الاشراف والقبائل العربية
مرقد السيد عبد الله المحض " الكامل " بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب وأولاده " إبراهيم الجواد " رأسه " - سعد الله الكامل - زينب المشهورة بفاطمة النبوية أو المحضية "
مسجد ومقام السيد عبد الله المحض رضي الله عنه بشارع الشيخ عبد الله ريحان بحي عابدين الآن ، خلف وزارة الداخلية بالقاهرة - مصر
نسبه وعائلته : -
المولود في المدينة سنة 70 هـ - المتوفى بالعراق سنة 145هـ .
هو : عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
أمه : فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
وهو أبو " إبراهيم الجواد " المدفون رأسه بمسجد التبر بشارع البرنس بالمطرية بالقاهرة ، وأبو " زينب " المشهورة " بفاطمة النبوية " في العباسية بالقاهرة ، ويطلق اسمها على شارع كبير هناك فيما حوالي قسم شرطة الوايلي الآن ، كما يجري على الألسنة .
وهو أول شريف حسنى حسيني وأول مولود من أبوين شريفين على وجه الأرض لذلك سمى المحض " أي الخالص العبودية لله " أي نسبه نبويا صرفاً محضاً ، فأبوه حسني وأمه حسينية ، ولشدة شبهه بجده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث أن أبيه هو سيدنا الإمام الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط سيد أهل الجنة وحاقن دماء الأمة وكاشف الغمة رضي الله عنه ، وأمه هي السيدة فاطمة النبوية بنت مولانا ولي النعم والصفح والجود والكرم سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه ، وهو الجد الجامع لجميع الأشراف الأدارسة وجد ملوك المغرب والأردن وجد الأقطاب والأولياء ، فكل من ينتهي نسبه لسيدنا عبد الله المحض فهو ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين أيضاً لأنه جده لأمه .
زواج أبوه وأمه من بعضهما : -
لما ذهب والد سيدنا عبد الله المحض إلى بيت عمه سيدنا الحسين ليخطب له من سادتنا بنات سيدنا الحسين فرح سيدنا الحسين بذلك وأخبره أنه كان يتمنى ذلك فسأل سيدنا الحسن المثنى هل تحب أن أختار لك من بناتي فقال له : نعم يا عماه ، فقال له : اخترت لك فاطمة أبنتي فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة ، أما أبنتي سكينة فإنها مستغرقة مع الله ، فتزوج سيدنا الحسن المثنى السيدة فاطمة النبوية وكان هذا أول زواج شريف بشريفة وأول زواج حسنى حسيني .
إخوته وأخواته : -
1- إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط .
2- الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط (مكرر ثلاث مرات سمي أبيه وجده) .
3- أم كلثوم بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط .
4- وزينب بنت الحسن المثنى بن الحسن السبط .
إخوته من أبيه فقط :
5- جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط .
6- داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط أمهما أم ولد .
7- محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط، أمه بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي .
أعقابه : -
وقد ترك الإمام عبد الله الكامل المحض سبعة أولاد أو أكثر وهم : -
1- الإمام محمد النفس الزكية : ( جد الأشراف السعديين وجد الأشراف العلويين ) يقال له : صريح قريش ، وكان من أفضل أهل بيته ، وكان علماء آل طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ، ولد سنة 100هـ خرج بالمدينة على جعفر المنصور وبها قتل سنة 145هـ ودفن بالبقيع .
أمه : هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي .
وقد كان كثير الصوم والصلاة ، شديد القوة ، رجلاً شديد السمرة ، ضخماً في لسانه تمتمة ، بين كتفيه خال أسود كالبيضة ، كان أفضل أهل بيته ويسمونه المهدي ، وكان علماء آل أبي طالب يرون فيه أنه النفس الزكية ، وكان يرى رأي الاعتزال ، وكان هو وأخوه إبراهيم يلزمان البادية ويحبان الخلوة ، ولا يأتيان الخلفاء ولا الولاة .
خروجه على بني العباس : ولما بويع لبني العباس ، اختفى محمد وأخوه إبراهيم مدة خلافة أبي العباس السفاح ، فلما صارت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور خاف محمد بن عبد الله بن الحسن وأخوه إبراهيم منه خوفا شديدا ، وذلك لأنه توهم منهما أن يخرجا عليه ، والذي خاف منه وقع فيه ، ولما خافاه منه هربا، فصارا إلى اليمن، ثم سارا إلى الهند ، ثم تحولا إلى المدينة فاختفيا بها ، ثم خرجا عليه من سُويقة المدينة ( سُويقة الثائرة ) ، وجد المنصور في طلبهما ، فخرج أخوه إبراهيم إلى البصرة ، وقتل ، أما محمد النفس الزكية ، فخرج بالمدينة فندب لحربه المنصور ابن عمه عيسى بن موسى بن محمد العباسي ، فأقبل عيسى حتى أناخ على المدينة ، وكتب إلى كبراء أهلها يستميلهم ويمنيهم ، فتفرق عن النفس الزكية الكثير وبقى معه القليل ، وكان الإمامان أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس من أنصاره .
مقتله : خرج محمد النفس الزكية ومن معه فقاتلوا قتالاً شديداً ، حتى قتل عند أحجار الزيت موضع قرب المدينة على يد جيش أبي جعفر المنصور ، واحتذوا رأسه ، وكان مقتله يوم الاثنين بعد العصر، لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة 145 هـ، وقبر بالبقيع ، واختلف في عمره عند مقتله فقال جماعة ثلاث وخمسين ، وقال آخرون خمس وأربعين ، والصحيح أنه قتل وعمره خمس وأربعين سنة .
أعقب محمد النفس الزكية : عبد الله الأشتر الكابلي ، وحده ، وقتل بكابل وحمل رأسه إلى المنصور ، وأعقب عبد الله ولدا اسمه محمد ولد بكابل ( المرجع تحفة الطالب صفحة 22 ) .
أبو جعفر المنصور 712 هـ - 775 هـ :
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ثاني خلفاء بني العباس وأقواهم ، وهو أسن من أخيه السفاح بست سنين ولكن أخاه الإمام إبراهيم بن محمد بن علي حينما قبض عليه جنود مروان بن محمد سلم الإمامة لأبي العباس دون المنصور ، واشتهر المنصور بتشييد مدينة بغداد التي تحولت لعاصمة الدولة العباسية ، وتولى الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح من عام 754 م حتى وفاته في عام 775 م - 136هـ إلى 158هـ ..
