ملفات
الرئيس السيسى فى قمة العشرين يحمل شعار «إفريقيا تعود من جديد» وخبراء: الزيارة تدل على التطور التاريخى للعلاقات المصرية- الألمانية
الثلاثاء 24/ديسمبر/2019 - 05:40 م
طباعة
sada-elarab.com/200092
توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، إلى العاصمة الألمانية برلين، وذلك للمشاركة فى اجتماعات مجموعة العشرين وإفريقيا.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن مبادرة قمة العشرين وإفريقيا تهدف إلى دعم التعاون الاقتصادى بين إفريقيا ودول مجموعة العشرين، من خلال مشروعات مشتركة تساهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء، وهى المبادرة التى أطلقتها ألمانيا الاتحادية عام 2017 خلال رئاستها لمجموعة العشرين، بهدف دعم التنمية فى البلدان الإفريقية، وجذب الاستثمارات إليها.
وأوضح المتحدث الرسمى، أن زيارة الرئيس لألمانيا تضمنت كذلك نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائى، حيث التقى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا فى شتى المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى، ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما التقى الرئيس مع كبار رجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الصناعية الألمانية، وذلك فى إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار، وتعزيز جهود التنمية الشاملة بها، فضلا على استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادى فى مصر، ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجارى العمل بها.
وقبل البداية عن تفاصيل الزيارة، حيث إن الجميع لاحظ أن منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئاسة الاتحاد الإفريقى فى فبراير الماضى، لم يترك محفلا دوليا إلا وحمل إليه رسائل تناقش قضايا القارة الإفريقية، حريصا على مصالح شعوبها، متحدثا عن قضاياها الراهنة والمزمنة، مقترحا للحلول، بين مؤتمرات دولية وقمم ولجان أممية، ليضع سبل التعاون العالمى المشترك للنهوض بالقارة على مائدة النقاش العالمى فى 7 قمم دولية سابقة.
وتأتى مشاركة الرئيس السيسى، فى القمة الثالثة لمجموعة العشرين وإفريقيا، والتى انعقدت فى العاصمة الألمانية برلين، لتصبح القمة الثامنة التى يحمل فيها الرئيس خططا ورؤى تهدف لخدمة القارة السمراء، متحدثا عن مشروعات الربط والاندماج الإقليمى، وتفعيل التجارة الحرة القارية، بما يؤهل إفريقيا لتصبح أحد محركى الاقتصاد العالمى.
وتستعرض «السوق العربية» أهم المحافل الدولية التى شارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى كونه رئيس الاتحاد الإفريقى:
فى 15 فبراير من العام الحالى، وبعد توليه رئاسة الاتحاد الإفريقى بأيام، كانت مشاركة الرئيس السيسى، فى مؤتمر ميونخ للأمن، متحدثا عن رؤية مصر لتعزيز العمل الإفريقى ودفع التكامل الاقتصادى الإقليمى على مستوى القارة، وسبل تيسير التجارة البينية فى إطار أجندة القارة 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة.
وفى بكين، عقدت قمة الحزام والطريق فى إبريل الماضى، وهى مبادرة إحياء طرق التجارة القديمة عن طريق إنشاء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين من أجل بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية لربط قارات آسيا بأوروبا وإفريقيا.
وفى يونيو من العام الحالى، شارك الرئيس السيسى خلال القمة الإفريقية التنسيقية المصغرة التى عقدت على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية، وذلك من أجل إبراز أولوية التنمية للدول الإفريقية، والتركيز على أجندة التنمية الإفريقية 2063، والمشروعات المدرجة ضمن برنامج تنمية البنية التحتية بإفريقيا، بالإضافة إلى المشروعات التى يتم تنفيذها من خلال وكالة التنمية الإفريقية «نيباد».
ووفقا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات فإن القمة 45 لمجموعة السبع المنعقدة فى أغسطس الماضى، تعد القمة الدولية الثالثة التى شارك فيها «السيسى» كرئيس للاتحاد الإفريقى، وألقى كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وإفريقيا، مشددا على ضرورة الارتقاء بمستوى شعوب الدول النامية بصفة عامة والإفريقية على وجه الخصوص وتحقيق التنمية المستدامة، داعيا إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لإفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات.
