منوعات
كاتب بريطاني: 2017 عام "كوربين" و"ميركل" وليس عام "لوبان"
حاول الكاتب البريطاني ستيفن بوش أن يتوقع بعض المستجدات على الساحة السياسية الأوروبية في العام الجديد 2017 ، مستهلاً مقاله في مجلة "نيوستيتسمان" البريطانية بترجيح أن يظل جيرمي كوربين قائدا لحزب العمال المعارض ما دام هو يرغب في ذلك.
ولفت الكاتب إلى خروج كوربين من العام الماضي أكثر قوة من ذي قبل ، رغم محاولات الإطاحة به من منصب زعامة الحزب.
ورصد بوش قلقا تتزايد حدته بين أعضاء حزب العمال إزاء ما يعتبرونه بمثابة انعطاف يميني في الحزب تجاه الهجرة ؛ وإزاء ما يعتبره الكثيرون عزوفا من جانب قيادة الحزب عن الإدلاء بأحاديث صحفية ، واستبعد الكاتب أن يتمخض هذا القلق عن معارضة قوية لكوربين.
وقال إنه على الرغم من سهولة تخيّل ظهور مرشح قادر على أن يحلّ محل كوربين سواء أكان مواليا لأوروبا أو داعما للهجرة أو يحظى بشعبية في البلاد ، إلا أن مثل هذا المرشح ليس موجودا الآن في البرلمان نائبا عن حزب العمال ، وهذه هي المسألة.
وعن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا 2017 ، رأى الكاتب أن ذلك لو حدث فإنه لن يكون باختيار رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
ثم انتقل إلى الساحة السياسية الألمانية ، مرجحا استمرار آنجيلا ميركل مستشارة للبلاد ، ولكن مع تناقص نفوذها ، لافتا إلى أن قرار ميركل السماح لمليون لاجئ بالدخول إلى ألمانيا جعلها شخصية مكروهة من أحزاب اليمين.
ورأى الكاتب أن مستقبل ميركل مرهون بمدى نجاح أحزاب اليسار - "الديمقراطيين الاجتماعيين" والحزب اليساري وحزب الخضر - التي لو اتحدت معا في ائتلاف واحد فقد يطيحوا بميركل.
وعن الساحة السياسية الفرنسية ، رجح الكاتب عدم فوز زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان بالرئاسة ، على الرغم مما تحظى به ما وصفها بالمرشحة الفاشية من فرصة قوية للفوز في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية إن لم تحسمها من الجولة الأولى.
ولفت الكاتب إلى أنه إذا كان دونالد ترامب قد فاز في أمريكا ، وحملة الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت" فازت في بريطانيا، فإن هذين الفوزين جاءا متسقين مع الثقافة السياسية في كل من الدولتين ؛ ففي حملة التصويت لصالح خروج بريطانيا "فوت ليف" كان التشكك في الاتحاد الأوروبي جزءا لا يتجزأ من السياسات البريطانية ، تماما كما تعتبر السياسات الرجعية البيضاء جزءا لا يتجزأ من قصة السياسة الأمريكية.
أما سعي مارين لوبان للفوز بالرئاسة الفرنسية فتعترضه عقبتان رئيسيتان : أولاهما أن مرشحة اليمين المتطرف لم تسيطر على مؤسسة يمين الوسط، وثانيتهما أنها (لوبان) تجذف ضد التيار السياسي الفرنسي .. وثمة عادة متأصلة في الانتخابات الفرنسية تتمثل في التصويت ضد الأحزاب المعاكسة للتوجه السياسي في البلاد ، وعليه فمن المرجح أن يتعاون اليسار والوسط بأصواتهما للإبقاء على مارين لوبان خارج الإليزيه في 2017.