كان الهم الأكبر للمنصور أثناء حكمه هو تقوية حكم أسرة بني العباس والتخلص من أي خطر يهدد سيطرتهم حتى لو كان حليفا سابقا مثل أبو مسلم الخراساني الذي قاد الثورة العباسية ضد الأمويين في خراسان ..
ويعد أبو جعفر هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية ، ولا شك إن المدة التي قضاها المنصور في الخلافة العباسية تعتبر من أهم عصور الخلافة، فقد حكم ما يقرب من 22 عاما ، حكما قويا وركز الخليفة فيها جميع سلطات الدولة في يده ، يقول ابن طباطبا في الفخري هو الذي سن السنن وأرسى السياسة واخترع الأشياء ، وسار أبناؤه الخلفاء من بعده على مسيرته ، وهو فوق ذلك جعل لبني العباس سند شرعي في وراثة الدولة أعطت لهم السبق على أبناء عمهم الطالبيين تمثلت في المكاتبات بينه وبين محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية ويتلخص ذاك السند في الفتوى بأن العم أحق في الوراثة من البنت وابن العم ويقصد بذلك فاطمة الزهراء ، وعلي بن أبي طالب ، كما أن المنصور هو من سن السياسة الدينية وجعلها أساسا لحكم العباسيين وذهب في ذلك إلى ابعد حد حتى قال إنما أنا سلطان الله في أرضه .
وفاة المنصور : ذهب الخليفة المنصور للحج عام 158 هـ - 775 م ، وكان ابنه محمد " المهدي " قد خرج ليشيعه في حجه ، فأوصاه بإعطاء الجند والناس حقهم وأرزاقهم ومرتباتهم ، وأن يحسن إلى الناس ، ويحفظ الثغور ، ويسدد دينًا كان عليه مقداره ثلاثمائة ألف درهم ، كما أوصاه برعاية إخوته الصغار ، وقال : إنني تركت خزانة بيت مال المسلمين عامرة ، فيها ما يكفى عطاء الجند ونفقات الناس لمدة عشر سنوات ، مرض المنصور في الطريق ، ونزل قرية قد أفرغها سيدها من أهلها وقرا على الجدار أبيات شعر فيها علامة على وفاته :
أبـا جـعــفر حـانت وفـاتـك وانقضت .. سنوك وأمر الله لابد واقع
أبا جعفر هل كاهن أو منجم .. لك اليوم من حر المنية مانع
وأمر حاجبه الربيع بن يونس أن يدخل ويقرا فدخل ولم يجد شيئا ودخل خلفه المنصور فلم يجد شيئا وراح يتلمس الجدار الذي كان قد قرأ عليه الأبيات ، فعلم في نفسه بوفاته وكتب لابنه المهدي بعض الوصايا ، وقبل أن يدخل مكة توفي على أبوابها .
سُويقة المدينة : سويقة الثائرة :
موضع إلى الغرب من المدينة على نحو خمسين كيلاً ، وهي عين عذبة كان بها منازل ، كثيرة الماء والنخل ، وهي الآن جافة خربة ، من أودية الأشعر ، وعلى نحو كيلو ونصف من السيّآلة ، ناحية اليمين على طريق مكة القديم ، بين الفريش والروحاء ، أسفل حزرة .
والموقع المندثر لسويقة معروف وتم تحديده وهي تقع في الشمال الغربي للفريش ويبعد عنها قرابة ٩ كيلومترات .
هي منازل آل الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، توارى فيها عبد الله وإبراهيم والحسن بنو الحسن بن الحسن ، وخرج منها محمد النفس الزكية ، وأخيه إبراهيم , خربها المنصور بعد خروج النفس الزكية وأخيه ، وكان ذلك في سنة 145 هـ ، ثم عمرها موسى الجون ومات فيها , وفي سنة 240 هـ خرج منها محمد الشاعر بن صالح العلوي ، فأرسل إليه المتوكل العباسي جيشه ، وخربها وعقر نخلها , وما أفلحت بعدها إلى اليوم .
2- الإمام إدريس : ( مؤسس الدولة الإدريسية بالمغرب ) أفلت من معركة " فخ " سنة169هـ ، ومعه مولاه راشد الذي خرج به في جملة حجاج مصر وشمال أفريقيا إلى أن وصل إلى المغرب حيث بويع هناك ، وأسس الدولة الإدريسية سنة172هـ ، لكن هارون الرشيد العباسي ما لبث أن بعث له سليمان بن جرير الشماخ لاغتياله بالسم سنة 177هـ ، فخلفه ابنه إدريس الثاني باني مدينة فاس ..
وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث ( الشاعر ) بن المخزومي القرشي : تزوجت عاتكة من عبد الله بن الحسن المثنى ، وأنجب منها إدريس بن عبد الله ، أي إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب ، وسليمان الذي قتل في موقعة فخ ، وعاتكة هي التي كلمت أبا جعفر المنصور أبو جعفر المنصور لما حج وقالت : " يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد الله بن الحسن فقراء لا شيء لهم ، فرد عليهم ما قبضته من أموالهم " ( تعني صدقات علي الموصى بها في بني الحسن ) ، قاله أبو الفرج في ( المقاتل ) ، وحدث ذلك بعد مقتل زوجها عبد الله الكامل في سجن أبا العباس المنصور بالكوفة ومن معه من آل البيت ، أما إدريس الأول فنجا بنفسه من موقعة فخ التي جرت سنة 169 هـ بالقرب من مكة ، ولقي فيها أخوه سليمان بن عبد الله الكامل مصرعه مع بن عمومته الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث العلوي وصحبه .
3- الإمام سليمان : ( جد الأشراف السليمانيين ، وقيل أنه جد أول ملوك تلمسان بالجزائر والمغرب ) : قتل في معركة فخ مع الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط سنة 169هـ ، فيكون الذي قدم إلى الجزائر هو ابنه محمد بن سليمان ، وأمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث المخزومي القرشي .