وفى سبتمبر الماضى، أشار الرئيس السيسى، فى كلمته أمام الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تبنى مصر مبادرات تهدف إلى الارتقاء بالقارة السمراء صحيا، لتصبح القارة محل اهتمام وأولية له ضمن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، موضحا أن مصر تسعى للتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتطبيق مبادرة «100 مليون صحة» فى دول القارة.
وأخيرًا وفى روسيا بالتحديد، ترأس السيسى وفلاديمير بوتين قمة سوتشى، فى أكتوبر الماضى، وأعلن الرئيس السيسى، دخول اتفاقية التجارة الحرة فى إفريقيا حيز التنفيذ ما يجعل مثل هذه النجاحات طريقا لفتح آفاق واسعة للتعاون بين الدول الإفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الإفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة، كما شهدت سوتشى إطلاق فعاليات المنتدى الاقتصادى الإفريقى- الروسى لأول مرة.
اما بخصوص هذه الزيارة قالت الهيئة العامة للاستعلامات، إن الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة فى أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل إفريقيا التى تنظمها مجموعة العشرين، تساهم فى ترسيخ للدور الذى تضطلع به مصر فى سبيل دفع وتعزيز جهود التنمية فى القارة الإفريقية، خاصة فى ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى لهذا العام، كما أنها تؤكد عمق ومتانة العلاقات بين الجانبين المصرى والألمانى على الصعيدين الثنائى والاقليمى.
وطبقًا لتقرير أعدته «الهيئة العامة للاستعلامات»، فإن هذه هى المرة الرابعة التى يزور فيها الرئيس السيسى ألمانيا، حيث كانت آخر زيارة فى منتصف فبراير من هذا العام للمشاركة فى «مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية».
كما تعد هذه هى القمة الثالثة من أجل إفريقيا التى تنظمها مجموعة العشرين والتى يشارك فيها الرئيس السيسى بعد تلقيه دعوة من المستشارة الألمانية ميركل للمشاركة فى أعمال القمة بهدف فتح قنوات حوار رفيعة المستوى بين رؤساء وحكومات الدول المشاركة ضمن مبادرة «CWA/Compact with Africa» من أجل تعزيز بيئة الأعمال وزيادة فرص الاستثمار فى دول القارة.
وضم برنامج أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل إفريقيا مؤتمرًا حول «الاستثمار»، تنظمه الجمعية الإفريقية – الألمانية للأعمال، إلى جانب مشاركة ممثلى الشركات التى لديها مشاريع استثمارية بالفعل فى دول CWA (مصر وإثيوبيا وبنين وبوركينا فاسو وكوت دى فوار وغانا وغينيا والمغرب ورواندا والسنغال وتوغو وتونس)، ومقاربتها مع مشاريع استثمارية فى بلدان أخرى، لوضعها فى دائرة الضوء وإظهار ما تم إحرازه من نتائج حتى الآن.
كذلك تم تخصيص حلقة نقاشية لبحث عدة ملفات، على رأسها، تفنيد فرص الاستثمار الألمانى المباشر فى القارة، إلى جانب استعراض مشاريع أهم الشركات الألمانية فى دول CWA، كما تضمنت القمة جلسة لطرح الرؤى ووجهات النظر بشأن سبل تعميق شراكة مجموعة العشرين مع إفريقيا، واستعراض سبل الوصول إلى الأسواق الإفريقية فى ضوء الفرص المتاحة والتحديات التسويقية القائمة بالفعل فى بعض البلدان. أما الجلسة الختامية ستتناول سبل التعاون من أجل زيادة معدلات النمو والاستفادة من الشراكات الجديدة بين المستثمرين والمؤسسات التنموية فى القارة.
ووفقًا لتقرير «الهيئة العامة للاستعلامات» تبنت المستشارة الالمانية «أنجيلا ميركل» منذ عام 2017 مبادرة «الشراكة من أجل إفريقيا/ CWA» من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، بهدف تعزيز النمو الاقتصادى المستدام والاستقرار بالقارة، ويشارك فى المبادرة حاليًا 12 دولة حيث انضمت إليهم توجو فى إبريل 2018، وبوركينافاسو فى أكتوبر 2019، حيث كان الانعقاد الأول للقمة فى يونيو 2017 فى ألمانيا، وحضرها عدد من قادة الدول الإفريقية فى مقدمتهم الرئيس السيسى الذى أكد أهمية هذه المبادرة للقارة بهدف خلق مناخ موات لجذب الاستثمارات لإفريقيا بشكل مستدام.
