منوعات
"صدى العرب " تستعرض ظاهرة احتفال الأقباط بـ"القرآن الكريم" في مناسبات الزواج
الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي: "تصرف فردي ولا يدل عل الوحدة الوطنية مطلقا"
الدكتور علي الدين القصبي: "أساس من أسس المواطنة النشطة وسنجري دراسة ميدانية للتعرف علي أبعادها"
انتشرت في الآونة الأخيرة بمحافظة قنا ظاهرة إحياء العديد من الأفراح القبطية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ففي شهر أكتوبر الماضي احتفل "عاطف صبحي شكير"، صاحب ستوديو وكوافير بمنطقة الشيخ عتمان مركز قوص جنوب قنا، بليلة حناء نجله " كيرلس " بــ" القرآن الكريم " بصوت الشيخ عبد الوهاب القوصي، وخلال شهر يناير الماضي وفي قرية "الشرقي سمهود" مركز أبو تشت شمال قنا، احتفل "عماد حليم حنا" بزفاف شقيقته بليلة " قرآنية "، وخلال فبراير الجاري أعلن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " دعوة فرح لعائلة " آل حنا الله محارب" بقرية المحروسة بمركز قنا، للاحتفال ليلة 10 فبراير الجاري بزفاف "مينا ذكري حنا الله محارب"، بديوان العائلة لسماع آيات الذكر الحكيم من قارئ الإذاعة والتلفزيون "محمود سلمان الحلفاوي " وبحضور نخبة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي وفق بطاقة الدعوة المتداولة على " الفيس بوك " .
وتعليقاً على الظاهرة يقول "الأنبا كيرلس"، أسقف نجع حمادي وفرشوط وتوابعهما، في تصريحات خاصة لـ" صدي العرب " أن الأمر لا يعدو عن كونه حالات فردية و"كل شخص حُر وكل واحد له هويته"، مضيفاً أنه تصرف فردي ولا يدل على الوحدة الوطنية مُطلقا وأن التصرفات التي تدل على الوحدة الوطنية تكون تصرفات مجتمعات وليست فردية كما هو الحال الآن، وعند وقوع حادث الكنيسة البطرسية تجسدت الوحدة الوطنية من خلال توافد المواطنين على الكنائس لتقديم واجب العزاء، وفي نجع حمادي عقد مجمع النيل للإعلام ندوة حضرها حشد كبير من المواطنين للتنديد بحادث الكنيسة البطرسية، أما قيام شخص بمثل هذا التصرف لا يدل إلا على شخصه هو فقط وربما يكون له هدف معين .
أما الدكتور "على الدين عبد البديع القصبي"، رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، فأوضح أن مثل هذه الظاهرة تدل على أن هناك تضامن وتماسك ولُحمة اجتماعية وتعايش سلمي بين شقي الوطن، بل أن هناك توافق مجتمعي وهذا شيء عظيم كما أنها رسالة قوية للمتربصين بمسألة السلم الاجتماعي يعكس فكرة التماسك المجتمعي، ورسالة لمن يسعى إلى الإضرار بمسألة الوحدة الوطنية .
وأضاف "القصبي"؛ أن فكرة اللُحمة الاجتماعية تدل على أن هناك تعايش رغم الأزمات الموجودة في صعيد مصر، كما أن مظاهر هذه الاحتفالية وهي " ليلة قرآنية " في زفاف مسيحي تعكس في مضمونها الظاهر والكامن عمق العلاقة الطيبة بين أبناء الوطن الواحد، كما أنها رسالة موجهة للمتربصين بالأمن القومي المصري في الداخل والخارج، وهي "ميكانيزم" دفاعي اجتماعي تشكله المجتمعات المحلية وثقافاتها وعاداتها الاجتماعية كوسيلة للتوافق والتكيف في مواجهة هذه التحديات التي نعيشها في الوقت الراهن .
وأشار أن هذا الأمر في مُجمله يعكس الشخصية المصرية في جنوب مصر، والتي تذوب في سياق مجتمعي تعايشي وتلقى قبولاً اجتماعياً وفي سبيلها للتعميم، كما أنها أساس من أسس المواطنة النشطة، وبصورة مجملة فإن هذه الظاهرة إن كانت في بدايتها الجانبية في مجتمع قبلي محافظ كصعيد مصر، إلا أن مدلولها الاجتماعي والثقافي يجعلها ترقى لأن تكون ظاهرة جديرة بالدراسة في نطاق علمي اجتماعي.
وأكد "القصبي" أن جامعة جنوب الوادي بقنا سوف تعمل على إجراء دراسة ميدانية اجتماعية للتعرف على أبعاد تلك الظاهرة "الأنثربيولوجية" ولماذا ظهرت؟ وعوامل نموها ومعوقات انتشارها ورؤية المجتمع وتصوراته لملامح هذه الظاهرة .