4- الإمام موسى الجون " يلقب بالجون " : ( جد الدوحة الموسوية القادرية ، وهو جد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه ) ، قال عبد الله في العلل : سمعت أبي يقول : رأيت موسى بن عبد الله بن حسن وكان رجلاً صالحاً وهو من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب ، وروى الخطيب في التاريخ بسنده ، أنه قال : منعت من الحديث ، ولولا ذلك لحدثتك ، وروى الخطيب أيضًاً ، قال يحيى أبن معين : موسى بن عبد الله ثقة مأمون ، وقال الذهبي في الميزان : قال جماعة عن ابن معين ثقة ، قال عنه يحيى بن معين : كما رواه الخطيب في التاريخ (15/13) بسنده : موسى بن عبد الله ثقة مأمون ، وقال عنه أحمد في العلل ( 2/44 ) : رأيت موسى بن عبد الله بن حسن وكان رجلاً صالحا ًوهو من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب ، قلت : كل من ذكر موسى بن عبد الله كالخطيب وأخرج له حديث : ( كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج ) ولم يجرحه ، حتى محقق تاريخ بغداد الدكتور بشار عواد لم يجرحه وهو من أهل الصنعة ، قال عن إسناد الحديث : إسناده ضعيف لضعف أبي بكر محمد بن عمر الجعابي ، وأحمد بن إبراهيم ، ومحمد بن أحمد لم نعرفهم ، وكذلك ذكره ابن عدي ولم يجرح ، وبرر قول البخاري ، وذكره الذهبي والعقيلي وابن حجر وابن أبي حاتم ولم يجرحوه ، ولاشك أن توثيق ابن معين لسماعه منه أو عنه ، قلت : موسى بن عبد الله : مدني ثقة ، صالح من أتباع التابعين ، وثقه كل من رآه وسمع منه ، وسكت وتوقف فيه من جهل حاله عنده ، ولم يجرحه أحد ، والله العالم .
وفاته :
وقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة : مات موسى بن عبد الله بسويقة المدينة .
وقال أبو إسماعيل بن طباطبا : بسويقة : صاحبها أبو عبد الله موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن .
وقال ابن خلدون في تاريخه : كان موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط لما اختفى أخواه محمد وإبراهيم، طالبه أبو جعفر المنصور بإحضارهما فضمن له ذلك ثم اختفى وعثر عليه المنصور فضربه ألف سوط، فلما قتل أخوه محمد المهدي بالمدينة ، اختفى موسى الجون إلى أن هلك ، عاش موسى بن عبد الله إلى عهد الرشيد وتخفى في سويقة المدينة ، مات وقبر بها سنة 180 هـ ، وكان عمره عند وفاته خمسين سنة .
قال البيهقي في كتابه اللباب : قتل بالسياط في حبس الهاشمية وهو ابن خمسين سنة .
قلت : زرنا سويقة ، ورأينا في طرفها مقبرة قديمة ، وسورها حديث ، والراجح إن يكون بها قبر موسى الجون ، والله العالم .
أعقب موسى الجون :
- عبد الله الشيخ الصالح وفيه العدد ، أمه : سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمية القرشية ، ولِد سنة بضع وخمسين بعد المائة بالبصرة زمن استتار والده بها لذلك عرف باسم عبد الله البصري ، ورد المدينة حيث نزل في نواحيها بأرض السويقة التي عمرها والده وتوارى بها ، فَعرِف بعبد الله السويقي قاله البيهقي وهو أول من نسِب إليها ، وفي ذلك خلاف حول نسبتها إليها ، ولم يزل متخفياً ومتغيباً إلى أن مات في أيام المتوكل ، في يوم الأربعاء ليلة النصف من شهر رمضان سنة 247هـ .
- إبراهيم من عقبه ملوك يمامة نجد .
- محمد لا عقب له .
- وتسعة بنات .
5- الإمام إبراهيم الملقب بـ " الجواد " و " أحمر العينين " قتيل باخمرى : ( وهو جد الأشراف في الحجاز والعراق وخراسان ) ، كان ذو علم وحكمة وشجاعة وهو القائل : ( كل منطق ليس فيه ذكر فهو لغو ، وكل سكوت ليس فيه تفكر فهو سهو ، وكل نظر ليس فيه عبرة فهو غفلة ، فطوبى لمن كان منطقه ذكرا ، ونظره عبرة ، وسكوته تفكرا ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته ، وسلم المسلمون منه ) ، خرج بالبصرة ، وقتل بباخمرى وقبر بها ، وتقع هذه المنطقة على الضفة الشرقية للفرات بالعراق ، واحتذوا رأسه ، وقبره ظاهر مشهور يزار الآن ، وكان قتله يوم الاثنين لخمس ليال بقين من ذي القعدة سنة 145هـ ، كما ذكر ذلك ابن جرير والأصفهاني وابن الأثير والذهبي , وقال الشيخ أبو الحسن النسابة العمري وابن كثير قتل في ذي الحجة ، وكان عمره عند مقتله 48 سنه .
أمه : هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي .
وجدير بالذكر أن الإمام أبا حنيفة النعمان رضي الله عنه قد أيد إبراهيم في ثورته هذه على المنصور ، وكان أبو حنيفة يفتي الناس بالخروج مع إبراهيم فاستقدمه أبو جعفر العباسي الدوانقي إلى بغداد وسقاه سما فمات ، ويذكر أنه لما قتل إبراهيم هذا قال سفيان الثوري : ( ما أظن أن الصلاة تقبل إلا أن الصلاة خير من تركها ) مقاتل الطالبيين ص191 ، كما قام الإمام مالك بتأييد أخيه محمد الملقب بالنفس الزكية ، ولا يعرف لجثة إبراهيم بن عبد الله المحض مكان محقق رضي الله عنه ، وفي مشهده نور وبركة ومدد .
ذريته :
- الحسن ، أمه : أمامة بنت عصمة بن عبد الله بن حنظلة بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب من بني عامر بن صعصعة .
- علي لأم ولد .
