيل المثال لم يقم الصديق العزيز "محمد على"
بإفتتاح مشروعه رغبة فى توسيع حجم نشاط أعماله بقدر ما كان ذلك بسبب الضمور الذى
بدأ يصيب مجال العمل بصحافة السيارات – وهو الأمر نفسه الذى أصاب الآخرين من نفس
فئته بدون إستثناء - ، فبالرغم من كونه من رواد هذه الصحافة بمصر من ما يزيد عن
عشرين عاماً - فى الوقت الذى لم تكن فيه أية صحافة سيارات مصرية متخصصة على الساحة
سوى مجلة سوق السيارات التى أسسها المرحوم/ سمير العايدى - إلا أن ما وصلت إليه
هذه الصحافة (ذات الطبيعة الخاصة) بالسوق المصرية بالسنوات الأخيرة من تجاوزات
وتربيطات وإتفاقات تحت الطاولة وغيرها من علاقات غير سوية ومبنية على العلاقات الشخصية
وليس على حرفية العمل .. بشكل خاص ، وتهاوى بنشاط السوق بشكل عام ، مما أدى ذلك
جميعه لظهور فئة إحتكرت التعامل مع العديد من شركات السيارات – وهى التى تعد
الممول الرئيسى لهذه الصحافة من خلال ما يتم نشره من إعلاناتها بهذه المطبوعات –
وهو ما أدى إلى تراجع طباعة مثل هذه المجلات المتخصصة للوصول إلى بين أربعة وخمسة
أعداد سنوياً فقط بعد أن كانت شهرية ...
وفى المقابل نجد أن التركيز قد ذهب إلى فئة
[إعلانية بحته] من المطبوعات وبعيدة تمام البعد عن الصحافة المحترفة (إلا من رحم
ربى منهم) ، وعليه فإن ذلك لا يعبر سوى عن إنهيار بإدارات تلك الشركات التى أصبحت
تتعامل مع أنشطتها التسويقية (بما فيها الإعلانية) بأهواء العاملين فيها وكذا
بأهواء وكلاتها الإعلانية ، وليس بحرفية التعامل مع المحترفين من ممثلى هذه
الصحافة أو حتى بحرفية التعامل مع الجميع بالعدل وبدون أهواء شخصية.
نعم ، ربما لا تكون هذه المجلات المتخصصة
متسعة التوزيع كبعض الصحف أو المعارض أو غيرها ، ولكنها موجهة بالكامل للمهتمين
وذات تأثير مباشر ، بخلاف ما تقدمه من مضمون محترف ومتسع المعلومات ، وليس كتلك
الوسائل الأخرى التى تعتمد على المعلومة الضحلة أو خبر الـ Copy – Paste ...
إن الوصول إلى هذا المستوى المتردى من صحافة
السيارات لا يجعلنا نقول سوى: "البقاء لله فى تلك الصحافة ومرحباً بصحافة
الكبدة البلدى".