وفى أكتوبر 2018 شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرة الثانية فى أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين، حيث أعلنت خلالها المستشارة ميركل عن حزمة من التدابير لتعزيز هذه الشراكة من خلال؛ إنشاء صندوق استثمارى تنموى للشركات الصغيرة والمتوسطة من أوروبا وإفريقيا، تأمين صادرات واستثمارات الشركات الألمانية فى بلدان «الشراكة مع إفريقيا» ضد المخاطر السياسية ومخاطر التعثر فى السداد.
وإلى جانب قمة الشراكة مع إفريقيا، تساهم زيارة الرئيس إلى ألمانيا فى تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر والمانيا، حيث شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا تطورًا جذريًا منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى إلى ألمانيا عام 2015.
وزاد نطاق التعاون الثنائى بشكل لا يقتصر على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية والعلمية والثقافية فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات جديدة، مثل صناعة السيارات والطاقة وإدارة وتدوير المخلفات والتحول الرقمى والإنتاج الحيوانى، وذلك إلى جانب تكثيف التنسيق والمشاورات الدورية السياسية إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويعد هذا التطور الذى تشهده العلاقات بين البلدين نتيجة مباشرة لتكثيف التشاور واللقاءات بين الرئيس السيسى والمستشارة الألمانية، خلال السنوات الأربع الأخيرة، وقام السيسى بأربع زيارات لألمانيا أعوام 2015 و2017 و2018 و2019.
وايضًا قامت المستشارة «ميركل» بزيارتين إلى مصر الأولى فى مارس 2017 والثانية فى فبراير 2019، كما التقى الرئيس والمستشارة الألمانية مُؤخرًا مرتين على هامش أعمال قمة العشرين فى اليابان، ولاحقًا فى فرنسا على هامش أعمال قمة السبع الصناعية، وايضًا قام رئيس الوزراء بزيارة ألمانيا مرتين فى مدة أقل من ستة أشهر، وذلك فى يناير 2019، ثم يونيو 2019 على رأس وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال.
كما قام وزير خارجية ألمانيا «هايكو ماس» بزيارة إلى القاهرة يومى 29 و30 أكتوبر 2019، حيث التقى الرئيس السيسى، فضلًا على إجراء مباحثات مع وزير الخارجية المصرى تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
وعلى صعيد التعاون السياحى، مازالت السياحة الألمانية إلى مصر تحتل المركز الأول من إجمالى السياحة الأجنبية الوافدة للبلاد وذلك للعام الرابع على التوالى، حيث وصل عدد السائحين الألمان الذين قاموا بزيارة مصر عام 2018 إلى نحو 1.7 مليون سائح بما يتجاوز المستوى الذى تم تحقيقه خلال عام الذروة 2010، بما يعكس إدراك الجانب الألمانى للتقدم الذى أحرزته مصر على صعيد ترسيخ الأمن والاستقرار.
وبالنسبة لعلاقات التعاون الاقتصادى والتجارى، يرتبط البلدان بلجنة اقتصادية مشتركة تعقد اجتماعاتها بشكل سنوى بالتناوب بين البلدين، وعُقدت الدورة الخامسة للجنة فى القاهرة من 2- 4 فبراير 2019 برئاسة وزير التجارة والصناعة ووزير الاقتصاد والطاقة الألمانى، وناقش الوفد فرص زيادة الاستثمارات الألمانية بمصر وتدشين استثمارات مشتركة مع الجانب المصرى، وتعد مصر ثالث أكبر شريك تجارى لألمانيا فى الشرق الأوسط، وسجل حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2017 أعلى مستوياته بقيمة 5,8 مليار يورو، وعلى الرغم من انخفاض حجم التبادل التجارى عام 2018 إلى 4.48 مليار يورو بنسبة انخفاض 21.7%، إلا أن ذلك حمل بطياته مؤشرات إيجابية للجانب المصرى، حيث يرجع لانخفاض الواردات المصرية من ألمانيا بنسبة 29% مقابل زيادة ملحوظة فى الصادرات المصرية غير البترولية للسوق الألمانى للعام الثالث على التوالى بنسبة 9.4%.
ووفقًا لبيانات الهيئة العامة للاستثمار، يبلغ إجمالى حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر 640.6 مليون دولار حتى نهاية سبتمبر 2019، تتركز فى حوالى 1183 شركة بمجالات متنوعة «الصناعة، والسياحة، والانشاءات، والقطاع الخدمى، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات».
