منوعات
التغير المناخي يهدد وجود أقدم نوع من الأشجار في العالم
السبت 14/يناير/2017 - 03:33 م
طباعة
sada-elarab.com/19890
ميثوسيلا، هي شجرة من الصنوبر المعمّر (Pinus longaeva) يبلغ عمرها 4,845 عاماً، وتتواجد في منطقة الحوض العظيم في الجبال البيضاء في كاليفورنيا، وتعتبر أحد أقدم الأشجار على وجه الأرض. وفي الواقع، فإنها قديمة جداً لدرجة أنها كانت مجرد بذرة عندما كانت الأهرام المصرية قيد البناء. ومنذ أن ظهرت فوق التراب، صمدت هذه الشجرة في وجه الحروب، والثورات الثقافية، وظروف الطقس القاسية، وكل الصعوبات الأخرى التي تعرضت لها. والآن، وبعد أكثر من 48 قرناً من الحياة والتاريخ، تواجه هذه الشجرة أصعب التحديات التي مرت عليها على الإطلاق، وهو التغير المناخي.
تقف الأشجار العملاقة حول العالم -مثل ميثوسيلا - شواهد تاريخية حية لهذا الكوكب، ولكن دراسة جديدة تتوقع أن التغير المناخي قد يؤدي إلى انقراضها. بريان سميذرز، أخصائي البيئة في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف مشارك في دراسة حديثة عن عمالقة الغابة المميزة، يقول: "أعتقد أن ما سيحدث، على الأقل في بعض المناطق، هو أننا سنخسر الصنوبر المعمر".
من الناحية التاريخية، ازدهر الصنوبر المعمر في المناطق المرتفعة من الجبال البيضاء في كاليفورنيا، لأنها تكيفت لتحمُّل درجات الحرارة في المناطق تحت خط الأشجار (الحد الذي يتوقف عنده نمو الأشجار بسبب البرودة) مباشرة. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ينتقل خط الأشجار في الجبال نحو الأعلى، وبالتالي يمكن ببساطة توقع أن هذا النوع سيبحث عن مناطق أكثر ارتفاعاً أيضاً. ولكن، تحتل هذه المناطق الأعلى أعداد أكبر من نوع آخر من الصنوبر، وهو الصنوبر المنحني، وذلك بفضل أحد أنواع الطيور التي تنشر بذوره. يقول سميذرز: "من يصل إلى المرتفعات أولاً، سيفوز. ويبدو أن الصنوبر المنحني أكثر قدرة على الوصول إليها بشكل أسرع".
مع نمو أشجار الصنوبر المنحني، فإنها تستحوذ على الضوء والماء الضروريين لحياة أشجار الصنوبر المعمر الأبطأ نمواً، والتي تستطيع النمو في المناطق العليا، مما يؤدي في المحصلة إلى احتلال هذه المناطق بالكامل من قبل الصنوبر المنحني. أما الصنوبر المعمر الموجود في المناطق الأقل ارتفاعاً، فسوف يتعرض للظروف غير المناسبة، والأعلى حرارة، التي تسبب بها التغير المناخي.
تقتصر خسائرنا في أقدم أنواع الأشجار على الصنوبر المعمر. وفقاً لمقالة نشرتها مدونة ثينك بروجريس في 2012، فإن كبار علماء البيئة "قاموا بتوثيق زيادة مخيفة في معدل الموت للأشجار التي يتراوح عمرها بين 100 و300 سنة، في الكثير من الغابات، والمناطق الشجرية، والسافانا، والمناطق الزراعية، وحتى في المدن في جميع أنحاء العالم". واستجابة لهذا، يحث الباحثون على زيادة التركيز على الجهود التي يمكن أن تساعد في تحديد سبب هذه الخسارة السريعة للأشجار التاريخية، حتى نتمكن من تطبيق استراتيجيات فورية لمعالجة هذا الوضع.
ركزت دراسة أحدث، تم نشرها في Nature World News، على تغير معدل النمو للأشجار تاريخياً ضمن الظروف المناخية السابقة. وتوقع الباحثون أن الولايات المتحدة ستشهد تناقصاً بنسبة 75% في معدل نمو الأشجار في الجنوب الغربي، ومع ارتفاع حرارة الكوكب، سيدفع هذا بالكثير من الغابات إلى مستويات حرجة بحلول العام 2050. وعندها، لن يبقى لدى الغابات القدرة على حمايتنا من آثار التغير المناخي بتعديل الانبعاثات الكربونية.
بجمع هذا التأثير السلبي على أنواع الأشجار في الكوكب مع العدد المتزايد باستمرار من الحيوانات والنباتات الأخرى التي تواجهالانقراض، يمكن أن نستنتج أن البشر ليسوا النوع الأحيائي الوحيد الذي يتعرض للعواقب المدمرة للتغير المناخي الذي سببه الإنسان أيضا .