منوعات
المزرعة الجوراسية: علماء يخططون لإعادة حيوان منقرض إلى الحياة
الجمعة 13/يناير/2017 - 11:58 ص
طباعة
sada-elarab.com/19673
أصبحنا قادرين على إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة فعلياً، وذلك بفضل التطورات في دراسة الجينات وبالطبع سيقفز الطفل الكامن في أعماقنا فوراً إلى فكرة إعادة الديناصورات (ووضعها في متنزه مخصص لها أيضاً) ولكن لماذا لا نعيد حيوانات أكثر فائدة، لإحداث التوازن البيئي؟
هذه هي الفكرة التي يتمحور حولها برنامجان في مشروع ريوايلدينج يوروب والذي يسعى لإعادة نوع منقرض من الماشية يسمى أوروك. وهذه المواشي - والتي يبلغ طولها 2.13 متر (7 أقدام)، وتزن حوالي 1,000 كيلو غرام - كانت فيما مضى تعيش في براري أوروبا وآسيا، ولكن الأوروك الأخير مات في 1627.
يقول ووتر هيلمر، مؤسس ريوايلدينج يوروب، لصحيفة ذا تيليجراف: "كانت المواشي البرية أحد الأنواع الحية التي ساهمت في تشكيل الأراضي الأوروبية على مدى مئات آلاف السنين". البرنامجان: مشروع توروس وعملية توروس، يعتمدان على طريقة تسمى التناسل العكسي، وذلك لإعادة إحياء الأوروك.
تعتمد تقنية التناسل هذه على السماح بالمزيد من الصفات المتعلقة بالأوروك - الموجودة في أنسال محددة من المواشي - بالظهور في كل جيل. ومع مشروع توروس، فقد بدأ التناسل العكسي فعلياً في 2008. ويبدو كل جيل ينتج عن عملية التناسل أقرب إلى المظهر الأصلي للأوروك.
وفقاً لـ رونالد جوديري، الأخصائي البيئي ومدير مشروع توروس:
ما نراه في الجيل الثاني هو أن ألوان الحيوانات قريبة جداً لألوان الأوروك فالثيران سوداء اللون مع خط أبيض على الظهر على طول العمود الفقري قد ازداد ارتفاع سيقانها والمسألة الأكثر تعقيداً هي حجم وشكل القرون. أعتقد أنه في بعض الحالات الفردية يمكن أن نرى حيواناً يحقق ما نريده بنسبة 75%.
من ناحية أخرى فقد تمكنت عملية توروس من توليد حوالي 300 عجل تحمل الـ دنا الخاص بالأوروك يقول دوناتو ماتاسينو، أحد أفراد الفريق: "تحمل هذه العجول أعلى نسبة من المادة الجينية للأوروك لا أعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى حيوان يطابق الأوروك تماماً ولكن يمكن أن نقترب من هذه النسبة كثيراً".
يمكننا القول: إنّ التناسل العكسي يعتبر تقنية لتعديل الجينات بشكل غير مباشر ولا تتطلب تقنيات أخرى للهندسة الجينية في متناول أيدينا حالياً ما تعتمد عليه هذه التقنية، فعلياً هو البيانات التي يقدمها التتابع الجيني الكامل للأوروك والذي تم إنجازه بالاعتماد على عظم عضد عمره 6,700 عام تم العثور عليه في كهف في المملكة المتحدة ما يجعل التحقق من مدى قرب المادة الوراثية للعجول، ممكناً في كلا المشروعين، من التتابع الأصلي.
بالطبع، سيستغرق هذا الأمر بعض الوقت كما يقول جوديري: "نعتقد أننا سنحصل بعد ستة أو سبعة أجيال على قطيع مستقر من ماشية توروس وسيستغرق هذا ما بين سبعة وعشرة أعوام إضافية".
ولكن هذا العمل يستحق الجهود المبذولة فيه بلا شك، وذلك من حيث تأمين التوازن للبيئة الأوروبية كما يشرح هيلمر: "إذا انعدمت الكائنات العاشبة الكبيرة فإن الغابات ستنتشر بسرعة كبيرة تحافظ العواشب الكبيرة على مساحات مفتوحة من الأرض وتخلق تنوعاً فيها ما يساعد الآلاف من أنواع النباتات والحيوانات والحشرات".
كل ما نحتاج إليه الآن هو أن نضمن عدم انقراضها ثانية.