ملفات
الهجرة غير الشرعية تنافس المخدرات على الربح في أوروبا
"الهجرة غير الشرعية" و"سوق المخدرات".. مصطلحان اقترن أحدهما بالآخر في الأعوام الماضية، من منظور حجم الأرباح التي تُدرّ على عصابات وتجار المخدرات ومهربي البشر خاصة في أوروبا، فمع تزايد الصراعات والحروب الذي يشهده العالم ظهرت بشكل جلي المقارنة الربحية بين جناحي التجارة غير الشرعية التي نتجت عن تزايد أعداد المهاجرين وتاركي أوطانهم بحثًا عن ملاذ آمن بعيد عن ويلات الحروب وزيادة أعداد متعاطيي المخدرات.
ويبدو أن الإحصائيات والتقارير التي تصدر عن مؤسسات ومنظمات، تهتم برصد حجم الأرباح التي يحصل عليها "مهربو البشر"، تتزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة مع تزايد أعداد المهاجرين من الدول التي تعاني الاضطرابات والحروب، ما دفع بعض الوكالات والمؤسسات الدولية لعقد مقارنة بين أرباح "تجارة" الهجرة غير الشرعية و"سوق المخدرات" في أوروبا.
وفي ضوء ذلك، كشف تقرير أعدته وكالة تطبيق القانون الأوروبية (الشرطة الأوروبية- يوروبول)، اليوم الجمعة ، أن عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حققت مكاسب بلغت 5 مليارات جنيه استرليني للعصابات وما يطلق عليهم "مهربو البشر".
وأوضحت "يوروبول" - في تقرير من 60 صفحة تناول أرباح الهجرة غير الشرعية - أن الهجرة غير الشرعية تحولت إلى تجارة مربحة للعصابات أو بعض الأفراد، الذين حققوا مكاسب تراوحت بين 1ر4 و5 مليارات جنيه استرليني عام 2015.
وأشار التقرير إلى أن تلك المكاسب انخفضت لتصل إلى 7ر1 مليار جنيه استرليني في عام 2016، وأن القائمين على تنفيذ عمليات الهجرة غير الشرعية من العصابات أو الأفراد استغلوا التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج لـ"خدماتهم"، ولفت إلى أن "تجارة" الهجرة غير الشرعية، اقتربت من منافسة "سوق المخدرات" أكبر الأسواق الإجرامية في أوروبا.
وفي المقابل، أوضحت إحصائيات العام الماضي أن نسبة متعاطيي المخدرات في الفئة العمرية (15- 24) عالية جدا في أوروبا، وتصل إلى 29.7 في المئة، وأن التأثير السلبي لسوق المخدرات على المجتمع في أوروبا، يتخطى الأضرار الناجمة عن مجرد استهلاك المخدرات، ويعود السبب في ذلك إلى تقاطع أسواق المخدرات مع أشكال أخرى للجريمة وحتى الإرهاب وتهريب البشر.
وأشار التقرير إلى عدم ظهور أية علامات تشير إلى تباطؤ تدفق المخدرات في السوق الأوروبية التي دخلها أكثر من 100 نوع جديد من المخدرات، وجرى رصد 560 نوعًا من المخدرات بها، ما أدى إلى زيادة حجم أرباح هذه التجارة غير الشرعية في البلدان الأوروبية.
وتشير الإحصائيات والتقارير التي ترصد حجم تجارة "سوق المخدرات" في أوروبا، إلى أن المواطنين الأوروبيين أنفقوا أكثر من 24 مليار يورو خلال العام الماضي، وفق ما أظهرته تقارير للمرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، و"يوروبول" الذي صدر مؤخرًا.
وفي ضوء ما سبق، تقارب أرباح "تجارة" الهجرة غير الشرعية تجارة المخدرات في أوروبا، ما يؤثر سلبًا على اقتصادات أوروبا بشكل كبير في ظل صعوبة وضع ضوابط تمكن من صد مخاطر الهجرة غير الشرعية وكذلك سوق المخدرات.