ملفات
بعد زيارة السيسى لأمريكا: الولايات المتحدة تصفع المتآمرين: مصر آمنة .. وترامب يشارك مــصر حملتها ضد الإرهاب
السيسى وترامب.. زعيمان فى مواجــــــــــــــهة "خطر" القرن
خبراء اقتصاد: الملف الاقتصادى هو الأول فى زيارة السيسى لواشنطن
الخبراء: المرحلة المقبلة ستشهد تدفق الاستثمارات الأمريكية فى كل المجالات
الصحف العالمية: قمة الزعيمين استقبال حار وتعاون مشترك.. وترامب يؤيد السيسى
جاءت القمة التاريخية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، بمكاسب هائلة على رأسها إعلان الولايات المتحدة أن مصر «دولة آمنة»، فى صفعة كبرى لكل المتآمرين على الأمن المصرى، كما أكد خبراء الاقتصاد والسياسة أنها تحمل المكاسب لمصر وللمنطقة العربية بأكملها لما بها من نقطة تحول هامة بين البلدين، والتى من شأنها أيضا دعم مصر بدفعة قوية لزيادة الاستثمارات الأمريكية.
وأثناء الزيارة ازدادت التكهنات قبل اللقاء حول حجم زيادة التعاون المرتقب، وما يتعلق بالشأن الاقتصادى وحجم ما يمكن أن تسفر عنه تداعيات ارتفاع معدل التعاون بين الجانبين وتأثيره على الاستثمارات الأمريكية داخل مصر حيث يبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 8 مليارات دولار تقريبًا، منها 6 مليارات صادرات أمريكا لمصر، ومليار دولار صادرات مصرية لأمريكا، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات.
وتأتى الولايات المتحدة على رأس قائمة الدول المستثمرة فى مصر فى استثمارات النفط، حيث يصل حجم استثمارات شركة «أباتشى» إلى 12 مليار دولار ومن أبرز شركاتها «مايكروسوفت، آى بى إم، أوراكل، فايزر، جونسون آند جونسون، أوبر، ماستر كارد، جنرال إلكتريك، بيبسيكو».
وجاءت أهم الشركات وأشهرها فى القائمة: «بيكتل– بوينج سيسكو– بى بى للطاقة– سيميكس– سيتى بانك– أكسون موبيل جنرال إلكتريك-IBM – انتيل مايكروسوفت– أوراكل بيبسى– كوكاكولا- زيروكس- فيزا– بروكتر آند جامبل– فايزر– فارما». وفى تصريح لـ«صدى العرب» أكد الدكتور فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى ومساعد مدير صندوق النقد الدولى السابق، أن زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة من شأنها دفع الاستثمارات الأمريكية لمصر للأمام، خاصة أن الرئيس الامريكى دونالد ترامب اقتصادى من الدرجة والأولى لذلك فالدعم الأمريكى لمصر سيحوذ نسبة كبيرة منه فى قطاع الاقتصاد.
وتوقع الفقى أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية مصر سياحيا بالسماح لمواطنيها بالسفر إلى مصر كنوع من تنشيط السياحة وهذا القرار سينهى 50% من أزمة مصر الاقتصادية وسيوفر مليارات الدولارات سنويا لمصر ما يعنى القضاء على أزمة العملة الصعبة وزيادة الاحتياطى الأجنبى.
الحرب على الإرهاب.. هدف واحد
فيما أشاد نبيل زكى، المحلل السياسى، بالاهتمام بالجانب السياسى والعسكرى فى قمة ترامب والرئيس السيسى خاصة أنه القاعدة الأساسية التى تؤسس عليها معظم الدول خططها الاقتصادية.
وفى تصريح لـ«صدى العرب» أكد زكى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن مصر ضمن أقوى وأهم الدول التى تحارب الإرهاب خاصة أنها حافظت على نفسها طوال الست سنوات الماضية من توغل الجماعات الإرهابية وسيطرتها كما حدث فى ليبيا وغيرها من البلاد العربية.
وقال زكى فى تصريح لـ«صدى العرب» أن دونالد ترامب يعول على مصر وجيشها فى محاربة الإرهاب فى العالم وليس فى مصر أو المنطقة العربية لامتلاكها أجهزة عسكرية ومخابراتية يشهد لها العالم بالكفاءة والمهارة والدقة المعلوماتية.
وعن عودة العلاقات بقوة بين البلدين أكد دونالد ترامب بقوله خلال لقائه الرئيس السيسى بالبيت الأبيض: «أود فقط أن يعلم الجميع، إن كان هناك أدنى شك، أننا نقف بقوة خلف الرئيس السيسى، لقد أدى عملا رائعا فى موقف صعب للغاية، نحن نقف وراء مصر وشعب مصر بقوة.. الرئيس السيسى قريب منى منذ اللحظة التى التقيته بها».
وأضاف الرئيس الأمريكى موجهًا حديثة للرئيس السيسى: «لديكم مع الولايات المتحدة ومعى شخصيا، صديق كبير وحليف كبير لدينا كثير من القواسم المشتركة».
كما عقد الرئيس اجتماعا مع قيادات غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء كبرى الشركات الأمريكية لبحث فرص الاستثمار فى مصر، على ضوء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادى فى مصر، والإجراءات التى تتبناها لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنفيذها لعدد من المشروعات القومية.
كما التقى الرئيس السيسى مع كل من رئيس البنك الدولى ومديرة صندوق النقد الدولى، لبحث فرص تعزيز التعاون القائم بين مصر والمؤسستين الدوليتين فى مختلف المجالات الاقتصادية.