صفته :
روي أنه كان : سائل الخدين ، خفيف العارضين ، أقنى الأنف ، حسن الوجه ، قد أثر السجود في جبهته وأنفه ، وكان تلو أخيه محمد في العلم والدِين والشجاعة ، وكان خطيباً فصيحاً جيِد النقد للشعر ، حسن البديهة ، ذكر المفضل أن سبعين قصيدة من أول اختياراته اختياره ، وأنه كان متوارياً في منزله قبل ظهوره ، فطلب منه من الدفاتر ما يأنس بالنظر فيه ، فأخرج إليه شيئا من الشعر ، فاختار منه ذلك ، وله في مرثية أخيه النفس الزكية :
سأبكيك بالبيض الرِّقاق وبالقنا .. فإنَّ بها ما يدرك الطالب الوتر
ولست كمن يبكي أخاه بعَبْرةٍ .. يعصرها من جفن مقلته عصر
ولكنني أشفي فؤادي بغارة .. ألَهِّب في قطري كتائبها جمر
بيعته :
قد كان خرج إلى البصرة قبل ظهور أخيه النفس الزكية بالمدينة داعياً إليه ، وتوارى بها مدة ، وكان أخوه عَهِد إليه ونص بالإمامة بعده عليه ، فأقام هناك مدة يدعو إليه ، فلما ظهرت دعوته بالمدينة أظهر هو الدعاء إليه ، وذلك ليلة الاثنين غرة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة ، وأخذ البيعة لأخيه واستولى على البصرة ، وقام بالأمر هناك على خلافته ، إلى أن ورد عليه نعيه أول يوم من شوال سنة خمس وأربعين ومائة وهو يريد أن يصلي بالناس صلاة العيد ، فصلى بالناس ثم رقى المنبر وخطب وذكر قتله ونعاه إلى النَاس ، وتمثل بهذه الأبيات :
أبا المنازل يا خير الفوارس من .. يُفْجَع بمثلك في الدنيا فقد نجِعَ
اللّه يعلم أني لو خشيتهم .. أو أوجس القلب من خوف لهم فزعاً
لم يقتلوك ولم أسلم أخَيَّ لهم .. حتى نموت جميعا أو نعيش معاً
مقتله :
خرج من البصرة لقتال أبي جعفر وعلى ميمنته : عيسى بن زيد ، وعلى ميسرته : برد بن لبيد اليشكري ، وأنفذ أبو جعفر : عيسى بن موسى في عسكر عظيم ، والتقوا بـ ( باخمرا ) بين البصرة والكوفة ، فـانهزم عيسى وأصحابه ، وإبراهيم واقف على فرس له ينظر إلى المنهزمين ، حتى جاءه سهم غائر فأصاب جبينه ، فاعتنق فرسه واحتوشه الزيدية ، وأنزلوه عن فرسه وأخذه بشير الرحال ، وأسنده إلى صدره ، حتى قضى ، وبشير يردد : ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوْراً ﴾ الأحزاب : 38 ، وذلك يوم الاثنين في أول ذي الحجة من سنة خمس وأربعين ومائة ، وقيل لخمس بقين من ذي القعدة ، وأُخذ رأسه وحمل إلى أبي جعفر ، ودفن بدنه بباخمرا رضي الله عنه .
ثم بكى ، ثم قال : " اللهم إن كنت تعلم أن محمداً إنما خرج غضباً لك ، ونفياً لهذه النكتة السوداء ، وإيثاراً لحقك فارحمه واغفر له واجعل له الآخرة خيراً مرداً ومنقلباً من الدنيا " ، ثم جرض بريقه لعظم ما ورد عليه ، وتردد الكلام في فيه ، وتلجلج ساعة ثم أجهش باكياً منتحباً وبكى النَاس .
فلما نزل بايعه بالإمامة علماء البصرة وفقهاؤها وزهادها ، وبايعه المعتزلة ، ولم يتأخر عن بيعته من فضلاء البصرة أحد ، إلا أن المعتزلة اختصوا به مع الزيدية ، ولزموا مجلسه وتولوا أعماله ، واستولى على واسط والأهوار وكورها وعلى أعمال فارس .
وكان أبو حنيفة يدعو إليه سراً ويكاتبه ، وكتب إليه : " إذا أظفَرك الله بعيسى بن موسى وأصحابه فلا تسر فيهم بسيرة أبيك في أهل الجمل ، فإنه لم يقتل المنهزم ، ولم يغنم الأموال ، ولم يتبع مدبراً ، ولم يذفف على جريح ، لأنَ القوم لم يكن لهم فئة ، ولكن سر فيهم بسيرته يوم صفين فإنه ذفف على الجريح ، وقسم الغنيمة ، لأنَ أهل الشام كان لهم فئة " ، فظفر أبو جعفر بكتابه فستره ، وبعث إليه فأشخصه وسقاه شربة فمات منها ، ودفن ببغداد .
وبعث أبو جعفر المنصور إلى البصرة : المعروف بأبي سيف مولى الجعفري ليتحسس له ويعرِفه أحوال إبراهيم ، فلما رجع إليه قال له أبو جعفر : كيف رأيت بشيراً الرَحَال ومطراً الورَاق فقال : رأيتهما يدخلان إلى إبراهيم وعليهما السلاح ، فقال : ما كنت أرى أن الصوم أبقى منهما ما يحمل به السلاح .
وبايعه : هارون بن سعد وكان فقيهاً معروفاً بالصلاح والدين ، قد روى عن الشعبي ولقي إبراهيم النخعي .
وخطب إبراهيم بن عبد الله النَاس ونعى على أبي جعفر أفعاله وقتلَه آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ، وظلم النَاس ، وأخذه الأموال ووضعها في غير مواضعها ، فأبلغ في القول حتى أبكى النَاس ، ورقَّت لكلامه قلوبهم ، فاتَبعه : عباد بن العوام ، ويزيد بن هارون ، وهشيم بن بشير ، وشعبة بن الحجاج ، وبايعوه .
وقال أبو إسحاق الفزاري : جئت إلى أبي حنيفة فقلت له : ما اتقيت الله حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن حتى قتل ، فقال لي : قَتل أخيك حيث قتل يعادل قَتله لو قتل يوم بدر ، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة ، قلت : فما منعك أنت من ذاك ؟ ، قال : ودائع كانت للناس عندي .
وكان الأعمش يدعو إليه ويقول : ما يقعدكم عنه ، أما إني لو كنت بصيراً لخرجت .
وظهر غرة شهر رمضان ، وورد عليه نعي أخيه النفس الزكية يوم الفطر ، وقتل في ذي الحجة ، فكانت مدة ظهوره على خلافة أخيه رضي الله عنه شهراً واحداً ، ومدة قيامه بالأمر شهرين وأياماً .
وحمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه إلى مصر , فسرقه أهل مصر ودفنوه وبُني عليه مسجد تبر ، قاله المقريزي في المقفى .
