منوعات
بالفيديو.. درجات الحرارة فى 2016 هى الأعلى تاريخيًا
يعد تحقيق رقم قياسي إنجازاً جيداً عادة لكن ليس في هذه الحالة، إذ حققنا رقماً قياسياً جديداً لأعلى درجات حرارة على هذا الكوكب، فوفقاً لتقريرين مستقلين من «الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، نوا» (NOAA،) وناسا، فإن العام 2016 كان الأعلى حرارة على الإطلاق في السجلات.
بدأ البشر بتسجيل مستويات قياسية في درجات
الحرارة منذ العام 2005، لكن العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق. حين ذكرت «نوا»
أن العام 2016 كان أعلى الأعوام حرارة على كوكب الأرض منذ أن بدأ العلماء بتوثيق درجات
الحرارة في العام 1880.
أعدّ علماء «نوا» الذين يعملون في مراكزها
الوطنية للمعلومات البيئية (NCEI)
تقريرها السنوي لحالة المناخ، ويلحظ التقرير أيضاً أن العام 2016 تضمن ثمانية أشهر
متتابعة كان كل منها أعلى الأشهر حرارة على الإطلاق، بدءاً من يناير إلى أغسطس.
وخلال العام 2016، ازداد متوسط درجة الحرارة
السطحية البرية والبحرية بمقدار 1.69 درجة فهرنهايت (0.94 درجة مئوية) فوق معدل القرن
العشرين. وهي الزيادة الأعلى على مدى 137 عاماً في السجلات بين 1880 و2016، ويفوق الرقم
القياسي للعام الماضي بمقدار 0.07 درجة فهرنهايت (0.04 درجة مئوية). وارتفعت درجة الحرارة
السطحية البرية بمقدار 2.57 درجة فهرنهايت (1.43 درجة مئوية) فوق معدل القرن العشرين،
وارتفعت درجة الحرارة السطحية البحرية بمقدار 1.35 درجة فهرنهايت (0.75 درجة مئوية)
فوق معدل القرن العشرين.
أجرت ناسا تحليلاً مستقلاً، في «معهد جودارد
للدراسات الفضائية» (GISS)
في نيويورك التابع لها، ويؤكد هذا التقرير صحة الأرقام السابقة بالقول: «ارتفع متوسط
درجات الحرارة في العام 2016 بمقدار 1.78 درجة فهرنهايت (0.99 درجة مئوية) فوق متوسط
منتصف القرن العشرين. مما يجعله ثالث عام على التوالي يسجل رقماً قياسياً جديداً لمتوسط
الحرارة السطحية.»
يبدو التوجه العام بسيطاً ومباشراً، أي
أن درجات الحرارة ترتفع باستمرار، ولا يوجد أي مؤشر على التوقف. يقول جافين شميدت مدير
«معهد جودارد للدراسات الفضائية»: «العام 2016 هو العام الثالث على التوالي في هذه
السلسلة من أعوام الأرقام القياسية، وهذا أمر مدهش، لكننا لا نتوقع أن تتكرر مسألة
تحطيم الأرقام القياسية سنوياً، لكن الاتجاه العام على المدى الطويل لارتفاع درجات
الحرارة واضح ولا يمكن إنكاره.» وفقاً للسجلات، ارتفع متوسط الحرارة السطحية للأرض
بمقدار يقارب درجتي فهرنهايت (1.1 درجة مئوية) منذ أواخر القرن التاسع عشر.
على الرغم من الانتقادات التي يوجهها أشخاص
طيّبو النيّات (كما يفترض)، فإن التغير المناخي الذي تسبب به الإنسان ليس مجرد ادعاء.
وأظهرت الدراسات حول التغير المناخي، وبكل وضوح، أن مستويات ثنائي أوكسيد الكربون تزايدت
بشكل كبير منذ الثورة الصناعية، وبشكل أكثر بكثير مما يُفترض في حالة التزايد الطبيعي.
الأمر الحسن أن قطاعات عامة وخاصة بدأت
تبذل جهودًا لتخفيف الأثر البيئي للتغير المناخي الذي سببه الإنسان. ويعد اتفاق باريس
المناخي التاريخي خطوة أولى مهمة على مستوى العالم. بالإضافة إلى ظهور العديد من الابتكارات
التقنية التي حسنت قدرتنا على الاستفادة من الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والنووية،
والتي بدأت تتفوق على الوقود الأحفوري. ومن الجهود الأخرى، ازدياد شعبية السيارات الكهربائية،
إضافة إلى تطبيقالهندسة المناخية على الكوكب بأكمله.
وبما أننا نتحدث عن الأرقام القياسية في
درجات الحرارة، فمن الضروري الاعتراف بحقائق التغير المناخي. فقد بدأ وسيبقى مستمراً،
إلى أن نغير من أساليبنا. وأمامنا الآن خيارات أكثر تنوعاً من قبل. وليس علينا إلا
أن نكون عنيدين مثل عناد درجات الحرارة في الأعوام القليلة السابقة.