وتأتى أهمية الزيارة فى هذا التوقيت الذى يشهد فيه العالم متغيرات جذرية هنا وهناك وملفات عدة مفتوحة على مصراعيها وقضايا شائكة ربما استمرار وجودها بالشكل الحالى يؤدى إلى مزيد من الانفجار فى الأوضاع.
وعن مكاسب الزيارة يقول الخبير الاقتصادى خالد الشافعى أن زيارة الرئيس السيسى لأمريكا نجحت نجاحا كبيرا، لانها تعد خطوة جادة فى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية خلال الفترة المقبلة بالأخص مشروع تنمية محور قناة السويس، واكد الشافعى أن الأوضاع الاقتصادية فى أمريكا تترجم من خلال الرؤية السياسية وهو ما سيفتح آفاقا جديدة للاستثمارات الأمريكية فى مصر بعد التقارب الشديد بين الرئيسين المصرى والأمريكى.
ومن ناحيته اكد الدكتور ماهر هاشم الخبير الاقتصادى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيىسى لأمريكا هامة للاقتصاد المصرى والأمريكى على حدا سواء، حيث تمثل الزيارة فتح صفحة جديدة لضخ الاستثمارات فى كل القطاعات، خاصة التكنولوجية، التى تحتل الولايات المتحدة الأمريكية فيها الصدارة.
وشدد هاشم على أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور شراكات أمريكية، فضلا على الدور الجديد الذى يلعبه مجلس الأعمال المصرى- الأمريكى، وأن واشنطن ستعمل على تلبية المطالب المصرية فى عدد من الملفات أبرزها التعاون الاقتصادى.
واضاف أن هناك نية لزيادة الصادرات المصرية للولايات المتحدة بجانب وزيادة الاستثمارات الأجنبية داخل مصر، لافتًا إلى أن قرار تعويم الجنيه عامل مهم من عوامل الاستثمار، وأن مصر قامت بالكثير من التشريعات والقوانين لتسهيل الاستثمار الأجنبى داخل مصر.
ويرى أبوبكر الديب، الخبير فى الشأن الاقتصادى، أن التقارب بين القيادة السياسية فى مصر وأمريكا يمثل فرصة ذهبية وتاريخية لإنعاش الاقتصاد المصرى، مشيرا إلى أنه يمكن جذب ما يقرب من 20 مليار دولار من الاستثمارات الأمريكية إلى مصر.
وأشار إلى أن مصر تعد أكبر شريك استثمارى للولايات المتحدة الأمريكية فى إفريقيا وثانى أكبر شريك فى الشرق الأوسط، حيث بلغت الاستثمارات الأمريكية المباشرة فى مصر نحو 33% من إجمالى تلك الاستثمارات فى إفريقيا.
كما تعد الاستثمارات الأمريكية من أكبر 10 استثمارات أجنبية مباشرة فى مصر، وتبلغ قيمتها نحو 23.7 مليار دولار ويصل عدد الشركات الأمريكية بمصر 1221 شركة فى مختلف القطاعات.
وطالب الديب المسئولين باستغلال التقارب بين الرئيسين المصرى والأمريكى لخلق فرص استثمارية جديدة للشركات الأمريكية بمصر.
أما رأفت القاضى، رئيس اتحاد تموين القاهرة، فيرى أن زيارة الرئيس للولايات المتحدة ليست عادية بل بالفعل هى تاريخية خاصة أنها تأتى بعد قطيعة استمرت عدة سنوات بسبب موقف الإدارة الأمريكية السابقة من مصر لتعيد الحياة إلى العلاقات المصرية- الأمريكية وهو ما ظهر جليا فى إعلان الإدارة الأمريكية دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب من خلال تقديم الدعم المادى والعسكرى، مع وعد بدراسة إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية.
وأكد القاضى أن التقارب بين القاهرة وواشنطن فى الوقت الحالى يؤكد استقرار الأوضاع فى مصر، وهو ما ظهر خلال كلمة الرئيس ترامب حيث قال خلال ترحيبها برئيس السيسى أنه أمر عظيم أن أكون هنا مع رئيس مصر، مؤكدا وقوف الإدارة الأمريكية خلف القيادة المصرية فى حربها ضد الإرهاب، وأن الفترة القادمة ستشهد تقاربا كبيرا بين الجيشين.
ومن ناحيته أكد النائب أحمد حلمى الشريف، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أن القمة التاريخية التى تمت بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب بالبيت الأبيض، أكدت أن مصر بقيادة الرئيس السيسى تحظى بمكانة دولية كبيرة مشيدا بالحفاوة الكبيرة التى حظى بها الرئيس السيسى من الرئيس ترامب وجميع القيادات داخل أمريكا أكدت للعالم كله أهمية ومكانة مصر والرئيس السيسى على الساحة الدولية.
وقال «الشريف» إن المجتمع الدولى يجب أن يعى خطورة ظاهرة الإرهاب الأسود على العالم كله، خاصة بعد الاهتمام الكبير من الرئيس السيسى وترامب بضرورة مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، متوقعا أن تشهد المرحلة القادمة بعد هذه القمة مواجهة دولية حاسمة بقيادة مصر وأمريكا لجميع التنظيمات والجماعات الإرهابية على المستوى الدولى، مؤكدا نجاح هذه القمة وتحقيقها جميع أهدافها، وأكد النائب أحمد حلمى الشريف أن الرئيس السيسى نجح فى مباحثاته فى هذه القمة الناجحة فى طرح رؤية مصر تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد مرحلة جادة من التنسيق والتعاون المشترك والفعال بين مصر وأمريكا حول مختلف القضايا، خاصة داخل منطقة الشرق الأوسط، وأن العلاقات الثنائية المصرية- الأمريكية سوف تشهد انطلاقة كبيرة فى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والصناعية والاستثمارات المشتركة والمشروعات القومية الكبرى التى تتم داخل مصر وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
ويقول الخبير فى الشئون الدولية، سعيد اللاوندى: إن ترامب أبدى موقفًا مغايرًا للرئيس السابق باراك أوباما، الذى كان يبدو حليفًا لجماعة الإخوان، منوهًا بأنه أكد فى حديثه للرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه حليف وصديق له، وأنه سيدعم مصر فى إجراءاتها لحفظ استقرارها الداخلى، وأيضا فى إعادة الاستقرار إلى الإقليم كله.
