ملفات
زيارة بابا الفاتيكان التاريخية.. حوار تسامح وتحدٍ للإرهاب والتطرف
«سي. إن. إن»: زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة إعادة للأمجاد التاريخية
عمانوئيل عياد: تعكس رسائل عديدة
أهمها أن مصر بلد السلام والاستقرار
الإفتاء: الزيارة تعد تحديًا
للمعتقدات المتطرفة
تستقبل مصر غدًا، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في زيارة تاريخية، وصفتها وسائل الإعلام العالمية والمحلية بأنها ستكون إعادة للأمجاد التاريخية، كما سيبعث من خلالها البابا عدة رسائل من أهمها الترويج للسياحة، وإثبات أن مصر بلد الأمن والأمان.
أفادت شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية،
في تقرير لها، بأن الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى القاهرة
غدًا الجمعة، تعيد أمجاد الزيارة التاريخية للقديس فرنسيس مع السلطان الملك الكامل
الأيوبي عام 1219.
وأوضحت "سي إن إن"، من خلال
تقريرها، أن لقاء القديس فرنسيس مع السلطان الملك الكامل، كان لقاءً سلميًا ورمزًا
للحوار والتفاهم بين الأديان، وهو الأوّل من نوعه في التاريخ، وسعى القديس فرنسيس إلى
وضع نهاية للحروب الصليبية، حيث أبرم مع السلطان معاهدة سلام تخول له زيارة البلاد
المقدسة والوعظ في مصر.
أما فيما يتعلق بشأن الأمن، أكد التقرير،
أن الفاتيكان طمأن العالم بشأن الأمان والأمان في مصر،؛ حيث أشار المتحدث باسم الفاتيكان،
جريج بورك، إلى عدم وجود مخاوف بشأن سلامة البابا أثناء الزيارة، مشددًا على أن الفاتيكان
سيتخذ نفس الإجراءات التي يتخذها لحماية فرنسيس في زياراته الخارجية.
وكانت بعض التقارير الصحفية الإيطالية،
ألمحت إلى أن البابا سيستخدم سيارة مضادة للرصاص في مصر للمرة الأولى في البابوية،
لكن المتحدث باسم الفاتيكان، نفى ذلك قائلا إن هذه التقارير غير دقيقة، مشيرا إلى أن
فرانسيس سيستخدم سيارة عادية في تنقلاته في مصر.
ووفقا للتقرير، فإن المتحدث باسم
الفاتيكان أكد أنه لا يشعر بالقلق بفضل الاستعدادات الأمنية المصرية التي وضعتها وزارة
الداخلية، لتأمين زيارة البابا.
ومن المقرر، أن يلتقي البابا الإمام الأكبر
لجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب، والذي ينتقد التطرف الإسلامي بشدة، وكان الشيخ الطيب
زار الفاتيكان في مايو بعد عشر سنوات من برودة في العلاقات بين الجانبين، حسب التقرير.
كما سيلتقي البابا غدا، الجمعة، بابا الأقباط
الأرثوذكس تواضروس الثاني، وسيتوجه معه إلى كنيسة القديسين بطرس وبولس في القاهرة،
التي قتل فيها 29 شخصًا في اعتداء في شهر ديسمبر.
وفي السياق ذاته، قال الأنبا عمانوئيل عياد،
رئيس اللجنة المنسقة لزيارة بابا الفاتيكان فى مصر، إن اختيار هذا الشعار الخاص بزيارة
بابا الفاتيكان لمصر "بابا السلام فى مصر السلام" يعكس رسائل عديدة أهمها
أن مصر بلد السلام والأمن والأمان والاستقرار، بالإضافة إلى الرسائل السياسية والترويج
للسياحة، خاصة أن البابا فرانسيس يعتبر ان الأراضي المصرية مقدسة لاستقرار العائلة
المقدسة بمصر.
وأضاف، وأنه سوف يحضر صلاة القداس الإلهي
٢٥ ألف قبطي من مختلف الطوائف الكاثوليكية الستة وتأمينهم منذ لحظة اللحظة الأولى وحتى
عودتهم لمنازلهم.
من جانبه، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع
لدار الإفتاء المصرية، أن زيارة البابا فرانسيس إلى القاهرة ولقاء فضيلة شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب تمثل نقضا للمعتقدات المتطرفة للجماعات التكفيرية التي تدعى أن
الصراع وحدَه هو الحاكم للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، وهو ما يدحضه -جملة وتفصيلًا-
لقاء أكبر الرموز الدينية في العالم في رحاب الأزهر الشريف وعلى أرض مصر الآمنة.
وأشار المرصد إلى أن اللقاء يعتبر كذلك
دليلا على قدرة أصحاب الأديان المختلفة على اللقاء والتعايش معا والتقارب، بل والتعاون
والتآلف لتحقيق غايات عمارة الأرض ونهضة الأمم والشعوب.
وأضاف المرصد "إن البناء الأيديولوجي
والفكري للجماعات التكفيرية والمتطرفة يجعلها تنظر إلى زيارة البابا فرانسيس، بابا
الفاتيكان، إلى القاهرة ولقائه القيادات الدينية الإسلامية وعلى رأسها الدكتور أحمد
الطيب، شيخ الأزهر؛ باعتبارها دليلا على العمالة والخيانة للأمة والإسلام، وموالاةً
"لأئمة الكفر" والتحالف معهم ضد "المجاهدين" التابعين للتنظيمات
التكفيرية، كداعش والقاعدة ومن على شاكلتهما".
جاء ذلك فى تقرير لمرصد الفتاوى عقب تحليل
أكثر من 50 إصدارا مكتوبا ومرئيا لتنظيم داعش الإرهابي، يتحدث فيه عن الغرب والقيادات
الدينية المسيحية، وخاصة العلاقة بين قيادات العالم الإسلامي والقيادات الدينية في
الفاتيكان، التي تم وصمها دائما باعتبارها موالاةً لأهل الكفر وخيانة للإسلام والمسلمين،
بل باعتبارها دليل خيانة يوجب القتل والإخراج من الملة.
وقال المرصد "إن هذا التصور للزيارة
وتكييفها من جانب التنظيمات التكفيرية يعود إلى عدة عوامل، أبرزها أن تلك التنظيمات
إنما تنظر للآخر المختلف باعتباره كافرا ومحاربا للإسلام والمسلمين، ولا بد من قتاله
ولا سبيل للحوار معه أو التواصل، يضاف إلى ذلك تصنيفهم العالم إلى دار حرب ودار سلام،
وتصنيف كل بقعة خارج سيطرتهم باعتبارها دار حرب يجب القتال فيها وسفك الدماء؛ باعتبار
ذلك جهادًا لأجل جعل كلمة الله هي العليا!"
وأضاف " أن أحد عوامل هذا التشوه الفكري
والأيديولوجي للجماعات التكفيرية وتكييفها الشاذ لزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر يعود
إلى الجهل الشديد باللغة وبعلوم الشريعة ومقاصدها، ذلك الجهل الذي جعل خوارج العصر
يفسرون الآيات القرآنية التي تتحدث عن علاقة المسلم بغير المسلم على غير ما تحتمل،
ويُنزلون النصوص على وقائع تهدم مقصد النص وتُفسد مآلاته، إضافة إلى تلاعبهم بمسألة
الناسخ والمنسوخ في القرآن، بما يجعلهم ينكرون الكثير من آيات الله في كتابه بدعوى
أنها منسوخة، فيمحون من القرآن ما يخالف معتقدهم وتصوراتهم المشوهة".