شهد العالم بأكمله تطورًا تكنولوجيًا ملحوظًا فى الآونة الأخيرة، ومن أكثر الأجهزة الإلكترونية انتشارًا فى الوطن العربى الكمبيوتر والهاتف المحمول (الموبايل) والكومبيوتر اللوحى (التابلت) واللاب توب وأجهزة البلاك بيرى وألعاب اخرى.
وأصبحت هذه الأجهزة فى متناول الكثير من
الأسر باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، كما حرصت الأسر العربية على توفير العديد من الأجهزة
الإلكترونية لأبنائهم دون أن يعلمون المخاطر الجسيمة لهذه الأجهزة على صحة أطفالهم.
ومما لا شك فيه أن شاشات الأجهزة المذكورة
والكمبيوترات ينبعث منها الإشعاعات وبصرف النظر عن مقدار هذه الإشعاعات، إلا أنها فى
الحقيقة تتوجه نحو جسم الطفل ويمكن أن تسبب له الأذى.
وتعد العيون واحدة من أكثر الأجزاء الجسدية
تأثرًا بذلك فيؤدى الضوء المنبثق من هذه الأجهزة إلى ضعف البصر، كما يسبب الإشعاع إصابات
طويلة الأمد فى العين وكثير من الأطفال يلجأون لاستخدام سماعات الرأس الهاند فرى ويقومون
بتبادل السماعات الشخصية، مما يؤدى للعدوى والإصابة بالتهاب الأذن الوسطى وعلاوة على
ذلك تأثير الأشعة الكهرومغناطيسية على المخ فالجلوس لفترة طويلة أمام الكمبيوتر يؤدى
إلى الصداع والإجهاد العصبى واضطراب وظائف المخ، كما يحدث آلام فى عضلات العنق والظهر
نتيجة الجلوس بطريقة غير صحيحة، والإفراط فى استخدام الأجهزة الإلكترونية يقلل من ممارسة
النشاطات الحيوية وتجعل الأطفال أكثر كسلا، مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالبدانة
والتى تعد أحد العوامل المرتبطة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر.
كما يؤدى الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية إلى
حدوث المخاطر الاجتماعية والنفسية فتجعل الطفل يميل إلى العزلة والانطواء وبالتالى
تظهر لديه مشاكل نفسية كالتوتر والقلق والعصبية وقلة النوم، مما يؤثر على المستوى الدراسى،
ورغم كل هذه المخاطر لا نستطيع أن ننكر الدور الإيجابى الذى تلعبه التكنولوجيا، فإنها
تحفز الذكاء عند الأطفال وتزيد من المهارات الإدراكية وتنمى الذاكرة وسرعة التفكير
الإبداعى واتخاذ القرار.
فعلى الأسرة عدم ترك الطفل وحيدا مع هذه
الألعاب الإلكترونية ومشاركته فى اختيار الألعاب المفيدة التى تساعد على الإبداع والذكاء
وتقنين وقت استخدام التكنولوجيا.وتحديد مواعيد مخصصة لها كما يجب على الأسرة إشراك
الطفل فى أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية وعلى الأهل أيضا وضع إرشادات لاستخدام سماعات
الرأس والجلوس بطريقة صحيحة وعدم شحن هذه الأجهزة فى غرف النوم للحصول على نوم هادئ
وحياة صحية سليمة.