اللاوندى أشار، فى تصريحات خاصة، إلى أن الأسابيع القليلة الماضية ربما ستشهد تنسيقًا كبيرًا بين أجهزة الدولتين، لتنفيذ ما وصلت إليه المباحثات الناجحة للزعيمين، مشيدًا بتأكيد الرئيس السيسى أن مصر ستشارك بقوة ووضوح فى استراتيجية لأجل القضاء على الإرهاب واستئصاله تمامًا، كما عرج اللقاء على قضايا أخرى مهمة مثل حل القضية الفلسطينية، حيث يرى ترامب أن السيسى يمكن أن يلعب دورا هاما فى تسوية الأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية، وتناول أيضا إنهاء الصراع فى ليبيا وسوريا، الذى أخذ منحى عبثيًا خلال الفترة الماضية.
الخبير فى الشئون الدولية أكد أن المعارضين لنهج الدولة الحالى، والحاقدين عليها، لم يرضهم هذا التقارب والتحالف بين الزعيمين، فأخذوا يحاولون التغطية على الزيارة الناجحة بأخبار مشبوهة وغيره، ما يدل على أن وقع تلك الزيارة كان أكبر من المتوقع، مشددًا على أن التعاون لن يقتصر على الشق العسكرى فقط بل سيطال الجوانب الأخرى والتى تتعلق بالاقتصاد، مثل ضخ المزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى مصر، وزيادة حجم السياحة الوافدة إليها.
من جانبه، توقع الدكتور علاء الشاذلى، عضو مجلس إدارة البنك المركزى السابق، أن تشهد الفترة المقبلة مساندة أمريكية لمصر فى المؤسسات المالية والتمويلية الدولية، وتعزيز المواقف داخل التكتلات الاقتصادية، ومنها الاتحاد الأوروبى.
وتابع: «قد لا تدعم أمريكا مصر مباشرة بنفس مستويات الدعم المالى والاقتصادى قبل الثورة، لاسيما مع تغير استراتيجيتها عقب تولى الرئيس دونالد ترامب، والتركيز على الشأن الداخلى فى الإصلاح والتمويل كأولوية كبرى، لكنها ستدعمها لدى المستثمرين الأجانب والمؤسسات الأجنبية»، معقبًا: «وأرى أن النتائج الإيجابية لزيارة السيسى ستظهر سريعا على كل من الاستثمار والتصدير إلا أن الصادرات ستكون الأسرع استجابة».
وتوقع زيادة الاستثمارات الأمريكية، وانتعاش التبادل التجارى بين الدولتين، مشيرا إلى أن زيارة السيسى الإيجابية كانت رسالة واضحة لجميع المستثمرين على مستوى العالم وليس للمستثمر الأجنبى فقط، مقللًا من أهمية توقيع اتفاق تجارة حرة مع أمريكا حاليا، داعيا إلى توطيد التعاون الأمريكى فى مجال الاستثمار فى القطاع الصناعى بالإضافة إلى الاستثمار فى البترول ومجالات الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية.
ونوه بأن الدعم الأمريكى يسهم فى الإسراع بصرف الشريحة الثانية من قرض صندوق النقد الدولى بنحو 1.25 مليار دولار، عقب اجتماعات الربيع الشهر الحالى بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ويبلغ إجمالى القرض 12 مليار دولار خلال 3 سنوات، حصلت مصر على شريحة واحدة فقط بقيمة 2.75 مليار دولار نوفمبر الماضى.
أما الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فيرى أنه فى الإطار العام، حقق لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى نظيره الأمريكى دونالد الأهداف المرجوة منه، ولكن يجب أن تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.
وأوضح فهمى، أن أهمية المباحثات تأتى فيما يتخذ بعدها، وقال: «الأهم فى هذا اللقاء ماذا بعده؟»، منوهًا بأن مصر لها الحق فى طلب مزيد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، خاصة أنها تقاتل الإرهاب بالنيابة عن العالم بأسره، ليس فقط فى سيناء، وإنما أيضا فى موقفها الفعال لمواجهته فى الأراضى الليبية.
فهمى نفى أن يكون هناك معوقات من قبل بعض المؤسسات الأمريكية التى تتخذ موقفا سلبياً من مصر بعد ثورة الـ30 يونيو، مشددًا على أنه ورغم التوافق الكبير فى الرؤى بين البلدين، إلا أن رؤية مصر للقضية الفلسطينية لا تتغير، وتتمثل فى حق الفلسطينيين فى بناء دولة لهم، وذلك وفق جميع القرارات الدولية الصادرة فى هذا الشأن، مؤكدًا أنه لا يستبعد أن يؤثر الرئيس السيسى على ترامب، لعدم اتخاذ قراره نقل السفارة الأمريكية فى تل أبيب إلى القدس، وهو الذى لوح به خلال فترة الانتخابات.
