منوعات
تعرف على أسباب زهو و ثبات الألوان في رسومات الفراعنة
الأحد 08/ديسمبر/2019 - 02:55 م
طباعة
sada-elarab.com/189441
قال الباحث الأثري أحمد عامر بأن المصريين كانوا يتميزون طوال عصورهم بالدقة والإتقان في أعمالهم، فنجد أن الألوان إستخدمت منذ العصور المصرية القديمة ، حيث كان المصرى القديم يقوم برسم وتسجيل أعماله اليومية التى كان يقوم بها و أيضا كان يقوم بتسجيل النصوص الدينية على الجدران و المقابر حيث كان يعتقد فى البعث والخلود، فلهذا يعتبر الرسم والتسجيل على الجدران والمعابد لها هدفين إحدهما دينى والآخر دنيوى ولقد ساعده فى ذلك تعدد الألوان و المصادر اللونية التى كان يستخرج منها اللون ، و قد كان النحت و التلوين حرفاً وثيقة الصله بمصر القديمة بحكم ما كان واقعاً من تلوين كافه أعمال النحت فى الخشب والأحجار اللينة والأحجار الصلبة احياناً، وقد إستخدمت المواد الملونة فى التصوير منذ عصور ما قبل التاريخ على جدران الكهوف الصخرية ، بل إمتدت عبر العصور التاريخية المختلفة ، فقد إستطاع الفنان من خلال تلك التكوينات اللونية التعبير عن تقاليده و معتقداته و إستطاع ان يتخلص من القيود ورسم الاشياء مع عدم مراعاة المنظور و قواعده.
و أشار "عامر" إلى أن المصريون القدماء كانوا يستخدمون سبعة ألوان في الرسم والتصوير هي الأصفر، والأحمر، والأزرق، والأخضر، والبني، والأسود، والأبيض، وكانوا يستخرجون بعضها من النباتات كالنيلة مثلاً، وبعضها الآخر من المعادن، وقد لاحظ علماء الآثار أن الألوان المعدنية و خصوصاً اللون الأزرق، يبقى حافظاً لبهجته ولا يمل إلى الخضرة ولا السمرة مع تعريضه للهواء، حيث كانوا يُركبونه من الرمل وبرادة النحاس وبيكربونات الصودا المحروقة، أما الألوان الثلاثة، الأحمر، والأصفر، والبني، فكانوا يستخرجونها من المغرة، كما أن اللون الأبيض كانوا يستخرجونه من الجير والجبس، ونجدهم في مقابر طيبة كانوا يرسمون الأشكال أولاً بالطباشير ثم يضعون عليها مادة ناعمة مركبة من المصيص الجيد والغراء الشفاف، ثم يلونونها باللون الذي يريدون، وكان الكهنة لا يسمحون إلا باستعمال هذه الألوان في كتاباتهم، وكانت لهذه الألوان رموز ودلالات ومعنى، فهي لم تكن اختيارات عشوائية بل اختيارات مبنية على معتقد.
و تابع "عامر" بأن اللون الأسود كان يرمز للخصوبة، للبعث من جديد، كما هو رمز للحفظ من التلف، هو لون طمي النيل الذي يحمله معه في كل فيضان والذي هو سبب خصوبة التربة، وهو لون استعمل للآلهة "أوزيريس" و"أنوبيس"، و اللون الأزرق كان رمز للهواء والسماء، وهو لون الإله "أمون" الذي كان في الأصل إله الريح، اللون الأصفر هو لون الذهب والشمس ساعة الشروق، رمز الخلود، وكما يعتبر اللون الأصفر لون جسد الآلهة، اللون الأبيض لون الفرح والبهجة وأيام الاحتفالات، كما يعتبر لون النور المنبعث من الظلام، هو أيضاً لون الفضة التي منها تتكون عظام الآلهة، اللون الأخضر يرمز إلى الخضرة والنبات، وأيضاً إلى الشباب والصحة الجيدة والإحياء والتجدد، ويصوّر أيضاً الإله "أوزيريس" بجسدٍ أخضر اللون، اللون البني وهو لون الطمي، وكان الرسامون يلوّنون بشرة الرجال باللون البني، دلالة على القوة والإستمرار في العمل.
