فن وثقافة
طه القرني «سلطان الشعبيين» يستعد لإطلاقه معرضه الفني الجديد
الأحد 02/فبراير/2020 - 11:26 م
طباعة
sada-elarab.com/294689
يستعد الفنان التشكيلي طه القرنى، لإطلاق معرضه الفني خلال الفترة المقبلة، وذلك بداية من يوم ٥فبرابر بعدد من الإعمال الإبداعية في إطار السياق الشعبى الملهم والأكثر حيوية للمبدعين بشكل عام خاصة التشكيليين منهم.
ويقول الفنان طه القرني، في تصريحات صحفية، إن السياق الشعبى في الفن التشكيلي يتنوع فيه التأثير بين البصرى والروحى والوجدانى، عبر الزمان والمكان ولغة المعتقد.
ويعد «القرني» أحد المستلهمين البارزين للتراث الشعبي على الصعيد الواقعي المباشر من خلال حيزه المرئي، بفرشاته الرشيقة على السطح التصويري القادرة على فعل أدائى انطباعى يغازل التفاصيل ولا يقع فى فخاخها.
الفنانة التشكيلة فاطمة حسن تقول: «إن الفنان طه القرني يعتمد دائماً على استقطار الملامح الإنسانية والجغرافية والتاريخية المحيطة به رغم تمكنه من علم التشريح على مستوى الإنسان والطيور والحيوانات، بما يضمن له متانة البناء التصويرى وعذوبته في آن».
وتضيف «أنه ربما يساعد القرني أيضا انخراطه فى التفاعل مع الطبقات الشعبية الفقيرة مادياً، الغنية بشرياً وتراثياً، والتى تمثل له العباءة التى يحتمى بها من تمييع انتمائه وشرخ هويته المصرية، إلى أن صار سلطاناً لوجدان الشعبيين فى كل حالاتهم النفسية والبدنية، حتى وهم ملتحفون بالعبوس أحياناً وبالغبار أحياناً أخرى ، تحت ملابس متواضعة لكنها محاكة بخيوط من الكبرياء الشعبى الذى يميز تلك الطبقات المكافحة».
ولـ«القرني» عدة تجارب إبداعية متتالية منذ عدة سنين، مثل "سوق الجمعة"، "المولد" ، "الزار"، "عزبة الصعايدة"، والتي استطاع فيها أن يتقمص شخوص المهن الشعبية المتنوعة من التجار والصنايعية والعمال والفلاحين والموظفين ببراعة المندمج العاشق لنسيجهم الجماهيرى بكل تجلياته.
ويقول في ذلك «القرني»: «إننى أجزم أني أستمتع وأنشئ أثناء أدائي التصويرى أن الشعبيين ملح الأرض كما أحب أن أصفهم باستمرار»، لذا تتمايز إبداعته التصويرية بين لوحة الحامل وبانوراما الجدار كمثل عزف على أوتار الشعور الجمعى الشعبى، وهو ما يميز سمته الإبداعى بين أقرانه.
وعبر زمن ممتد لم يلحظ أبداً أن طه القرنى قد أصابه الملل أو حاول الفرار من ذلك السور الملهم، بل كان ولم يزل متعلقاً به، حتى أنه عبر ملمح تصويرى جديد في تجربته الأخيرة مال لتحويل شخوصه وكائناته الحية إلى ما يشبه العرائس الشعبية على مسرح الهوية الممتد ، ليبقى دائماً وليداً شرعياً من رحم الوجدان الشعبى.