تناولت قمة الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض أهم التطورات السياسية والاقتصادية التى تشهدها مصر وعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وقبل القمة اصطحب ترامب الرئيس فى لقاء ترحيبى لتفقد قاعة روزفلت داخل البيت الأبيض ووقع الرئيس فى سجلات الزيارات بالقاعة وتجول الرئيسان داخل حديقة البيت الأبيض بواشنطن بعد عقدهما جلسة مباحثات ثنائية، وقال الرئيس الأمريكي: إن الرئيس السيسى إنسان قريب منى قابلته أثناء الحملة الانتخابية، إنه يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة، وتعهد ترامب برفع مستوى التعاون العسكرى مع مصرى ليكون فى أعلى مستوى له خلال الفترة المقبلة، وقال: سوف نصل بمستوى القوات العسكرى إلى أعلى مستوى والأمور ستتطور أكثر مما كنا عليه من قبل، وأقول للرئيس السيسى: لديك حليف قوى ممثل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضح أن أمريكا سوف تحارب الإرهاب مع مصر، وجدد الرئيس الأمريكى دعمه القوى للرئيس السيسى قائلا سنكون أصدقاء فترة طويلة ولدينا روابط عديدة مع الشعب المصرى واتطلع لعلاقات قوية مع الشعب المصرى معربا عن تطلعه للعمل مع الرئيس المصرى.
وقال السيسى خلال اللقاء إنه منذ أن قابل ترامب فى سبتمبر الماضى راهن عليه وأبدى إعجابه بشخصيته وجهوده لمحاربة الفكر الشيطانى الخبيث الذى يقتل الأبرياء ويدمر الشعوب المتمثل فى الإرهاب، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى يتمتع بشخصية متفردة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وتابع الرئيس أنا ومصر سنقف بجانبك لتنفيذ استراتيجية محاربة الإرهاب.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس الأمريكى رحب فى مستهل اللقاء بالرئيس معربا عن تقديره العميق له ولما حققه من إنجاز كبير فى ظروف صعبة ومؤكدا التزامه وبلاده بدعم ومساندة مصر فى مواجهة التحديات المختلفة، وأشار الرئيس ترامب إلى تقديره وتقدير الولايات المتحدة لمصر وشعبها، منوها إلى اعتزامه تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة خاصة فى المجال العسكرى ومكافحة الإرهاب.. وأضاف السفير يوسف أن الرئيسين اتفقا على تفعيل آلية الحوار الاستراتيجى بين البلدين بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتطوير التعاون فى جميع المجالات، كما وجه الرئيس الدعوة للرئيس ترامب لزيارة مصر الذى رحب بالدعوة ووعد بتلبيتها.. وأرب الرئيس عن تقديره للرئيس الأمريكى وجهوده فى مكافحة الإرهاب، مؤكدا له وقوف مصر بجانب الولايات المتحدة فى القضاء على هذا الخطر الجسيم، كما أعرب الرئيس عن تطلعه للعمل مع الرئيس الأمريكى من أجل التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.. وعقب الجلسة الثنائية بين الرئيسين انعقدت جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين وأكد الرئيسان اعتزازهما بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطلعهما لأن تشهد هذه العلاقات انطلاقة جديدة خلال المرحلة المقبلة.. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس اطلع نظيره الأمريكى على آخر التطورات السياسية والاقتصادية فى مصر، حيث استعرض التقدم المتحقق على صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والإصلاحات التشريعية والإدارية بهدف تحسين بيئة الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، وأضاف المتحدث الرسمى أن مباحثات القمة بين الرئيسين شهدت بحث جميع القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها جهود الدولتين فى مكافحة الإرهاب، حيث استعرض الرئيس الجهود التى تبذلها مصر على جميع المستويات العسكرية والأمنية والدينية والفكرية للتصدى لهذا الخطر وشدد على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى والقوى الدولية فى مواجهة المنظمات الإرهابية من خلال تطبيق استراتيجية شاملة تتضمن وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، فضلا على الأبعاد المتعلقة بمحاربة الفكر المتطرف من ناحية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ناحية أخرى وأشاد الرئيس الأمريكى بالشجاعة والتصميم اللذين أظهرهما الرئيس سواء فى التصدى للإرهاب ونشر القيم السمحة المعتدلة للإسلام وترسيخ صورته الحقيقية التى تدعو للتعايش وقبول الآخر أو فى اتخاذ القرارات اللازمة للإصلاح الاقتصادى، مؤكدا التزام الولايات المتحدة الكامل تجاه أمن واستقرار ورخاء مصر ومساندتها لجهودها فى دفع مسيرة التنمية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادى.
وذكر السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء كذلك بحث الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط وسبل تسويتها حيث أكد الرئيس أن الوضع فى المنطقة يتطلب إدراكا عميقا لحقيقة أن ضعف الدولة الوطنية لا يصب إلا فى مصلحة انتشار الإرهاب وتمدد نفوذه، مؤكدا ضرورة بذل أقصى الجهد لإنهاء المعاناة الإنسانية لتعود المنطقة التى تعانى من ويلات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة ومازالت تعانى منها وعرض الرئيس فى هذا الإطار رؤية مصر لعناصر التسوية السياسية للأزمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث إن الحفاظ على وحدة التراب الوطنى فى كل دولة ودعم مؤسساتها الوطنية وإعلاء الحل السياسى القائم على القواسم المشتركة بين الأطياف المجتمعية المختلفة هو السبيل الوحيد للحفاظ على السلامة الإقليمية لهذه الدولة وصيانة مقدرات شعوبها.. وأكد الرئيس أهمية التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك من شأنه توفير واقع جديد فى المنطقة بما يساهم فى استقرار الشرق الأوسط، وأكد الرئيس فى هذا الإطار أهمية الدور الأمريكى فى إحياء عملية السلام، مشيرا إلى استعداد مصر للعمل مع الإدارة الأمريكية لبلورة أفكار إحياء السلام والتوصل مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.
