منوعات
هذه المدينة بدون أزمات مرورية
على الرغم من التعداد السكاني الكبير الذي تتمتع به العاصمة الألمانية برلين الذي بلغ نهاية العام الماضي 3.6 مليون شخص، ما يجعلها ثاني أكثر المدن الأوروبية ازدحاما بعد العاصمة البريطانية لندن، إلا أن شبكة النقل العام المتطورة التي تمتلكها المدينة مكنتها من تفادي عدد كبير من الأزمات التي تعانيها المدن المليونية حول العالم، وأبرزها أزمات الازدحام المروري وتكدس وسائل المواصلات.
وما بين الحافلات والقطارات الداخلية ومترو
الأنفاق والترام والعبارات المائية، تغطي وسائل المواصلات العامة في برلين ما مجموعه
5 آلاف و334 كيلومترا من الطرق البرية و197 كيلومترا من الطرق المائية الداخلية و960
جسرا، ما يدفع الكثير من السكان لاستخدامها بديلا عن السيارات.
وتشمل شبكة السكك الحديدية نوعين من القطارات
هما قطارات الشوارع (إس بان) SBahn وقطارات الأنفاق (أو بان) UBahn.
وتتركز خدمات (إس بان) على الأحياء الشرقية
من المدينة، إذ يشمل 15 خطا ويقطع 332 كيلومترا مرورا بـ 166 محطة، ليخدم حوالي
416 مليون راكب سنويا ، فيما تتركز خدمات (أو بان) على الجانب الغربي من المدينة، إذ
يشمل 10 خطوط ويقطع 151 كيلومترا مرورا بـ 173 محطة، ليخدم حوالي 507 ملايين راكب سنويا،
وفقا للموقع الرسمي لولاية برلين.
كما تعتمد المدينة بشكل كبير على الترام،
والذي يتواجد في برلين الشرقية، حيث يشمل 22 خطا ويقطع 190 كيلومترا، ليخدم حوالي
174 مليون راكب سنويا، بالإضافة إلى القطارات الداخلية، وتمتلك برلين شبكة واسعة من
الحافلات العامة تغطي حوالي ألف و662 كيلومترا عبر أكثر من 300 خط، بينهم 29 خطا ليليا
وعدد من الخطوط لما يعرف بـ"الحافلات سريعة التردد" التي تجمع بين بعض خصائص
الترام والحافلات.
وتستفيد الدولة الألمانية بشكل عام ومدينة
برلين بشكل خاص من تعدد وسائل النقل العام من عدة أوجه، أبرزها القضاء على الأزمات
المرورية في المدينة المكتظة بالسكان، بالإضافة إلى منع تكدس وسائل المواصلات إذ أنه
من النادر أن يحدث ازدحام داخل أي وسيلة مواصلات لاسيما مع وجود تغطية لأكثر من وسيلة
مواصلات في غالبية المناطق الكثيفة السكان.
كما أن "مؤسسة النقل الداخلي في برلين"
BVG التي تسير
الغالبية العظمى من وسائل النقل – باستثناء قطارات (إس بان) - والمملوكة بشكل كامل
لولاية برلين، تعد أحد مصادر الدخل للولاية، كما أنها توفر فرص عمل لـ 14 ألف شخص،
بحسب بيانات نشرتها المؤسسة.
يمكن اعتبار نظام النقل العام المطبق في
العاصمة الألمانية مثالا يحتذى به بالنسبة للعديد من المدن والعواصم المليونية حول
العالم، لاسيما أن تطبيقه غير معقد كما أنه يعد استثمارا طويل الأمد، بالإضافة إلى
تأثيره الإيجابي في دعم العديد من الصناعات المحلية لاسيما تصنيع القطارات والحافلات.
ويساهم هذا النظام في تقليل الاعتماد على
وسائل النقل الخاصة كسيارات الأجرة (التاكسي)، والتي تعد أقل كفاءة وأعلى تكلفة بكثير،
ومن ثم فإن عددها لا يتجاوز 7 آلاف و500 سيارة في برلين، وهو رقم ضئيل بالمقارنة حتى
مع مدن أصغر حجما.
وبخلاف نظام النقل العام عالي الكفاءة،
تدعم الحكومة الألمانية بشكل دائم التوجه نحو استخدام الدراجات الهوائية عبر تخصيص
مسارات لها في معظم الشوارع، وتشير التقديرات إلى أنه من بين كل ألف شخص من سكان العاصمة
الألمانية هناك 710 أشخاص يمتلكون دراجة.