وتعد مصر من الدول ذات الأولوية بالنسبة للحكومة الألمانية فيما يتعلق بتقديم ضمانات للاستثمار، حيث تأتى ضمن أكثر 10 دول حصولًا على ضمانات الاستثمار الألمانية، ويبلغ حجم الالتزامات الألمانية إزاء ضمانات الاستثمار الممنوحة لمصر حاليًا 18 ضمانًا بقيمة 1.4 مليار يورو، بما يعكس ثقة الحكومة الألمانية فى مناخ الاستثمار المصرى.
كما تشمل علاقات التعاون بين الجانب المصرى والشركة الألمانية تطوير معهد وردان للتدريب فى قطاع السكك الحديدية بحيث يصبح مركز تميز تدريبى Center of Excellence من أجل تدريب 150-180 مهندسا مصريا.
وبعد ان سردنا العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا نرجع للزيارة، التى ألقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية، معربًا عن سعادته بالمشاركة فى قمة مجموعة العشرين وإفريقيا، موجّها الشكر للقائمين على تنظيمه، لما تمثله قضية جذب الاستثمارات من قاطرة لا غنى عنها فى تحقيق التنمية الشاملة المنشودة فى قارتنا الإفريقية.
وأضاف الرئيس السيسى، أنَّ قضية جذب الاستثمارات جزء لا يتجزأ من مكونات الاستقرار، نظرًا لأثرها الإيجابى والعابر لقطاعات الدولة، لما يصاحبها من زيادة من فرص التشغيل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، فضلًا على إضفاء طابع من الثقة لحالة الاقتصاد ككل، وبما يعزز من مساهمة القارة فى سلاسة القيمة المضافة فى العملية الإنتاجية على المستوى الدولى.
وتابع الرئيس أنَّه «علينا إدراك أنّ هذا التأثير الإيجابى للاستثمارات لا ينحصر فى المحيط الإفريقى فحسب، بل تمتد آثاره عبر البحر المتوسط لجوارنا الأوروبى، فى ظل تنامى الطبيعة المترابطة والمتشابكة التى باتت تتسم بها العلاقات الدولية على نحو غير مسبوق، ما يفسر حرصنا جميعا على التحاور وتبادل الآراء بشكل متواصل فى مختلف الأطر الدولية مثل اجتماعنا اليوم، وبما يرسخ مفهوم أنّ نهوض دولنا الإفريقية يحقق المنفعة المتبادلة بيننا».
كما تحدث السيسى عن الاقتصاد العالمى، قائلًا إنّه إذا كان هناك توافق على منطق التأثير المتبادل للاقتصاد، فيجب أن نعى حجم وتحديات ونطاق التحديات المحيطة بنا.
واستكمل الرئيس فى حديثه، أنّ قارتنا الإفريقية تمتلك من المقومات والموارد المتنوعة والموقع الجغرافى المتميز جنبا إلى جنب، مع ما لديها من إرادة سياسية ورؤية واضحة المعالم لتنفيذ إصلاحات وإقامة مشروعات الربط والاندماج الإقليمى، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، بما يؤهلها لأن تصبح أحد محركى النمو للاقتصاد العالمى، ويؤكد حفاظها خلال السنوات الأخيرة على كونها واحدة من أسرع المناطق نموا، واقتران معدل نمو التجارة البينية وتنامى تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر.
وأشار السيسى، إلى المبادرة الألمانية لإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار بإفريقيا، معتبرا إياه بمثابة تطور مهم نحو تحقيق الغايات المشتركة.
وأتمّ الرئيس كلمته بالتأكيد على وجود قصص نجاحات عديدة للشراكة بين ألمانيا، ودول القارة الإفريقية، موضحا: «لا يوجد مجال للتطرق إليها تفصيلا، والمغزى فى الاسترشاد بعوامل وظروف نجاحها وجعلها حافزا لمزيد من التعاون لما يمثل تطبيقا عمليا لمنطق المنفعة المتبادلة».
كما أعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن تهنئتها للرئيس عبدالفتاح السيسى بعيد ميلاده الخامس والستين، الذى وافق 19 نوفمبر، كما قدمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى ورؤساء الدول الإفريقية الذين شاركوا فى قمة العشرين.