وأكد عدد كبير من المصريين المغتربين الذين قدموا من مختلف الولايات الأمريكية إلى البيت الأبيض لتأييد السيسى خلال زيارته لواشنطن ثقتهم فى سياسات السيسى الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والإصلاح الاقتصادى فى مصر وشدد المصريون المغتربون على أن زيارة الرئيس تشكل نقطة تحول مهمة فى مسار العلاقات المصرية- الأمريكية.
من جانبها أكدت سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى- حرص مصر على مشاركة القطاع الخاص والمستثمرين ليكون لهم دور كبير فى المساهمة فى النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل للفئات المختلفة، موضحة أن العديد من الشركات الأمريكية أعربت عن رغبتها فى الاستثمار بمصر خاصة فى ظل الإصلاح الاقتصادى والاستقرار السياسى، وأشارت الوزيرة إلى أنه تم البدء فى التفاوض مع البنك الدولى على الشريحة الثالثة بقيمة مليار دولار من التمويل المخصص لدعم برنامج الحكومة.
رأى الشارع
أكد المواطنون أهمية النتائج التى ستخلفها القمة التى عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب وزيارته للولايات المتحدة واعتبروا ذلك صفحة جديدة فى علاقات البلدين التى وصلت لأسوأ مراحلها فى نهاية الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وتوقع الخبراء أن تأتى الزيارة باستثمارات أمريكية تنعش الاقتصاد المصرى وشددوا على أن السيسى يمثل نموذجا فريدا لرئيس دولة إسلامية يسعى لتجديد الخطاب الدينى.
مصطفى بركات محاسب يقول إنها صفحة جديدة تفتح فى ملف العلاقات المصرية- الأمريكية تختلف عن فترة أوباما التى اتسمت بالفتور ووصلت حد الأزمة فى بعض الأحيان، وأضاف بركات الآن أصبحت هناك أرضية مشتركة بين البلدين ويأتى على رأسها ملف مكافحة الإرهاب والموقف الصارم من الإخوان إلى جانب جهود مصر فى دفع عملية السلام مع إسرائيل والتصدى للنفوذ الإيرانى بالمنطقة وشدد على ضرورة توخى الحذر من العلاقة الجديدة، لأن الولايات المتحدة تبحث بالأساس عن مصالحها ثم مصلحة إسرائيل دون النظر لمصالح الطرف الآخر.
وأضاف عمر شاهين المحامى: أتوقع أن تشهد مصر زيادة كبيرة فى حجم الاستثمارات الأمريكية بعد زيارة السيسى لأمريكا، مؤكدا أن هذه الزيارة خطوة جيدة بالنسبة للمناخ الاقتصادى والاستثمارى فى مصر لما فيها من أبعاد اقتصادية كبيرة وأن حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا ارتفع خلال عام 2016 إلى 5 مليارات دولار، وهو ما يؤكد أن الزيارة سيكون لها بعد اقتصادى كبير يشجع على زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى.
يقول يوسف رفعت مدرس: إن مصر دورها مهم فى إعادة بناء الدول المنهارة مؤسسيا فى المنطقة وأمريكا والغرب يقدران جهود الرئيس السيسى باعتباره أول رئيس لدولة إسلامية يعلن ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وأضاف رفعت أن خطوات الإصلاح الاقتصادى الجريئة التى اتخذتها الدولة والتوقيع على اتفاقية صندوق النقد الدولى أسهمت بشكل إيجابى فى تطوير العلاقات المصرية- الأمريكية.
يقول فاروق عفيفى أعمال حرة: إن لقاء السيسى وترامب لقاء قمة بين رئيس دولة عظمى وهى الولايات المتحدة الأمريكية ورئيس دولة إقليمية مركزية هى مصر، مشيرا إلى أنه لقاء تشابك المصالح بين البلدين وتخطيط لمستقبل العلاقات بين البلدين أيضا سواء العلاقات الثنائية أو التنسيق فيما يتصل بالقضايا الإقليمية، مضيفا: اللقاء أكد قضيتين لهما أهمية كبرى للطرفين الأولى مكافحة الإرهاب الدولى والثانية حل القضية الفلسطينية، وأكد عفيفى قائلا: الجيش المصرى اكتسب خبرة نادرة فى حربه ضد الإرهاب فى سيناء يمكن أن تستخدم فى الحرب ضد تنظيم القاعدة والإخوان فى ليبيا وضد القاعدة والإخوان وإيران فى اليمن، مشددا على أن هذا يتطلب أن تقدم الولايات المتحدة أقصى مساعدة ممكنة سواء كانت من الأسلحة الحديثة أو وسائل المقاومة الإرهاب أو المساعدات التدريبية.
يقول سامح ثروت: إن زيارة السيسى لواشنطن تعد تأكيدا لعودة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة إلى الوضع الطبيعى، وأضاف أن السيسى سيحصل خلال الزيارة على مساندة لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب وترحيب بخطوات مصر فى الإصلاح الاقتصادى وعلى الصعيد الإقليمى فى الشرق الأوسط وحفظها لمعاهدة السلام مع إسرائيل وربما ينجح السيسى فى إقناع الحكومة الأمريكية بتغيير موقفها من تسليح الجيش المصرى بأن تشمل المعونة العسكرية لمصر أسلحة ثقيلة مثل الدبابات والطائرات الحربية والفرقاطات العسكرية وليس فقط الأسلحة الخفيفة، وما يكون ضروريا لمكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن الرئيس سيشرح أيضا موقف مصر من القضية الفلسطينية ومن المأمول أن ينجح فى إقناع الرئيس دونالد ترامب بالعودة إلى فكرة الدولتين على حدود 1967.