وطافوا برأسه حتى وصلوا به إلى مصر ، فنصبوه في الجامع العتيق )جامع عمرو بن العاص( في ذي الحجة سنة فسرقه المصريون ، ودفنوه خارج القاهرة في ذلك الوقت )أطراف القاهرة الآن (، وقد أقيمت زاوية صغيرة على المشهد الذي دفنت فيه الرأس ، تحولت الآن إلى مسجد باق بالمطرية حتى الآن يسمى بجامع السيد إبراهيم ، ويطلق عليه خطأ )جامع إبراهيم الدسوقي( ، وجامع )إبراهيم بن زيد ( ، وكان يسمى عند العامة فيما مضى )مسجد التبرير( ، وهو خطأ كما ذكر السخاوي وغيره ، والصواب )مسجد تبر ( ، وتبر أحد كبار الأمراء في حكومة )كافور الإخشيدي( هو الذي بنى هذا المسجد .
وذكر المقريزي في خططه : أن مسجد )تبر( خارج القاهرة عرف قديما بالبئر والجميزة ، والبئر والجميزة كانتا بجوار المسجد ، و يقال: أن سيدنا عيسى عليه السلام اغتسل من هذه البئر ، حينما جاء مع أمه طفلا إلى مصر هربا من الروم .
وتسميه العامة خطأ أيضا بمسجد التبن ، والمسجد قريب من المطرية ، وتعرف منطقته بمنطقة ) السواح( حاليا .
واليوم الوحيد الذي يزدحم فيه الناس هو يوم الاحتفال بمولده في نهاية شهر رجب من كل عام حيث تقام به حلقة ذكر ، ويقدم الطعام للفقراء .
وهناك قول أخر في نسبه بأنه هو : السيد إبراهيم بن السيد زيد الأبلج بن سيدنا على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين ، بنت سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم .
6- الإمام عيسى : التحق بالسند وقتل هناك .
7- الإمام يحيى : كان فاضلا راويا للحديث فر من ( فخ ) وبويع بالديلم ، واغتاله الرشيد العباسي " هارون الرشيد " أبو جعفر هارون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور 149هـ - 193هـ الخليفة العباسي الخامس ، يكنى أبا الحسن وقيل أبو محمد ، ولد سنة 110هـ ، كان مقدماً في أهل بيته ، تعلم من جعفر الصادق ومالك بن أنس ، كان قصير الجسم ، أدم اللون ، حسن الوجه والجسم ، أصلع ، خرج متنكراً في أيام الرشيد حتى ورد بلاد الديلم ، فعرف بحيي صاحب الديلم ، وكانت وفاته في حبس الرشيد سنة 175هـ ، وعمره 65 سنة .
والديلم أو الديالمة : هم إحدى الشعوب الإيرانية التي عاشت في شمال الهضبة الإيرانية , وقد جاء ذكرهم على ألسنة المؤرخين حتى حقبة بدايات انتشار الإسلام ، ويذكر أنهم كانوا يتحدثون لغة من فروع اللغات الإيرانية الشمالية الغربية .
8- الشريف سعد الله بن الكامل : كان مشهودا له بالخير والصلاح ، وهو: سعد الله بن عبد الله الملقب ب )المحض والكامل( بن حسن المثنى بن السيد حسن السبط بن الإمام علي وقد عاش بالقاهرة حتى توفي ، فدفن بمشهده بالدرب الأحمر ، في شارع معروف باسمه ، خلف مسجد ( أبي حريبة ( ، قريبا من منطقة السيدة فاطمة النبوية بنت الحسين رضي الله عنها ، بالدرب الأحمر ، على مدخل )درب الدليل ( الموصل للأزهر الشريف رضي الله عنه ، ويتعهده الأهالي .
وقد اختلف المؤرخون حول شخصيته ، عاش في القرن الخامس الهجري ، وعاش في بداية حياته في أربيل بالعراق ثم هاجر إلى القاهرة ، ففي حين يقول البعض إنه سعد الله بن هبة الله بن محمد بن على بن محمد بن عمر بن الحسن الأفطس بن على الأصغر بن على زين العابدين بن الحسين بن على ، الذي عاش في القرن الخامس الهجري ، وعاش في بداية حياته في أربيل بالعراق ثم هاجر إلى القاهرة ، يقول آخرون إنه " سعد الله بن عبد الله المحض بن حسن المثنى بن الإمام الحسن " ، ولا يختلف أحد في كل الأحوال على أنه من نسل سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحية وسلم .
9- السيدة زينب بنت سيدنا عبد الله المحض : وهي المشهورة ب )فاطمة النبوية أو المحضية ) بالعباسية ، بالقاهرة ، ويطلق اسمها على شارع كبير هناك فيما حوالي قسم شرطة الوايلي الآن ، كما يجري على الألسنة ، وقد دخلت مصر هي وأخ لها يدعى محمدا سنة 212هـ أو سنة 213هـ .
وهناك قول أخر في نسبها بأنها هي : فاطمة بنت إبراهيم بن جندل بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حسان بن إسماعيل بن جعفر بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه .
بعضاً من سيرة سيدنا الحسن المثنى والد سيدنا عبد الله المحض رضي الله عنهما : -
فلقد كان له من البطولات ما يطنب التاريخ بذكره وتقتدي به فحول الرجال ، ولما لا وهو بن الإمام الحسن وعمه الإمام الحسين وجده سيدنا على الكرار ، فلقد قاتل مع عمه سيدنا الحسين في كربلاء وهو ابن تسعة عشر عاما ً ، وقد أثخنت جسده الشريف الجراح والطعنات حتى سقط بين القتلى فظنوه قتيلاً فلما تحسس احدهم فيه الحياة حملوه إلى قوم وعالجوه حتى برأت جراح جسده الشريف ثم رجع إلى مدينه جده صلى الله عليه وسلم ، ولكن يشاء الله تعالى أن ينالوا كل مكرمة ويخزى أعدائهم فمات رضي الله عنه شهيداً كأبيه الإمام الحسن بعد أن دس له الوليد بن عبد الملك الأموي السم ، وقد كان رضي الله عنه قد وليي صدقات جده سيدنا على بن أبى طالب في المدينة المنورة بعد أن نازعه فيها بنو أمية ، ونازعه فيها أيضاً الحجاج بن يوسف الثقفي لكن الله نصره عليهم .
سيرة سيدنا عبد الله المحض رضي الله عنه ومناقبه : -
فقد كان عالماً شاعراً هماماً ، وكان شيخ بني هاشم والمقدم عليهم وأكثرهم علما وفضلا وكرما ، وكان يقول : " أنا أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ، ولدني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله مرتين " ، وله فضائل رشيدة ومناقب عديدة .