وقالت ميركل، خلال كلمتها، فى افتتاح قمة العشرين المنعقدة فى العاصمة الألمانية برلين، إنَّ هناك الكثير من التفاهم بين أوروبا وإفريقيا، مشيرة إلى أن قمة العشرين وإفريقيا بحثت التحديات التى تواجهها القارة لحلها.
وأضافت، أن المبادرات المطروحة للقارة السمراء تنطلق من التجارة الخارجية، موضحةً: «هناك هيمنة على هذه المبادرة من ناحيتنا، ونحاول دفع التمويل العالمى فى المستقبل».
وتابعت قائلًا: أن هناك مشروعات جيدة جدًا تخص الاقتصاد الألمانى والاقتصاد الأوروبى عامةً، والذى نشجعه على الاستثمار فى إفريقيا، ونحاول تسهيل هذا التواجد فى إفريقيا، ونشكر البنك الإفريقى للتنمية بسبب مساهمته فى هذه القضايا.
وفى خلال الزيارة استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمقر إقامته ببرلين أنجريت كارينباور، وزيرة الدفاع الألمانية.
واكد الرئيس السيسى، أكد اعتزاز مصر حكومة وشعبا بالروابط الوثيقة التى تجمعها بألمانيا، وحرصها على مواصلة تعزيزها على مختلف الأصعدة خلال الفترة المقبلة فى إطار علاقة الشراكة بين البلدين، لا سيما فى المجال العسكرى فى ضوء ما يتعرض له الشرق الأوسط والمنطقة من تحديات كبيرة تفرض على مصر مسؤوليات ضخمة فى مجال حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود ومنع الهجرة غير شرعية.
وفى هذا السياق، تم التوافق على تعزيز قنوات التشاور والتنسيق بشأن مختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك والتى تمتد آثارها إلى خارج المنطقة، الأمر الذى يستدعى تكثيف التعاون بين البلدين.
من جانبها، أعربت وزيرة الدفاع الألمانية عن تقدير بلادها لما تشهده العلاقات المصرية الألمانية مؤخرًا من تنامٍ وازدهار، مؤكدةً اهتمام ألمانيا بتعميق تلك العلاقات المثمرة بما لها من تاريخ ممتد، خاصةً فى ظل التنسيق المكثف من خلال اللقاءات الثنائية المتعددة بين الرئيس والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل».
كما أكدت «كارينباور»، أهمية العمل على ترسيخ الجانب العسكرى والأمنى فى إطار علاقات التعاون المشترك بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مشيدةً بالجهود المصرية فى هذا الصدد لدحر تلك الآفة، وهو الأمر الذى عزز من دور مصر التاريخى فى المنطقة كركيزة للأمن والاستقرار.
وذكر المتحدث الرسمى، أن اللقاء شهد بحث سبل تعزيز التعاون العسكرى، حيث تم الاتفاق على الاستمرار فى تطوير وتعزيز التعاون القائم على هذا الصعيد، كما شهد اللقاء التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما سوريا وليبيا، حيث توافقت وجهات النظر بخصوص الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتماسك مؤسساتها الوطنية، بما يلبى تطلعات شعوب المنطقة فى استعادة الأمن والاستقرار.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزير التعاون الاقتصادى والإنمائى بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بلقاء وزير التعاون الاقتصادى والإنمائى الألمانى، معربًا عن التطلع لتعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك مع ألمانيا خاصة فى مجال التعليم الأساسى والفنى، وعن اهتمام مصر بالاستفادة من نظام التعليم الألمانى وخبرته العريقة على خلفية التجارب الناجحة للمدارس الألمانية فى مصر وما تقدمه من تعليم أكاديمى عالى الجودة يسهم فى تطوير وبناء الشخصية، مما يستوجب التعاون المشترك لنشر تلك التجربة على نطاق اوسع، وذلك فى اطار استراتيجية الدولة وجهودها لبناء الإنسان المصرى.
ومن جانبه، أكد وزير التعاون الاقتصادى والإنمائى الألمانى حرص بلاده على تعظيم التعاون مع الحكومة المصرية فى مختلف المجالات التى من شأنها أن تصب فى صالح العملية التنموية الجارية فى مصر، لا سيما فى ظل الجهود التى تبذلها مصر على كافة الأصعدة من خلال تحقيق العديد من النجاحات الاقتصادية والتنموية، بالإضافة إلى ما تمتلكه مصر من مقومات وامكانات كبيرة تفتح مجالات عديدة للتعاون الثنائى، فضلًا على محورية الدور المصرى فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام فى محيطها الإقليمى.
