طباعة
sada-elarab.com/174932
احتفل العالم الإسلامي منذ أيام بمولد الرسول الكريم في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، حيث أضاء بحسنه الكون. ويترقب المسلمون في جميع انحاء العالم يوم ميلاد سيد الخلق اجمعين ؛ الذي قال فيه الله تعالى "وإنّك لعلى خلق عظيم". نزلت هذه الآية في سيدنا محمد؛ فقد كان أحسن الناس خَلقاً وخُلقاً.
فقد كان رسولنا الكريم ثورة ضد الكفر والفساد, بدءا من فساد العقيدة؛ فقد جاء ليحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وجاء ليقضى على الأخلاق الذميمة والعصبيات الجاهلية, وينشر بدلا منها, الأخلاق القويمة الحميدة, ويدعو إلى الخير وينهى عن الشرّ والإفساد؛ جاء ليقضى على كل مظاهر الفساد الاقتصادية والاجتماعية ويؤصل بدلا منها كل ما هو حسن وكل ما من شأنه أن ينهض بالأمة ويجعلها رائدة العالم كله.
فحارب العصبية والجهل والارهاب حتى لو كان مزاحا فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا” ودعا نبينا الكريم الى التسامح والعلم وتعمير الارض وفي سيرة الرسول -مواقف لا تُعدّ ولا تحصى من الخير، فقد كان -عليه السلام- جوادًا وكريمًا ومِعطاءً، وهو خير من حمل الرسالة وبلّغ الأمانة، وكان يعطف على الصغار ويصل الأرحام ولم يكذب في حياته قط ووصفه اهل مكة بالصادق الامين، كما كان يُعطف على اليتيم ، ويحترم الجار ويردّ الحقوق إلى أصحابها، ولا تأخذه في الحق لومة لائم، ولا يثنيه عن الحق أو الدعوة أيّ شيء، أما في الغزوات فقد كان يتقدّم صفوف المحاربين، وفي الوقت نفسه كان عطوفًا ورحيمًا مع أهل بيته ومع الآخرين.
من اجل هذة الصفات واكثر يجب ان نهتدي بهدية وسنته ولنجعل شوقنا للصادق الأمين متجدداً لا يخبو، دافعاً لنا لعمل الخير واستحضار الرقابة الإلهية والنبوية لنا كما قال الله في عزيز كتابه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، ولنعتصم بحبل الله وسنة رسوله لئلا نضل أبداً، ولنلحق بمراكب الغانمين بشفاعته وحلاوة جواره يوم الدين.