وكان عبد الله بن الحسن راوياً للحديث روى عن عمه إبراهيم بن محمد بن طلحة , وأبيه حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب , وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب , وأمه فاطمة بن الحسين وغيرهم ، وروى عنه : إسحاق بن راشد , وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي , وإسماعيل بن عليه , وأبناه موسى بن عبد الله , ويحيى بن عبد الله , والحسين بن زيد بن علي بن الحسين , ومولاه حفص بن عمر وعبد الرحمن بن أبي الموال , وعبد العزيز الدراوردي , وغيرهم .
قال البخاري في التاريخ : عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي , قال عبد الرزاق : رأيته روى عنه ليث بن أبي سليم , وابن عليه وابن أبي الموال , يروي عن أمه فاطمة بنت الحسين وأبي بكر بن حزم .
قال ابن أبي حاتم في الجرح : أخبرنا عبد الرحمن , قال ذكره أبي , عن إسحاق بن منصور , عن يحيى بن معين أنه قال : عبد الله بن الحسن الذي يروي عن أمه ثقة ، سمعت أبي يقول : عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام ثقة .
وقال المزي في التهذيب : وقال أبو بكر بن أبي خثيمة , عن مصعب الزبيري : ما رأيت أحداً من علمائنا يكرمون أحداً ما يكرمون عبد الله بن حسن بن حسن , وعنه روى أنس بن مالك الحديث في السدل في الصلاة كما ذكره الأصفهاني في المقاتل .
قال ابن قتيبة في المعارف : رؤي يوماً يمسح على خفيه , فقيل له : تمسح ؟ فقال : نعم , قد مسح عمر بن الخطاب , ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق .
قال ابن حجر في التقريب : ثقة جليل القدر من الخامسة , مات في أوائل سنة خمس وأربعين , وله خمس وسبعون .
وقال الذهبي في الكاشف : ثقة مات 145 قبل مقتل أبنية .
وقال أبن حبان في تقريب الثقات : من التابعين وأتباعهم مات في حبس أبي جعفر المنصور بالهاشمية .
قال ابن كثير في البداية : كان معظماً عند العلماء , وكان عابداً كبير القدر , قال يحيى بن معين : كان ثقة صدوقاً , وفد على عمر بن عبد العزيز فأكرمه , ووفد على السفاح فعظمه , وأعطاه ألف ألف درهماً ، فلما ولي المنصور عامله بعكس ذلك , وكذلك أولاده وأهله ، وقد مضوا جميعاً , والتقوا عند الله عز وجل .
كان عبد الله بن الحسن أول من نزل سويقة المدينة من بني الحسن بن الحسن , ثم تبعه أخويه إبراهيم والحسن .
قال ابن سعد في الطبقات : عن مؤمل بن إسماعيل بن عبد الله عن عبد الله بن حسن أنه قال : كان علي بن حسين بن أبي طالب يجلس كل ليلة هو وعروة بن الزبير في مؤخر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد العشاء الآخرة فكنت أجلس معهما , فتحدثا ليلة فذكروا جور من جار من بني أمية والمقام معهم وهم لا يستطيعون تغيير ذلك , ثم ذكروا ما يخافان من عقوبة الله لهم , فقال عروة لعلي : يا علي إن من اعتزل من أهل الجور والله يعلم منه سخطه لأعمالهم فإن كان منهم علي ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رُجي له أن يسلم مما أصابهم , قال فخرج عروة فسكن العقيق ، قال عبد الله : وخرجت أنا فنزلت سويقة .
خروج سيدنا عبد الله المحض رضي الله عنه على أبي جعفر العباسي : -
لما قدم أبو العباس السفاح وأهله سراً على أبي سلمة الخلال الكوفة ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا ثم قال : أخاف أن يتفقوا ، فعزم على أن يعزل بالأمر إلى ولد علي من الحسن والحسين ، فكتب إلى ثلاثة نفر ، منهم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وعمر بن علي بن الحسين ، وعبد الله بن الحسن ، ووجه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد فلقيه ليلاً وأعلمه أنه رسول أبي سلمة وأن معه كتاباً إليه منه ، فقال : وما أنا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري؟ ، فقال الرسول : تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت ، فقال جعفر لخادمه : قدم مني السراج ، فقدمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه ، فقال ألا تجيبه ؟ ، فقال : قد رأيت الجواب ، فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن بن الحسن فقبل كتابه وركب إلى جعفر بن محمد فقال له : " أي أمر جاء بك يا أبا محمد ؟ لو أعلمتني لجئتك " ، فقال : أمر يجل عن الوصف، قال : وما هو يا أبا محمد ؟ ، قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني لأمر ويراني أحق الناس به ، وقد جاءته شيعتنا من خراسان ، فقال له جعفر الصادق ومتى صاروا شيعتك ؟ ، أنت وجهت أبا سلمة إلى خراسان وأمرته بلبس السواد ؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه ؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك ؟ ، فقال : عبد الله أن كان هذا الكلام منك لشيء فقال جعفر : قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل ، فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لأحد من آل أبي طالب ، وقد جاءني مثل ما جاءك ، فانصرف غير راض بما قاله ، وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال ما أعرف كاتبه فاجيبه ، ومات عبد الله المحض في حبس أبي جعفر المنصور الدوانيقي مخنوقا ً.
أبو العباس عبد الله السفاح :
هو عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم 727 - 754 م ، يلتقي بنسبه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب بن هاشم ، وأمه ريطة الحارثية.
ولد سنة 108هـ وقيل : سنة 104هـ بالحميمة " وهي قرية موجودة بالأردن حاليا ، في أيام حكم الأمويين للشام " ، ووالده هو الإمام محمد بن علي المعروف بالسجاد وهو غير الإمام علي بن الحسين ، نزل والده الحميمة انقطاعًا عن الدنيا للعبادة ، وفيها نزل ضيفًا عليه أبو هاشم بن محمد بن الحنفية بن الإمام علي بن أبي طالب ، وكان راجعا من عند الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ، وتوفي لديه بعد أن نقل إليه أسرار الدعوة السرية آل البيت.
أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثيا ) .
قال عبيد الله العيشي قال أبي : سمعت الأشياخ يقولون : والله لقد أفضت الخلافة إلى العباسيون وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً ولا ناسكاً منهم .
قال الصولي : وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله ، قال : وكان نقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن وقل ما يروى له من الشعر .
