فن وثقافة
سمير عبد الرازق يتحدث عن "مزاعم المغرضين فى الفتوحات ونشر الدين"
الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 03:04 م
طباعة
sada-elarab.com/317076
أوضح الدكتور سمير عبد الرازق أمين عام شعبة المبدعين العرب، أن هناك فارق كبير بين أن تحاور عدو ظاهر لا يعرف عن دينك شئ، وبين عدو مستتر من بنى جلدتنا، يوجه حرابه وسهامه لعقول العامة لكسر هيبة الدين فى قلوبهم، والدخول فى مناطق يصعب طرحها للعامة فى عجالة من الكلمات، ورغم تواجد هذا الصنف الثانى هنا عن عمد تارة وعن جهل تارة .
وأضاف عبد الرازق، أن التساؤل الأول المردود عليه منطقيا، هل انتشر الإسلام بالسيف ؟ والرد بمنتهى البساطة، رجل صادق أمين صل الله عليه وسلم حمل أعظم رسالة هداية من الله إلى الإنس والجن معا فى رسالة الدين الخاتم فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا {الأنعام: 115} أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، وأول الرجال إسلاماً أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأول النساء إسلاماً أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وأول الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه، وأول الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وخيار الصحابة عثمان والزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة والأرقم بن أبي الأرقم، تعرضوا لكافة المظالم والتعذيب من قبل مشركى مكة، بالله عليكم كيف لرجل مسالم أول من أمنت به زوجته وابن عمه وحفنة مسالمين، أن ينشروا الإسلام بحد السيف حتى يصل تعداد المسلمين 1.9 مليار مسلم بكل لغات العالم وكل جنسيات العالم وكل بقاع الأرض، أى سيف يا هذا ؟ ربما سهام الهداية وحراب النعمة وسيوف التوحيد بفطرة فطر الله بها عباده حين قال " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ " .
وتابع : التساؤل الثانى المطروح من قبل هؤلاء المغرضين بشأن الفتوحات الإسلامية ومحاولة توأمتها مع الإستعمار القديم والحديث فى محاولة مفضوحة النوايا والأغراض، وهنا نتساءل ما هى مبررات المستعمرين على امتداد تاريخ الصراع الإنسانى؟، وما هى مبررات الفتوحات الإسلامية ؟ أحد أهم أسباب الحروب المعاصرة، هى محاولة الإستيلاء على مقدرات الشعوب والأمم من بترول وغاز وماء وأراضى ومعادن، وعليك بدراسة خريطة الموارد فى الكرة الأرضية وعلاقتها ببؤر الصراع على سطح الأرض، ستجد إقتران واضح ما بين الحروب وزعزعة الإستقرار للمناطق التى تحتوى على بترول وغاز وماء وموارد طبيعية ومعادن، بينما الأماكن الفقيرة آمنة لا ينظر لها هؤلاء المستعمرين، لأنها جرداء لا زراعة فيها ولا ماء، وأحد الأسباب للحروب أيضا محاولة الدول الداخلية إيجاد منافذ بحرية أو حدودية للتجارة والموارد أيضا، فتقوم هذه الدول الداخلية بغزو وإستعمار الدول التى لديها منافذ بحرية او حدودية للتجارة، وأحد أسباب الحروب فى العالم النزاعات العرقية والعنصرية لدول تبحث عن انفصال سياسى أو اتحاد سياسى إجبارى، بحثا عن مصالح مادية مباشرة، وأحد أسباب الحروب المعاصرة هو محاولة إجهاض أى تقدم ملموس فى دول بعينها، والحد من تفوقها سواء الإقتصادى أو العسكرى، بينما الفتوحات الإسلامية بدءا من عهد الصديق كانت بهدف وحيد، وهو نشر الهداية بين جموع البشر وتنفيذ أوامر الله فى تبليغ رسالة فيها قانون الخالق الصالح لكل مخلوق دون إجبار ولا إكراه، قال تعالى: "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" سورة البقرة: 256 ,وقال: " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" سورة الكهف: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) وعَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالََ :ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أو انْتَقَصَهُ، أوْ كَلَّفهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أوْ أخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْر طيبِ نَفْسٍ ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة.أخرجه أبو داود. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) سورة القصص .
وأشار عبد الرازق، إلى أن هناك أسبابٌ كثيرةٌ دفعت المسلمين إلى الجهاد وخوض عدة معارك في سبيل الدعوة الإسلامية، وكان أولها وهو ما يمكن القول أنه بداية الأسباب، هو ارتداد مجموعةٍ من العرب عن الإسلام بعد وفاة النبي وبثهم الفتنة بين الناس ومخاطر حدوث نزاعاتٍ أهليةٍ لذلك كان على خليفة المسلمين الراشدي أن يضع حدًا لهذه الفتنة ووقتها انطلقت حروب الردة في سنة 632 وأدت إلى معارك مع عدة قبائل عربية أرادت الانفصال عن الإسلام بدافع العصبية القبلية ولأسبابٍ أخرى، وباختصارٍ يمكن القول أن أسباب الفتوحات لم تكن الغزو ونشر سلطنة إسلامية عالمية كما حاولت بعض الكتب التاريخية أن تدعيه بغرض تسمية هذه الفتوحات بكلماتٍ مثل الغزوات والاحتلال، وإنما كافة أسبابها كانت تتمحور حول مساندة المظلومين، والخروج للجهاد من أجل رفع الظلم عن بيوتهم ودولهم مهما كان مكانهم في مختلف بقاع الأرض، فهذا يعتبر جزءًا من العقيدة الإسلامية، وأيضًا كان الجزء الآخر من أسباب الفتوحات هو محاربة من وقف بوجه الدعوة الإسلامية بشكلٍ فعليٍّ وساهم في عرقلتها والتعرض لمن اعتنقها ومحاولة نشر الفتنة بين المسلمين في مختلف أماكن العالم.