ماذا قالت الصحف الأجنبية
وصفت شبكة «سى إن إن» الأمريكية لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى البيت الأبيض باللقاء الجاد، حيث أكد «ترامب» اعتزام واشنطن تقديم الدعم للقاهرة، وقال خلال لقائه الرئيس السيسى إن الولايات المتحدة تقف خلف مصر وشعب مصر، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى علاقة جادة وطويلة الأمد.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» تقدير الرئيس السيسى وإعجابه بشخصية الرئيس الأمريكى ووصفه له بالشخصية الفريدة.
ونقلت وكالة رويترز الإخبارية تصريح ترامب بقوله أريد أن يعلم الجميع بلا شك فى أننا خلف الرئيس السيسى لقد قام بعمل رائع فى ظروف صعبة جدا ونحن بالتأكيد خلف مصر وشعب مصر.
ونقلت شبكة «يو إس توداى» تصريح ترامب عن السيسى وقوله لديك صديق عظيم وحليف قوى هنا بالولايات المتحدة، مشيرا إلى نفسه واهتمامه بزيادة نفقات البنتاجون لمواجهة التهديدات الإرهابية قائلا «تطور جيشنا إلى أعلى مستوى وهذا ما نحتاجه».
وقال السيسى هذه هى أول زيارة رسمية لى إلى الولايات المتحدة منذ تنصيبى رئيسا، وأشار إلى أنه التقى ترامب العام الماضى وقال لـ«ترامب» خلال حديثه لدى تقدير عميق وإعجابه بشخصيتك الفريدة من نوعها وكذلك وقوفك ضد التطرف والإرهاب ومواجهتك لهذه الأيديولوجيات الشريرة.
ونشرت مجلة «بوليتكو» تصريحات موجزة من المكتب البيضاوى لإشادة ترامب بالسيسى ووصفه بأنه شخص قريب جدا منه منذ التقائه به أول مرة، وقال ترامب نتفق على الكثير ممن الأمور وأريد أن أعلم الجميع فى حال كان هناك أى شك أننا نقف وراء الرئيس السيسى، لقد قام بعمل رائع فى وضع صعب للغاية نحن خلف مصر وشعب مصر والولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم الكامل لمصر ولدينا دعم قوى.
وقالت صحيفة جارديان البريطانية: أعرب ترامب عن دعمه للرئيس خلال اجتماعه فى المكتب البيضاوى، وقال له لديك صديق عظيم وحليف فى الولايات المتحدة، وقال ترامب إنه يؤيد بقوة الرئيس وأنهما سيعملان معا لمحاربة المسلمين.
وذكرت شبكة «بلومبرج» الأمريكية الاهتمامات المشتركة بين الرئيسين حول تحقيق الأمن فى الشرق الأوسط والقضاء على الإرهاب، ولفتت إلى أن السيسى يعتبر أول زعيم عربى يلتقى ترامب منذ توليه الرئاسة وبالنسبة للسيسى فإن الترحيب الجاد من قبل الرئيس الأمريكى الجديد- الذى يكره الإسلام السياسى أيضا- يشير إلى أنه يمكن أن يقدم الدعم المالى والعسكرى الذى يحتاجه السيسى لإحياء اقتصاد بلاده واستعادة مكانتها كوسيط إقليمى فى الشرق الأوسط.
خبراء اقتصاد
قال الدكتور شريف الخريبى، الخبير الاقتصادى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى واشنطن جاءت فى سياق دورة استئناف مصر لدورها على المستويين الإقليمى والدولى وخوضها تجربة شاقة فى الإصلاح الاقتصادى تحتاج معه إلى دعم شركائها وحلفائها الأساسيين فى العالم.
واعتبر الخريبى أنه لا يمكن الحكم على نتائج الزيارة حاليا ولكنها زيارة تاريخية نتيجة توقيتها ومجيئها بعد سنوات عجاف من العلاقات بين القاهرة وواشنطن خلال أوباما وأهمية الاتفاق على العناصر الأساسية فى مسيرة علاقات البلدين خلال الفترة المقبلة سواء فى مواجهة الإرهاب وتوفير الدعم الاقتصادى لمصر لتقوم بالدور المنوط بها فى الشرق الأوسط وأهميتها على أساس أن مصر ترى الولايات المتحدة فى إطار إدارتها الجديدة كشريك استراتيجى فعال وأساسى فى حل الأزمات فى المنطقة خاصة فى إطار استعادة مصر لدورها فى المنطقة وقيامها بتأسيسى بنية تحتية أساسية للاقتصاد والاستثمار هى الأقوى فى المنطقة وإفريقيا وكذلك من خلال ما أسسته من اتفاقيات للتجارة الحرة تجعل دخول السلع المصرية سهلا لدول يبلغ تعدادها مليارًا ونصف المليار نسمة فى إفريقيا وأوروبا والدول العربية والشرق الأوسط.. وأكد الخبير الاقتصادى أن مصر الآن لديها حكومة قوية ورئيس قوى بشكل أصبحت تزداد معه التطلعات الدولية منها على المستويين الاقتصادى والسياسى ورغم ذلك مصر تمر بمرحلة اقتصادية انتقالية تعتمد فيها على مساعدات وتمويل خارجى، لكنه أشار إلى أنه بحلول عام 2020 سيكون الاقتصاد المصرى هو الأقوى فى المنطقة واصفا ما تعيشه مصر حاليا بأنه حالة دعم مالى مرحلى حتى الاستغناء تماما عن أى تمويل خارجى، وكذلك الولايات المتحدة وهى القوة الأكبر اقتصاديا والأكثر فاعلية والمحرك الرئيسى لاقتصاد العالم، مشددا على أن التعامل