ملفات
الانتخابات الرئاسية الفرنسية ... بين الغموض والتكهنات المبهمة
الجمعة 24/فبراير/2017 - 02:59 م
طباعة
sada-elarab.com/27344
قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، لازالت حالة من الغموض تخيم على المشهد السياسي الفرنسي في ظل حالة التذبذب التي تسيطر على الناخب الفرنسي نتيجة التطورات المتلاحقة من مفاجئات وفضائح وتصريحات مثيرة للجدل تجعل من الصعب التنبؤ باسم المرشح الذي سيشق طريقه لكرسي الإليزيه.
فهذه الانتخابات تواكبها سيناريوهات غير متوقعة، كان أولها إعلان الرئيس ﻓرانسوا أولاند، بعد أشهر من التكهنات، أنه لن يترشح لفترة رئاسية ثانية في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الخامسة منذ عام 1958.
أما المفاجئة الثانية فظهرت في الانتخابات التمهيدية لليمين التي شهدت خروج شخصيات ظلت تسيطر على الساحة السياسية الفرنسية لسنوات طويلة مثل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، الذي تصدر نوايا التصويت لفترة طويلة قبل أن تختلط الأوراق مع الصعود المفاجئ لشعبية فرانسوا فيون (62 عاما) خلال المناظرات التلفزيونية التي جمعته بمنافسيه والتي مكنته من الإطاحة بجوبيه والفوز بالانتخابات التمهيدية لليمين.
أما اليسار فمرشحه الحالي بنوا هامون، حقق فوزا غير متوقعا، على غرار فيون، بعد أن تمكن من إزاحة أبرز منافسيه وهما رئيس الوزراء السابق مانويل فالس ووزير الاقتصاد الاسبق أرنو مانتبور.
واستمر بعد ذلك مسلسل التقلبات في المشهد السياسي مع ظهور قضية الوظائف الوهمية المعروفة إعلاميا باسم "بينيلوب جيت" والتي يواجه فيها فيون اتهام بتعيين زوجته "بينيلوب" وابنيه بشكل وهمي كمساعدين برلمانيين له، وهي قضية لازالت النيابة الفرنسية تحقق فيها وتسببت في تراجع شعبية فيون على نحو ملحوظ بعد أن كان الأوفر حظا للفوز بالرئاسيات.
فيما تواجه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (48 عاما) اتهامات مماثلة من البرلمان الأوروبي بتعيين مديرة مكتبها بحزب "الجبهة الوطنية" وحارسها الخاص كمساعدين برلمانيين لها. وتتولى حاليا النيابة الفرنسية التحقيق في هذه الاتهامات التي تنفيها بشدة مارين لوبن والتي لم تؤثر على شعبيتها على عكس فيون.
أما المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون زعيم حركة "إلى الأمام" والنجم الصاعد في الانتخابات الرئاسية، فقد تراجعت شعبيته أيضا اثر تصريحاته المثيرة للجدل بشأن استعمار الجزائر وقانون زواج المثليين.
كما واجه ماكرون (39 عاما) اتهامات من نواب اليمين - بناء على تقارير صحفية - باستخدام أموال من ميزانية وزارة الاقتصاد التي كان وزيرا لها لصالح حملته الانتخابية المستقبلية. كما واجه شائعات نشرت في عدد من وسائل الإعلام بأنه على علاقة مثلية برئيس مؤسسة (راديو فرانس) ماتيو جالي إلا أنه نفى ذلك بشدة.
على جانب أخر، يعاني اليسار من انقسام بين المرشح الاشتراكي بنوا هامون، والمرشح المستقل وزعيم اليسار المتطرف جون لوك ميلونشون.
وشهدت المرحلة الحالية إعادة لخلط الأوراق عبر إقامة تحالفات بين ايمانويل ماكرون وزعيم حزب "مودم" (الحركة الديمقراطية) فرانسوا بايرو، الذي اشترط أن يتضمن برنامج ماكرون الانتخابي مشروع قانون يخضع الحياة العامة والعمل السياسي إلى قواعد أخلاقية شفافة.
فيما أعلن مرشح حزب البيئة يانيك جادو، انسحابه من سباق الرئاسية الفرنسية، ومساندته لمرشح اليسار بنوا هامون.
ومن المقرر أن يفتح غدا /السبت/ وحتى 17 مارس المقبل، باب تلقي 500 تأييد مطلوب من كل مرشح الحصول عليها من أعضاء في المجالس الإقليمية والمجالس البلدية من 30 منطقة مختلفة بفرنسا، بحد أقصى 10% من كل منطقة، للتصديق على ترشيحهم.
وتظهر آخر استطلاعات الرأي وجود تقارب كبير في نوايا التصويت بين مرشحي اليمين ﻓرانسوا فيون، ومرشح الوسط ايمانويل ماكرون، خلف زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، المتقدمة في الجولة الأولى بفارق كبير إلا أن التوقعات تشير إلى خسارتها في الدور الثاني أيا كان منافسها.
وفي ضوء ما سبق، فإنه من الصعب توقع اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة بجولتيها في 23 أبريل و7 مايو القادمين، فمرشحو الرئاسة سيتعين عليهم مضاعفة جهودهم لإقناع الناخب الفرنسي الذي فقد الثقة في النخبة السياسية، حيث تشير استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف الفرنسيين لم يختاروا بعد المرشح الذي سيصوّتون له، وترجح مراكز الاستطلاع أن تحسم المسألة في الأيام الأخيرة قبل انطلاق الانتخابات.