ولقب نفسه بالسفاح حينما ركب منبر الكوفة قائلاً : " أنا سفاح بني أمية " ، وقد قضي في عهده على معظم بني أمية ، سواءً على يده أو على يد عمه سفاح دمشق عبد الله بن علي ، عهد بولاية عهده لأخيه أبو جعفر عبد الله الثاني ، ولكنه اغتيل على يد أبو جعفر المنصور ، وقد لقب بالسفاح لأنه وبعد انهيار الخلافة الأموية ومبايعته كأول خليفة عباسي دعا كل أمراء بني أمية إلى قصره وأعطاهم الأمان ثم ذبحهم فلقب بالسفاح ولم ينجو منه سوى قلة أشهرهم عبد الرحمن الداخل الذي هرب إلى المغرب ومنها إلى الأندلس.
اشتهر السفاح بسرعته في سفك الدماء وأتبعه في ذلك عماله بالمشرق والمغرب وكان مع ذلك جواداً بالمال.
مات السفاح بالجدري في ذي الحجة سنة 136هـ ، ولما جيء برأس مروان الحمار ، سجد لله وقال : أخذنا بثأر الحسين وآله ، وقتلنا مائتين من بني أمية بهم .
ومروان ( الحمار ) بن محمد هو :
هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية 72 هـ - 132 هـ ، هو آخر خلفاء بني أمية بالمشرق ، تولى الخلافة بعد ابن عمه إبراهيم الذي تخلى عن الخلافة له ، يكنى بأبي عبد الله القائم بحق الله ، كان يعرف بمروان الحمار وبالجعدي وتسميته بالجعدي نسبة لمؤدبه جعد بن درهم ، وتسميته بالحمار يقال : " فلان أصبر من حمار في الحروب " ، ولهذا لقب بالحمار فإنه كان لا يفتر عن محاربة الخوارج ، وقيل : سمي بالحمار لأن العرب تسمي كل مائة سنة حمار فلما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان هذا بالحمار .
أبو سلمة الخلال :
واسمه حفص بن سليمان الهمداني أحد دعاة بني العباس في بداية دولتهم ، اختلف في سبب تسميته بالخلال ، إذ قيل أن السبب هو سكناه في درب الخلالين في الكوفة ، وقيل أن السبب أن كان يصنع الخل " هو محلول مخفف من حمض الخليك " .
أبو سلمة الخـلال 132هـ / 750 م ، هو أبو سلمة الكوفي المعروف بالخلال حفص بن سليمان ، أول من لقب بالوزارة في الإسلام ، مولى السبيع ، من همدان ، وفي رواية أخرى مولى لبني الحارث بن كعب.
كان صلة الوصل بين خراسان ، والحميمية " مركز بني العباس " ، وسلم الخراسانيون الرئاسة إليه بعد دحر قوات الأمويين عن خراسان والكوفة ، وسمي وزير آل محمد ، وأعلن الإمامة الهاشمية ، وكان يريد تسليم الخلافة لثلاثة من العلويين ، وهم : جعفر الصادق ، وعبد الله بن الحسن المثنى ، وعمر الأشرف بن علي زين العابدين ، وكتب إليهم ، ولم يستجب إليه أحد منهم ، وكان أبو العباس السفاح يعلم ذلك ، ولما بويع بالخلافة ، جاء أبو سلمة يعتذر إليه ، فتظاهر السفاح بقبول اعتذاره ، ثم أوعز إلى أبي مسلم الخراساني أن يقتله ، ففعل .
وفاة سيدنا عبد الله المحض رضي الله عنه ، ومقتله في سجن أبي جعفر المنصور العباسي : -
قال ابن خياط في الطبقات : عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب , أمه فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب , توفى قبل الهزيمة قليلاً , يكنى أبا محمد .
قال ابن فندق عن وفاته في اللباب : قتل ببغداد سنة خمس وأربعين ومائة في حبس الهاشمية , وقبره في مقابر بغداد وما صلى عليه أحد , وهو يوم قتل ابن خمس وسبعين سنة , وقتل بسبب أبنيه محمد وإبراهيم .
وقال أبو الفرج في المقاتل : وقتل عبد الله بن الحسن في محبسه بالهاشمية , وهو ابن خمس وسبعين سنة , سنة خمس وأربعين .
وقال ابن سعد : وكان عبد الله بن حسن يوم مات ابن اثنين وسبعين سنة , وكان موته قبل مقتل ابنه محمد بن عبد الله بأشهر , وقتل محمد بن عبد الله في آخر سنة خمس وأربعين ومائة في شهر رمضان , وكان لعبد الله بن حسن أحاديث .
وقال المزي : ومات في أيام أبي جعفر ، وقال أبنه موسى بن عبد الله : توفى في حبس أبي جعفر وهو ابن خمس وسبعين سنة .
وقال ابن كثير في البداية : وأخذه المنصور وأهل بيته مقيدين مغلولين مهانين من المدينة إلى الهاشمية , فأودعهم السجن الضيق ، فمات أكثرهم فيه , فكان عبد الله بن حسن هذا أول من مات فيه بعد خروج محمد بالمدينة , وقد قيل أنه قتل في السجن عمداً , وكان عمره يوم مات خمساً وسبعين سنة , وصلى عليه أخوه الحسن بن الحسن .
وقال ابن الطقطقي في الأصيلي : قال الخطيب في تاريخه : مات عبد الله بن الحسن بن الحسن في حبس المنصور بالكوفة , في يوم الأضحى من سنة خمس وأربعين ومائة ، وقال أيضاً : قال عبد الحميد النسابة ومن خطه نقلت : مات عبد الله في حبس المنصور وهو ابن سبعين سنة , وقبره في موضع الحبس علي شاطئ الفرات بالكوفة .
وقال ابن شدقم في التحفة : وقد أختلف في موته , فقيل مات مسموماً , وقيل عذب بأشد العذاب , وقيل سمر في الجدار , وقيل لما بلغه قتل ابنه محمد زهقت روحه , وكانت مدة أقامتهم في الحبس ثلاث سنوات , وعمره خمس وسبعون سنة .
قلت : كما قدمنا أُختلف في موت عبد الله بن الحسن هل قتل أم مات , وسنه عند وفاته , والراجح أنه حبس بسبب خروج ولديه الحجازيان محمد وإبراهيم من سويقة , فمات في حبسه , ولا نشك في تعذيبه في الحبس حتى يفشي أمر ولديه , وأما سنه عند موته فالراجح هو قول ولده موسى والأكثر وهو خمس وسبعين سنه , والله العالم .