مع مصر بهذا الاحترام والتقدير يمثل إدراكا من الولايات المتحدة لدور ومكانة مصر ومقوماتها، وأن انعقاد القمة بين الزعيمين واللقاءات مع قيادات الولايات المتحدة تعطى رسالة قوية للصديق قبل العدو لإعادة حساباتهم خاصة قطر وتركيا اللتين حاولتا تعكير صفو العلاقات المصرية- الأمريكية.. وفيما يتعلق بالملفات الأساسية للزيارة قال اتفاءل بإدارة ترامب على عكس ما كان يوحى به الخطاب المبدئى له وهناك 5 ملفات رئيسية الأول هو الملف الاقتصادى وهو نجح بامتياز نتيجة اللقاءات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع مجموعة كبيرة من كبريات الشركات الأمريكية التى سيكون لها نتائج قوية والحلم بشكل تقريبى أن اللقاءات مع شركتى «لوكهيد» و«جينرال إلكتريك» كانت لقاءات ناجحة وتم الاتفاق عليها وسيبدأ تنفيذها واستئناف هيئة المعونة الأمريكية نشاطها مرة أخرى بالنسبة للجانب الاقتصادى وليس العسكرى فقط، وهناك تصريحات فى هذا الصدد لاستمرار المساعدات الاقتصادية وليس العسكرى فقط وهناك تصريحات فى هذا الصدد لاستمرار المساعدات الاقتصادية فضلا على توفير فرصة لصناعة اللوجستيات فى هذا المجال لاستغلال موقع مصر الجغرافى والاستثمار فى محور قناة السويس وإقامة أكبر مصنع للأدوية فى العالم وسيحقق كل ما كان مستهدفا من هذا الملف.. وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أشار إلى أن ترامب يعتبر أن مصر هى الدولة المحورية فى محاربة الإرهاب فى الشرق الأوسط حيث جاءت الزيارة من اتفاق على تفعيل التعاون الدولى والتقنى والاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة فى ملف الإرهاب ويشمل تنسيقا مخابراتيا وتنسيقا أمنيا وتسليحا نوعيا للجيش لاكتشاف البؤر الإرهابية وإجهاض أنشطتها فى منطقة شمال سيناء.
أما الملف الثالث فى الزيارة بحسب الخريبى فكان ملف الشرق الأوسط والعلاقات فى هذه المنطقة حيث سيكون للولايات المتحدة دور فى تقريب وجهات النظر بين مصر وتركيا بشكل خاص كإحدى الدول الفاعلة فى حلف ناتو التى لديها علاقات قوية مع واشنطن وسيكون من الضرورى التقريب بين الدولتين الأكبر فى الشرق الأوسط.
والملف الرابع حل المشكلات الموجودة فى الدول العربية مثل اليمن وسوريا وفلسطين وليبيا والتصريحات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب التى اعتبرت أن حل المشكلة السورية لا ينبغى أن يرتبط بشخص، بما يوحى بأن الرئيس السورى بشار الأسد سيكون جزءا من حل الأزمة ما يتطابق مع الرؤية المصرية التى أعلنتها القاهرة التى أكدت التعاون مع الأنظمة الشرعية تدخلها للتنسيق مع جماعات المعارضة غير المسلحة.
وتابع أما الملف الخامس فهو مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية التى يجب ألا يتعامل بالقطعة بل من خلال خطة استراتيجية يرسمها الطرفان ويتعاونان على تنفيذها ومصر تسير على مبدأ المصالح والمبادئ فى نفس الوقت وبنفس مستوى التعاون وآن الأوان لوجود استراتيجية لرسم العلاقات البينية على أساس بعيد المدى وتتضمن جانبا وقائيا لا يسمح بالإساءة لهذه العلاقات.
وقال الدكتور فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى ومساعد مدير صندوق النقد الدولى السابق، إن زيارة الرئيس السيسى مهمة للغاية، خاصة أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمريكا تعطى زخمًا جديدًا للعلاقات بين البلدين، خاصة الجانب الاقتصادى، ويمكن أن تكون هى نقطة تحول لمصر ودول المنطقة بوجه عام، وأن الادارة الامريكية من مصلحتها أن تستقر الامور فى المنطقة العربية لتقليل الانفاق على وزارة الدفاع الامريكية فى محاربة الارهاب.
وأضاف الفقى، فى تصريحات خاصة لـ"صدى العرب"، أن هناك أكثر من محور للإدارة الامريكية يمكن أن تساعد بها مصر فى دعم الاقتصاد المحور الاول، وجود استثمارات لشركات أجنبية تعمل فى مصر وتشجيعها للعمل ونستغل هذه الشركات لتطوير الصناعة المصرية وعمل سوق حر وتخفيف حجم البطالة وزيادة حجم السياحة، المحور الثانى، وان الادارة الامريكة لا يوجد امامها الا مصر لانها متنوعة فى اقتصادها والاقبال على البترول بدأ فى التنازل بعد الاعتماد على الكهرباء والطاقة الشمسية، ويجب ان نكون جاهزين اقتصاديا فى الفترة الحالية لجذب الاستثمارات والبعد عن الروتين، خصوصاً أن الجميع فى أمريكا أشاد ببرنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وهذا ما يعنى ثقتهم فى الاقتصاد المصرى.
