منوعات
"السمسم" سبيل السودان لجلب العملة الصعبة
السودان من أكبر ثلاثة بلدان في القارة الأفريقية من حيث المساحة وواحدا من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة، بما يقارب ثلث إجمالي مساحته.
ويمتلك السودان 200 مليون فدّان صالح للزراعة،
وهو ما يعادل 45 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربيّ، رغم ذلك لم
يستثمر إلا 30 مليونا منها فقط.
وهذه المساحة الشاسعة في الأراضي الزراعية،
ومصادر الري المتعددة والموقع الجغرافي الذي نتج عنه تنوع المناخ ساهم في تنوع المحاصيل
الزراعية، ومن أهمها بالنسبة للسودان محصول السمسم الذي يعد من أقدم المحاصيل الزراعية
في السودان وحتى قيام المعاصر الآلية الحديثة في البلاد كان السمسم هو الزيت النباتي
الوحيد الذي ينتج ويستهلك على نطاق واسع.
ويحتل السمسم ومنتجاته المرتبة الثانية
بعد القطن من حيث العائد الإجمالي من الصادرا، وتلعب صادرات السمسم دورا هاما في الاقتصاد
الوطني للسودان، إضافة إلى دورها في تحقيق الأمن الغذائي للإنسان، وتغذية الحيوان،
وما توفره من مادة خام لبعض الصناعات خاصة زيوت الطعام.
ويشتهر السودان بزراعة السمسم الأبيض والأحمر
والمخلوط، ويمتاز السمسم الأبيض بجودته العالية لعدم اعتماده على أي أسمدة أو مخصبات
كيمائية، وينتج السودان في المتوسط 350 ألف طن سنويا.
ويقول عبد الله مسار، رئيس لجنة الزراعة
بالبرلمان السودني، إن زراعة السمسم تتركز في ولاية القضارف وهى أهم مناطق إنتاجه،
كما يتواجد في الزراعة التقليدية بغرب السودان كمحصول أساسي من المحاصيل الزيتية.
وأوضح أن السمسم يتم تصديره كحبوب أو زيت
مصنع، لافتا إلى أن مصر الشقيقة من أكثر الدول المستوردة له، تليها الصين ثم لبنان،
ويستخدم هناك في صناعة الزيوت والطحينة والحلوى أو كحبوب.
ولفت "مسار" إلى أن السودن الأول
عالميا في التصدير والثالث في الإنتاج، فالسودانيون يستخدمون جزءا منه محليا في صناعة
الطحينة والزيوت ومخلفات زراعته تسخدم في العلف الحيواني.
وأكد أن هذا العام زاد إنتاجه عن الأعوام
السابقة، وتم توقيع عدد من العقود لتصديره مع عديد من دول أسيا وأمريكا اللاتينية.
وتابع رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان السودني
يقول، إنه من المتوقع زيادة الإنتاج في الأعوام القادمة؛ نظرا لارتفاع سعره واهتمام
المزارعين السودانيين به، وكذلك الحكومة بزراعته لتصديره حيث يعد مصدرا هاما للعملات
الأجنبية، وليس للاستهلاك المحلى فقط.
وقال إن الحكومة وضعت خطة من عام 2016 وحتى
2020 لتخصيص مساحات لزراعة محاصيل للتصدير فقط لتوفير العملة الصعبة مثل محاصيل العلف
الحيواني والحبوب الزيتية والغذائية والفواكه سواء الطازجة منها أو المصنعة.
وأكد عبد الله مسار، أن الاستقرار الأمني
في كافة أنحاء السودان أدى إلى دخول مناطق جديدة في الزراعة وزيادة المساحات وكذلك
الإنتاج، لافتا إلى أن الزراعات السودانية تشهد ارتفاعا في أسعارها عالميا، وذلك نظرا
لكونها أورجنيك وخالية تماما من أي مواد كيماوية، وهو أكثر ما يميزها ويبرر ارتفاع
ثمناها.