وأيضًا التقى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم مع الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بمقر القصر الرئاسى ببرلين.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أجرى مباحثات موسعة مع الرئيس الألمانى، حيث أعرب سيادته فى مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال، مشيدًا سيادته بعلاقات الصداقة المصرية- الألمانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادى والتجارى من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية فى مصر، خاصةً فى ظل أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال، وكذا ما يكنه الشعب المصرى من احترام لنموذج الشعب الألمانى الذى يتميز بالجدية والالتزام والتفانى فى العمل.
كما أعرب السيد الرئيس عن التقدير لقيام ألمانيا بتسليم مصر نسخة الكتاب الأثرى «أطلس سديد»، الذى تم تهريبه من مصر سابقًا، والذى اصطحبه وزير الخارجية الألمانى أثناء زيارته لمصر نهاية أكتوبر 2019، معربًا سيادته عن التطلع إلى مزيد من التعاون المشترك لمواجهة الاتجار غير المشروع فى التراث الثقافى والقطع الأثرية.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس الألمانى رحب بالسيد الرئيس، معربًا عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين. كما أشاد الرئيس الألمانى بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأزمتين الليبية والسورية، وكذلك القضية الفلسطينية التى توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقًا للمرجعيات الدولية.
كما أشاد «شتاينماير» بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصةً فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.
وفى إطار هذا استطلعت «السوق العربية» رأى الخبراء للتعرف على أهمية هذه الزيارة بالمسبة لمصر والدول الإفريقية.
فى البداية قال الدكتور على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، إن مصر وألمانيا يجمعهما تعاون كبير فى كافة المجالات منها الطاقة وخاصة الجديدة والمتجددة وكذلك الصناعة ومنها صناعة السيارات فضلا على التعاون فى مجال التعليم الفنى، بهدف الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الألمانية فى هذه المجالات.
وأكد الإدريسى، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لألمانيا استهدف تعميق هذا التعاون وزيادة الاستثمارات الألمانية المباشرة فى مصر ورفع معدلات التبادل التجارى والتسويق والترويج للنجاحات التى حققها الاقتصاد المصرى وخاصة بعد نجاح برنامج الإصلاح وتحسن مؤشرات الاقتصاد الكلى.
وأضاف الخبير الاقتصادى، إن الزيارة أيضا كانت فرصة للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة لزيادة التعاون أكثر بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه على مستوى القارة الإفريقية فإن انعقاد قمة العشرين وإفريقيا ستعمل على زيادة تواجد ألمانيا فى مشروعات البنية التحتية والطاقة فى القارة لدعم الخطط التنموية.
وأشار إلى أن الرئيس السيسى بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقى عرض فى القمة كافة الملفات المهمة للقارة الإفريقية وعلى رأسها ملف التنمية، كما تناول أهمية منطقة التجارة الحرة الإفريقية التى دخلت حيز التنفيذ، والتى تمثل فرصة للتعاون بين الدول الإفريقية وألمانيا، وكذلك رؤية إفريقيا 2063 التى تحمل الكثير من الآمال للقارة الإفريقية.
وأكد الإدريسى، أنه فى الفترة الأخيرة تغيرت إفريقيا للأفضل وأصبح هناك تنسيقا ورؤى موحدة ونبذ للخلافات والتعصب فى ظل رغبة إفريقية لاستغلال موارد القارة الاستغلال الأمثل، وهو أمر سيحدث بزيادة التعاون والتنسيق مع الدول الكبرى ومن بينها ألمانيا.
كما كشف السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن تفاصيل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا قائلا: أن الرئيس السيسى سافر بثلاثة باسبورات مختلفة.
وأشار بيومى، فى تصريحاته، إلى أن الرئيس السيسى سافر كممثل رئيس الاتحاد الإفريقى، والتقى زعماء أغنى 20 دولة فى العالم، والباسبور الأخير العلاقات المصرية- الألمانية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس السيسى مهتم بالتنمية فى القارة الإفريقية، وسيكون هناك استثمارات أوروبية فى القارة الإفريقية بالمشاركة المصرية.
وتابع قائلًا: أن محاربة الجريمة المنظمة كالهجرة غير المشروعة، وغسيل الأموال، وتعريب المخدرات، والأزمة الليبية من الملفات التى تمت مناقشتها فى القمة.
ويقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن مشاركة الرئيس السيسى بقمة العشرين تأتى فى إطار اهتمام الجانب الألمانى بإفريقيا ومصر، من أجل دعم التعاون الاقتصادى بين إفريقيا ودول مجموعة العشرين من خلال عمل مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء.
وأضاف فهمى، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن قمة برلين تهدف لإطلاق مبادرات عملية الغرض منها دعم التعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية ومجموعة العشرين من خلال تقديم مبادرات ومشاريع بهدف دعم التنمية فى البلدان الإفريقية وجذب الاستثمارات إليها، مشيرًا إلى أن ألمانيا صاحبة فكرة المبادرة منذ تولى رئاسة القمة عام 2017م.
وأكد استاذ العلوم السياسية، أن الرئيس السيسى التقى رجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الألمانية، واستعرض كافة تطورات الإصلاح الاقتصادى ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجارى العمل بها مشيرا إلى أن ألمانيا تقود قاطرة الاتحاد الأوروبى مع فرنسا، وتمثل ثقلًا اقتصاديًا كبيرًا، لافتًا إلى أن التحرك الرئاسى للرئيس السيسى هو الذى أعاد تقديم إفريقيا للعالم وليس لأوروبا بفضل مجهودات الرئيس وتحركاته الدبلوماسية النشطة وباعتباره رئيس الاتحاد الإفريقى لهذا العام.
وأوضح فهمى، أن العلاقات المصرية- الألمانية نموذج يمكن الاعتماد عليه أوروبيًا وعربيًا، خصوصًا مع حجم الاستثمارات الألمانية الكبيرة فى مصر وهى أيضًا أحد مصادر التسليح لمصر إضافة إلى دورها الداعم للعلاقات العربية الأوروبية، ومن ثم فإن حضور الرئيس القمة يؤكد إدراك مشترك مصري- ألمانى على ضرورة تطوير وتنمية العلاقات بصورة كبيرة ووفق قاعدة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة التى تم إرساؤها ما أدى لتنامى الاستثمارات الألمانية بصورة كبيرة فى مصر.
وفى نفس السياق.. قالت الدكتورة يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن القيادة السياسية المصرية، اعتمدت على خبرات عدد من الشركات الألمانية فى مجال الكهرباء وصناعة السيارات، على أسس جديدة، من أجل زيادة القيمة المضافة فى مصر، ولتوطين تلك التكنولوجيا، ويعتبر هذا توجها مهما جدا مقارنة بما كان يتم فى مصر من عملية التجميع فقط.
وأضافت الحماقى، فى تصريحاتها، أن مصر بدأت تولى اهتماما كبيرا بالسيارات الكهربائية، وتحاول حاليا نقل تلك التكنولوجيا بخلاف اهتمامها بالبحث العلمى فى هذا السياق، موضحة أن القيادة السياسية، تعلم أهمية ربط الصناعة بالبحث العلمى: «مازلنا بحاجة إلى مزيد من الجهد لربط الصناعة بالبحث العلمى».
وأكدت استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن العلاقات المصرية- الألمانية تتمتع بخصوصية فى مجال التعليم الفنى والمبادرات العديدة، التى ساعدت بها ألمانيا مصر لتدريب العمالة الفنية، مشيرة إلى أن مصر ومنذ رئاستها للاتحاد الإفريقى، وهى تحاول جاهدة فى إدماج الاقتصاد الإفريقى مع الاقتصاد المصرى.
بينما قال علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية فى ألمانيا، إن العلاقات المصرية- الألمانية شهدت طفرة كبيرة فى كافة المجالات خلال الآونة الأخيرة، لافتًا إلى أن مصر تعد شريكا أساسيا للدولة الألمانية فى كثير من القطاعات.
وأشار ثابت، من ألمانيا، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات مجموعة العشرين وإفريقيا، دليلًا على مكانة مصر فى المحافل الدولية، والتى لعبت دور مميز خلال القمة، حيث إن السيسى رأس القادة الأفارقة، وألقى الكلمة عنهم كونه رئيس الاتحاد.
كما وجه رئيس بيت العائلة المصرية فى ألمانيا، التحية للوفد المصرى التى تواجدت مع الرئيس، مضيفًا إلى أنه رغم البرد والمطر، أصر جموع المصرين المشاركين فى استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، واعرب عن سعادته لنجاح الزيارة، لافتًا إلى أنها تعكس علاقة مصر ومكانتها فى المجتمع الدولى.