وأكد مساعد مدير صندوق النقد الدولى السابق، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس البنك الدولى يحمل رسالة هامة، ويعد بلا شك دفعة قوية للمستثمرين ويعزز محاور دعم الاقتصاد المصرى، والتى تتمثل فى وجود استثمارات لشركات أجنبية تعمل فى مصر وتشجيعها للعمل فى مصر وهو ما يجب استغلاله لتطوير الصناعة المصرية وعمل سوق مصرى حر وتخفيف حجم البطالة وزيادة حجم السياحة.
وفى نفس السياق، قال الدكتور ايهاب الدسوقى، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، إن زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة الأمريكية تتوقف على تحضيرات الوفد الذى سبق الرئيس مع رؤساء الشركات ومديريين البنوك ورجال الاعمال وعرض ما تم إنجازه فى الفترة السابقة من خروج قانون الاستثمار فى الفترة القادمة ومحاربة الفساد.
وأضاف الدسوقى، فى تصريحات لـ"صدى العرب"، إذا لم نقدم عرضا جادا قبل الزيارة من محاربة الفساد وعدم وجود البيروقراطية والروتين وعمل تشريعات تجذب المستثمرين سوف تكون الزيارة حسابية ولن تنجح هذه الزيارة وهذا متطلب قبل أى زيارة لجذب المستثمرين سواء عربا او أجانب.
ومن جانبه، قال أحمد بدوى، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مهم جدًا ليس فى مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية فحسب، خاصة بعد فترة الفتور التى شهدتها فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وإنما فى أوضاع المنطقة ككل، لاسيما أن ترامب خلال حملته الانتخابية كان يتحدث عن وعود متعلقة بتنسيق شاركة واستيراتيجية كاملة مع مصر فى مكافحة الإرهاب.
وفى هذا الصدد صرح النائب حسنى حافظ أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى نجحت على كل الأصعدة السياسية والاقتصادى والعسكرية، وأكد أن اجتماع الرئيس مع رجال أعمال الأمريكيين فى مختلف المجالات جاء للتأكيد أن مصر تتجه نحو جذب رؤوس الأموال الاجنبية لانعاش الاقتصاد المصرى، مما حفز العديد من الشركات على الاستثمار فى مصر لاسيما بعد الاجراءات الاقتصادية التى اتخذتها مصر فى الاونة الاخيرة، كما أكد أن نجاح الزيارة يأتى ليرسخ مدى الخطى الثابتة التى تخطو بها القيادة السياسية فى مصر بقيادة الرئيس، إذ إن تصريحات الرئيس ترامب، عن مصر والرئيس، تؤكد أن موقف أمريكا السياسى سيغدو داعما لمصر على عكس موقف إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
كما أكد أن الزيارة نجحت فى رسم علاقة جديدة بين البلدين خاصة فى مجال السياحة إذ إن ذلك التقارب بين مصر وأمريكا سيكون له أثر كبير فى زيادة أعداد السائحين فى مصر.
قال سليمان حمزة مهندس بشركة خاصة، مصر تنتقل إلى مرحلة الحليف لامريكا بعد ان كانت شريك.
ورغم انى متفائل بهذه الزيارة سياسياً الا انى يوجد بداخلى قلق بسيط من النواحى الاقتصادية للجمهورية وجميعنا نعلم ان امريكا بيحركها سياسات وليس أفرادا ولكن الا يطمنا انهم عرفوا ان الرئيس السيسى ورجالته مش بتخاف.
وقالت الهام المنشاوى عضو مجلس النواب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى عودة هيية مصر امام العالم وجاء ذلك فى طريقة الاستقبال وايضا بعدة اتفاقيات اقتصادية وسياسية بين الدولتين وذلك فى ظل قيادة قوية ورئاسة حكيمة استطاعت خروج البلد من ازمة سياسية كانت ستودى بها.
وأكد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقًا، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمريكا تحمل كافة المؤشرات الإيجابية، خصوصًا على الجانب الاقتصادى، موضحًا أن عقب هذه الزيارة سيأتى وفد من شركة أباتشى الأمريكية، العاملة فى مجال النفط، إلى القاهرة لبحث عدد من المشروعات.
واعرب المهندس محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب عن سعادته الغامرة بنتائج اول قمة مصرية- أمريكية تتم داخل البيت الابيض بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ودونالد ترامب مؤكدا ان الحفاوة والترحيب الكبيرين من الرئيس ترامب بالرئيس السيسى داخل البيت الابيض أسعدت الشعب المصرى كله وقال "عامر " فى بيان له ان هذه القمة غير المسبوقة أكدت المكانة الدولية والدور الرائد والمحورى الذى تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسى تجاه جميع القضايا الدولية والإقليمية متوقعا ان يصحو المجتمع الدولى من سباته العميق على مدى السنوات الماضية بشأن مكافحة ظاهرة الارهاب الاسود بعد توافق رؤى الرئيسين السيسى وترامب حول خطورة هذه الظاهرة على الامن والسلم الدوليين واكد المهندس محمد فرج عامر ان العلاقات بين مصر وامريكا بعد قمة البيض الابيض الناجحة سوف تشهد التنسيق والتعاون المشترك بين مصر وامريكا تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية اضافة إلى بدء مرحلة جادة من التعاون الثنائى بين مصر وافريقيا فى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاستثمارية والصناعية وغيرها واشاد المهندس محمد فرج عامر بقدرة الرئيس السيسى فى طرح الملفات الساخنة داخل فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن من اجل إنهاء المشكلات داخل هذه الدول من خلال رؤية مصر لحلها عبر الطرق السلمية والسياسية والتى تتمشى مع إرادة شعوبها.