بحيرة قارون.. إهمال دائم منذ 20 عاما

الثروة السمكية ببحيرة قارون مهددة بالانقراض

بحيرة قارون تحولت إلى مقبرة كبيرة للأسماك

90 % انهيار فى الإنتاج السنوى وتشريد 6 آَلاف صياد

تسببت حشرة "الايزوبودا "فى القضاء على 90% من  الثروة السمكية ببحيرة قارون ، الامر الذى دفع خبراء الثروة السمكية إلى دق ناقوس الخطر نتيجة انهيار الثروة السمكية فى بحيرة قارون بمحافظة الفيوم بسبب حشرة "الايزوبودا" وهى من القشريات الطفيلية التى تهاجم الاسماك وتعيش فى خيشومها أو فمها وتمتص دمها وتتغذى على لسانها ؛ مما يعرض السمكة للضعف الشديد وانخفاض المناعة ، فتاجمها البكتريا والطفيليات وتموت سريعا ، مما أدى أى انهيار الثروة السمكية بالبحيرة ، وتبلغ مساحتها نحو 58 الف فدان ، وبلغت الخسائر السمكية نحو 90 % من الانتاج السنوى فى العام الاخير ؛ مما تسبب فى تشريد 6 الاف صياد مه تهديد نحو 1400 فدان من المزارع السمكية على ضفاف البحيرة ، وساعد على انتشارها ارتفاع نسبة التلوث بالصرف الصحى الذى يصب فى البحيرة منذ نحو 20 عاما مع ارتفاع الحرارة التى تساهم فى زيادة أعدادها .

  قال الدكتور اسماعيل عيسى ، أستاذ ورئيس قسم أمراض الاسماك بجامعة القناة ، أن هذه الحشرة من القشريات قادمة مع اسماك مستوردة مصابة بها ، ووجدت طريقها إلى البحيرة وبعض المزارع الخاصة ، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة ، فيبلغ طولها بين 1- 5 سنتيمترات ، ولها ألوان وأشكال متعددة حسب نوع السمكة المصابة ، ولها 7 أرجل فى كل جانب تساعدها على الالتصاق بالسمكة مدى الحياتها .

وأضاف أن سبب زيادة أعددها بشكل كبيرة يرجع إلى الملوحة العالية ، مع ارتفاع درجة الحرارة والبخر مع تكاثف تلوث مياه البحيرة بالصرف الصحى ، مضيفا أن الايزوبودا متخصصة فى اسماك المياه البحرية ، ولا تستطيع العيش فى المياه العذبة ، وتتكاثر فى المياه الضحلة والاحواض الترابية ذات المياه الراكدة فى البلاد الحارة ومعتدلة المناخ .

وأشارإلى أن هذه الحشرة تؤدى إلى خسائر أقتصادية هائلة ، وأن الاصابة بها تؤدى إلى عدوة بالبكتيريا أو الفطريات للسمكة ،بعد أن تتغذى على دمها ومخاطها ، والخلايا الحية بالاسماك ؛ مما يفقدها حيوتها وهيكله الغذائى .

وأكد عيسى أن هذه الحشرة تقضى على اُلاف الاطنان من الاسماك بالبحيرة سنويا ، حتى تحولت بحيرة قارون إلى مقبرة كبيرة للاسماك بعد موت كميات كبيرة من الاسماك بداخلها ، فكانت تنتج الاف الاطنان من الاسماك سنويا ، بعدها حث أنخفاض حاد فى الانتاج نتيجة زيادة معدلات التلوث بالبحيرة ، وارتفاع نسبة الطبقة العضوية بالبحيرة التى تؤثر على حياة الاسماك ،ووصل دخل الصياد حسب بعض الإحصاءات إلى 200 جنيه سنويا بدلا من 3000 الاف جنيه .

فى نفس السياق قال الدكتور عادل شاهين ،أستاذ أمراض الاسماك بجامعة بنها ،أنه من حسن الحظ أن تلك الحشرة لاتضر بصحة الانسان إذا تناول الاسماك المصابة بها ، وفى الوقت نفسه فانها لم تصل إلى البحيرات المصرية الاخرى ويخشى من أنتشارها إذا استمر هذا الاهمال ؛ مما يحتم على المسئولين تعقب أنتشارها ومقاومتها .

وأضاف عيسى أن حال الصيادين الموجودين أصبح ماساوىا لدرجة أن الكثرين منهم أخرج ابنائه من التعليم للعمل بمشروع النظافة لان اسرهم أصبحت بلا دخل .

بينما كشفت وزارة البيئة عن ان الحشرة انتفلت من زريعة من الاسماك ألقيت فى البحيرة ، وساعدتها عمليات الصرف الصحى المستمرة ، الناتجة من 88 قرية تصب فى مصرف البطس وهو المصرف الرئيسى الموجود على على بحيرة قارون ، وان الوزارة أعلنت حالة الطوارئ لمواجهة أخطار هذه الحشرة والذى تتنوع ألوانها بين الاسود والاصفر والابيض .

مضيفا أنه من الممكن القضاء على هذه الحشرة برفع نسبة المياه العذبة فى البحيرة  مما لايتنايب مع الحياة الطبيعية لهذه الحشرة ، فضلا عن هدف وزارة البيئة من الاكثار من الكائنات البحرية التى تتغدى على مثل هذا النوع من الحشرات، ولابد من اتخاد أجراءات جادة وصارمة فى حل هذه مشكلات بحيرة قارون والقضاء على الملوثات وخفض درجة الملوحة .