حكى الشيخ أبو الفرج الاصفهانى في كتاب " مقاتل الطلبيين " : أن بنى حسن لما طال مكثهم في حبس المنصور وضعفت أجسامهم كانوا إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فإذا أحسوا بمن يجيء إليهم لبسوها ، ولم يكن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى العلوي يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله عز وجل فأقول : يا رب سل أبا جعفر فيما قيدني ، ومن ولد علي العابد بن الحسن المثلث ، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ .
مقتله ومن معه في السجن في يوم عيد الأضحى : وقتل عبد الله بن الحسن في محبسه بالهاشمية وهو ابن خمس وسبعين ، في السنة خمس وأربعين ومائة ، وروي أبو الفرج الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين عن عمر عن أبي زيد عن عيسى عن عبد الرحمن بن عمران بن أبي فروة قال : كنا جلوساً مع فلان وذكر اسم الذي كان يتولى حبس عبد الله ، فإذا برسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي كان يتولى الحبس لعبد الله وإخوته وبني أخيه ، فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطرباً وسقطت الرقعة منه لاضطرابه ، فقرأناها فإذا فيها : إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله المذله ، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيراً مضطرباً منكراً فجلس مفكراً لا يتكلم ثم قال : ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم؟ ، فقلنا هو والله خير من أظلت هذه وأقلت هذه ، فضرب أحد يديه على الأخرى وقال : قد والله مات ، وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد أبيه الحسن ، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسين .
مكان دفن سيدنا عبد الله المحض رضي الله عنه : -
الديوانية- إلى الغرب من مدينة الشنافية على بعد 9 كم ، وهي مدينة عراقية ناحية محافظة الديوانية جنوب العراق ، وتبعد حوالي 70 كيلو متر غربا عن مركز محافظة الديوانية ، وتبعد عن بغداد نحو الجنوب حوالي 245 كيلو متر .
موقعة أو معركة فخ : -
بفتح أوله وتشديد ثانية ، التي وقعت بتاريخ 8 ذو الحجة 169 هـ - 11يونيو 786 م ، بالقرب من مكة بمكان يسمى فخ " واد بمكة " يبعد عنها بثلاثة أميال ، قيل هو واد الزاهر قتل به الحسين بن على " العابد " بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب العلوي يوم التروية سنة 169 هوقتل معه جماعة من أهل بيته ، وفيه دفن عبد الله بن عمرو جماعة من الصحابة ..
حدثت المعركة بين الجيش العباسي بقيادة سليمان بن أبو جعفر ، من أبناء الخليفة المنصور ، في مواجهة ثوار من العلويين بزعامة الحسين بن علي (العابد) بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ، وكان مع الحسين هذا من بني عمومته إدريس وسليمان ويحيى أبناء عبد الله الكامل ساندا وشاركا في الثورة والحرب ونجو من المعركة إلا سليمان بن عبد الله الكامل فقد استشهد ، وشارك معهم إبراهيم بن إسماعيل طباطبا واستشهد .
أسباب المعركة ووقائعها :
بعد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت رسول الله في معركة كربلاء، وفشل ثورة محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وفشل ثورة أخيه إبراهيم بن عبد الله الكامل؛ بعد فشل تلك الثورات قامت حركات أخرى لعلويين في اليمن وخراسان ، لكنها لم تلقَ نجاحًا، وأصابها مثل ما أصاب ما قبلها من ثورات ، وعاش من بقي من آل البيت العلوي في هدوء ، وربما استخفوا حتى يتمكنوا من إعداد العدة للخروج وهم مكتملو القوة والعدد ، وظلت الأمور على هذا النحو من التربص والانتظار حتى حدث نزاع صغير بين والي المدينة المنورة وبعض رجال من آل البيت العلويين حيث أساء التعامل معهم ، وأغلظ القول لهم ، فحرك ذلك مكامن الثورة في نفوسهم ، وأشعل الحمية في قلوبهم ، فثار بعض العلويين في المدينة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى العلوي ، وانتقلت الثورة إلى مكة بعد أن أعلن الحسين البيعة لنفسه ، وأقبل الناس عليه يبايعونه ، ولما انتهى خبر هذه الثورة إلى الخليفة العباسي موسى الهادي ، أرسل جيشًا على وجه السرعة للقضاء على الثورة ، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى ، فيعجز عن إيقافها ، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة ، والتقى بالثائرين وهم محرمون في طريقهم للحج في 8 من ذي الحجة 169هـ ، في معركة عند مكان يسمى " فخ " ، وانتهت المعركة بهزيمة جيش الإمام الحسين بن علي الفخي ، واستشهاده هو وجماعة من أصحابه .
نتائج المعركة :
لم تنته المعركة عند فخ بل فر منها رجلان هما: إدريس بن عبد الله (المحض) وأخوه يحيى ، وكلاهما أخ لمحمد النفس الزكية ، أما إدريس فقد قصد مصر ومنها توجه إلى المغرب الأقصى وأسس دولة الأدارسة ، وأما يحيى فقد قصد بلاد الديلم ودعا لنفسه بالخلافة وكثر أتباعه فوجه إليه الرشيد سنة 176هـ جيشا بقيادة الفضل بن يحيى البرمكي فحمل أمان الرشيد وعاد معه إلى بغداد فأكرمه الرشيد , ثم بلغه أنه ما زال يدعو لنفسه سرا فحبسه ومات في محبسه سنة 180هـ.
ومن هنا : -
يتضح إلينا أن سيدنا عبد الله الكامل المشهور بالمحض ، وضريحه ( على المشهور ) بشارع الشيخ عبد الله ريحان بحي عابدين الآن ، خلف وزارة الداخلية بالقاهرة ، كما يجري على بعض الألسنة ، وقد قيل : المدفون بمصر عبد الله الولي الصالح من نسب عبد الله المحض ، ولهذا نُسب الضريح إليه ، وهذا أقرب إلى الواقع ، إذا أخذنا في الاعتبار قول من يقول بأنّه مات في سجن أبي جعفر المنصور ببغداد ، فيكون الأرجح قول من يقول: إن عبد الله الذي بمصر إنما هو ولي صالح من نسل عبد الله المحض ، ولهذا نسب إليه أو لقب بلقبه .