ملفات
زيارة السيسي إلى أمريكا تؤكد دور مصر الريادي في المنطقة والعالم أجمع
لاقت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية اهتماما سياسيا وإعلاميا كونها تأتي في وقت يشهد فيه العالم متغيرات جذرية وملفات مفتوحة وقضايا شائكة، كما أنها تأتى بعد أقل من 100 يوم من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ؛ مما يجعلها محل أنظار واهتمام كل من يراقب ويشاهد الوضع العالمي.
ولم يغفل الجميع التصريحات التي أدلى بها
الرئيس الامريكي دونالد ترامب عقب توليه زمام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية
والتي أشاد فيها بسياسة السيسي وسيطرته على أوضاع البلاد ودفعه بالحياة السياسية إلى
الأمام ، واصفا إياه بأنه رجل رائع تعلم منه ، منوها بأن بينهما انسجام وكمياء متبادلة.
وقال ترامب : إن السيسي لديه حلول جذرية
تقضي على الإرهاب ، معربا في الوقت ذاته عن ثقته التامة في قدرته على استعادة مكانة
مصر دوليا.
وتظهر هذه التصريحات مدى رغبة الإدارة الأمريكية
الجديدة في دفع العلاقات مع مصر قدما إلى الأمام قياسا بفترة أوباما التي شابها بعض
التوتر ، كما تأتي زيارة الرئيس السيسي الحالية للولايات المتحدة لتؤكد للعالم أجمع
بأن مصر لها دورها الريادي في المنطقة والعالم.
وكان الرئيس السيسي قد استهل نشاطه في العاصمة
الأمريكية واشنطن باستقبال رئيس البنك الدولي جيم يونج كين بمقر إقامته بواشنطن، حيث
تناول اللقاء جهود الإصلاح الاقتصادي التي بدأتها الحكومة المصرية منذ نوفمبر الماضي،
وآفاق التعاون بين البنك الدولي وبين مصر في مشروعات التنمية العملاقة بعدد كبير من
القطاعات من بينها الطاقة والنقل.
كما استقبل السيسي ظهر الأمس بمقر إقامته
رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لشركة جنرال إليكتريك ، وتناول اللقاء آفاق التعاون
بين الشركة ومصر وزيادة استثماراتها.
واستكمل السيسي نشاطه ، حيث استقبل رئيس
شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية مارلين هيوسن ، وتناول اللقاء الذي حضره وزراء الخارجية
سامح شكري والاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر والتجارة والصناعة طارق قابيل والمالية
عمرو الجارحي وسفير مصر لدى واشنطن ياسر رضا ، سبل دعم التعاون بين الشركة ومصر وزيادة
استثماراتها في مصر.
وترحيبا بالرئيس السيسي ، نظم المصريون
المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية وقفة تأييد أمام مقر إقامته بواشنطن؛ للتعبير
عن دعمهم له بمناسبة زيارته الحالية للأمريكا.
ورفع المصريون - القادمون من العديد من
الولايات الأمريكية وكذلك كندا - العلم المصري ورددوا العديد من الأغاني الوطنية وعبارات
الدعم والتأييد له وذلك للجهود التي يبذلها من أجل دعم استقرار مصر ودفع عجلة التنمية
في البلاد.
واستكمل الرئيس السيسي نشاطه اليوم حيث
التقى مع عدد من ممثلي ورموز الجالية المصرية في الولايات المتحدة بمقر إقامته في العاصمة
الأمريكية واشنطن.
ورحب الرئيس بأبناء الجالية المصرية، مؤكداً
الأهمية التي توليها الدولة لرعاية الجاليات في الخارج باعتبارهم امتداداً لوطنهم وسفراء
له في الخارج .
كما أكد أهمية دور المصريين في الخارج في
إبراز وجه مصر الحضاري، ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث فيها من تطورات فضلاً عن المساهمة
في جهود التنمية الشاملة التي تسعى مصر لتحقيقها من خلال نقل المعرفة والخبرات التي
يكتسبوها في الخارج إلى وطنهم.
واستعرض الرئيس، التحديات التي تواجه مصر
في المرحلة الراهنة، وأشار إلى الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب على كافة المستويات
وخاصة المستوى الفكري والثقافي، مؤكداً أن جهود تجديد الخطاب الديني تمتد لتشمل ترسيخ
الممارسات الإيجابية التي تعلي من قيم التسامح وقبول الآخر، مشيراً في هذا السياق إلى
أن هذه الجهود تستغرق وقتاً كي تأتي بثمارها.
وأكد السيسي، حرص الدولة على تحقيق المساواة
الكاملة بين جميع مواطنيها وعدم التمييز على أساس ديني أو غيره، مشدداً على أنه لا
فرق بين مواطن مسلم أو مسيحي، وأن الجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في إطار
التزام الدولة بإعلاء مبادئ المواطنة والتعايش المشترك.
وشهد اللقاء حواراً مفتوحاً بين الرئيس
والحضور، طرحوا خلاله عدة مقترحات للمساهمة في جهود تحقيق التنمية الجارية في مصر،
وزيادة التواصل بينهم وبين الوطن الأم، معربين عن سعادتهم بما يتم تحقيقه من تقدم،
ومؤكدين ارتباطهم بالوطن واستعدادهم لتقديم ما لديهم من خبرات ومعرفة من أجل النهوض
بمصر في كافة المجالات.
وكان الرئيس السيسي قد وصل بعد ظهر أمس
الأول السبت إلى قاعدة اندرو العسكرية بواشنطن في مستهل زيارة رسمية للولايات المتحدة
الأمريكية تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي ترامب حيث يبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات
بين البلدين ، وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم للعلاقات
المصرية الأمريكية وتطويرها في مختلف المجالات.
وأبرزت وسائل الإعلام الدولية خبر وصول
الرئيس السيسي لأمريكا وكذلك تفاصيل لقاءاته بالمسئولين الأمريكان خلال الزيارة الأولي
له منذ تولي الرئيس دونالد ترامب للرئاسة.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة لقاءات للرئيس
السيسي مع عدد من الوزراء الأمريكيين وممثلين لدوائر صنع القرار في الولايات المتحدة
فضلاً عن لقاءات متعددة مع أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي
ورؤساء عدد من اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية
وكيفية التعامل معها، ولبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بما يسهم إيجابا في زيادة
التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.