رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

" صدي العرب " تنشر حكاية المغربى المتحول لوالى صالح بقنا

الثلاثاء 27/ديسمبر/2016 - 04:23 م
صدى العرب
طباعة
محمد فتحى
 ولد عبد الرحيم القنائى في مدينة ترغاى بإقليم سبتة في المغرب الأقصى سنة 521 هجرية وقد نشأ هناك وترعرع  تتلمذ على كبار العلماء فلم يكد يصل الثامنة من عمره حتى كان قد حفظ القرآن الكريم وجوده تلاوة وفهما وتوفى والده في الثامنة عشرة من عمره رحل عبد الرحيم إلى دمشق حيث التقى هناك بأخواله وأهل والدته الذين أكرموا وفادته وسهلوا له مهمة الاتصال بكبار العلماء والفقهاء هناك.
وقد أمضى فى دمشق سنتين نهل فيهما من علوم المشارقة كما تفقه في علوم المغاربة ثم شده الحنين إلى العودة إلى مسقط رأسه فشد رحاله إلى ترغاى حيث أهله وعشيرته وكان قد بلغ في ذلك الوقت العشرين من عمره.

وقد كان لامتزاج الثقافتين الشرقية والغربية أثرهما فى نفس عبد الرحيم فقد خلقت منه شخصية مصقولة متكاملة رغم حداثة سنه فقد دعى ابن العشرين ليحضر حلقات الدرس فى الجامع لا كتلميذ بل كمدرس حل محل والده فامتلأ المسجد حتى لم يعد فيه مكان لقادم إذ لم يقتصر الأمر على أهل ترغاى بل وعلى أهالي منطقة سبتة كلها الذين أتوا ليروا ابن شيخهم الذي وفد إليهم من دمشق وليستمعوا إلى المعلم الذي جمع بين ثقافتي المغرب والمشرق وليروا أثر ذلك مع ابن العشرين.
وقد أمضى عبد الرحيم خمس سنوات فى ترغاى يقوم بمهمة الوعظ والإرشاد عن واجبات المسلم نحو ربه ومجتمعه بأسلوب ساحر أخّاذ أبكى المستمعين تأثرا وإعجابا .
أحداث المشرق فى ذلك الوقت من تكتل قوى الاستعمار الأوروبي المقنع تحت اسم الصليب للهجوم على بلاد المشرق واستعمارها كانت تشد تفكيره بقوة إلى المشرق حيث كان يرى وجوب تكتل كل قوى المفكرين من المسلمين لحماية الدول الإسلامية وتعبئ كل القوى المادية والمعنوية لحمايتها من التفكك والضعف والانحلال الذى أوشك أن يصيبها.
وفى تلك الأثناء توفيت والدته الأمر الذي جعله بالإضافة إلى الأسباب السابقة أن يفكر فى الرحيل إلى المشرق فرحل من ترغاى ميمنا وجهه شطر الحجاز لتأدية فريضة الحج وفى طريقه مر بمدينة الإسكندرية والقاهرة فتركا فى نفسه أثرا لم تمحه رحلته المقدسة إلى البلاد الحجازية.
وبقى فى البلاد الحجازية تسع سنوات قضاها متنقلا بين مكة والمدينة ينهل من علم وفضل فقهائها وعلمائها تارة وعابدا معتكفا بالبيت الحرام أو بمسجد المدينة تارة أخرى أو متنقلا يسعى فى مناكبها للاتجار فى بعض المحاصيل سعيا وراء كسب الرزق حتى يستطيع التفرغ للعبادة والعلم دون أن يمد يده للاستجداء أو أن يكون عالة على أحد.
 حتى إذا كان موسم الحج العاشر التقى بمكة بأحد الشيوخ الأتقياء الورعين القادمين من مدينة قوص عاصمة صعيد مصر في ذلك الوقت وهو الشيخ مجد الدين القشيرى وبعد أن أمضى عبد الرحيم ثلاثة أيام بقوص رحل إلى قنا حيث التقى بالشيخ القرشي أحد أوليائها الصالحين فانعقدت أواصر الألفة بينهما وتحابا وتزاملا في الله.
وقد ساعد جو قنا الهادئ الشيخ عبد الرحيم على حياة التأمل فأمضى عامين كاملين يتعبد ويدرس ويختلي بنفسه ليتعرف على خباياها ولا يقطع عليه هذا الاختلاء وذاك التعبد إلا خروجه للتجارة التي يعتمد عليها فى معاشه فقد كان رحمه الله قد اتخذ لنفسه منهاجا لا يحيد عنه طوال حياته وهو العمل بيده حتى يكسب قوته.
وقد درت عليه التجارة فى قنا ربحا وفيرا ساعدته على الإنفاق على فقراء الطلاب والراغبين فى العلم وغير القادرين من أبناء المسلمين.
وقد كانت لسيدى عبد الرحيم مدرسته الصوفية الخاصة التي تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها إذ كان يقول: إن الدين الإسلامي دين علم وإخلاص فمن ترك واحدة فقد ضل الطريق.
وقد أفاض فى شرح نظريته هذه فى كتاباته إذ كان يهتم- رضي الله عنه - دائما بالحديث عن العلم إيمانا منه بأن العلم دعوة سماوية ومتممة للعمل.
وقد ترك الشيخ عبد الرحيم الكثير من المؤلفات منها تفسير القرآن الكريم ورسالة فى الزواج وكتاب الأصفياء وغيرها كثير.
ولما تولى الأيوبيون مقاليد الأمور فى مصر عملت جاهدة على القضاء على المذهب الشيعي السائد فى عهد الدولة الفاطمية ونشرت المذهب السني وكانت وسيلتها فى ذلك تولية شئون البلاد وحكمها لأصحاب المذهب السني وخاصة المذهب الشافعي،مذهب الأيوبيين الخاص فقد أصدر الملك العزيز بالله ابن صلاح الدين الأيوبي قرارا بتعيين الشيخ عبد الرحيم شيخا لمدينة قنا ومنذ ذلك التاريخ أصبح شيخنا يعرف بالقنائى.
 وقد تزوج الشيخ عبد الرحيم بابنة الشيخ القشيرى وبعد وفاتها تزوج ثلاثة أخريات أنجب منهن تسعة عشر ولدا وبنتا. واستقر الشيخ عبد الرحيم القنائى بقنا يلى شياختها وكان مركزه زاوية بجانب ضريحه الحالي يجتمع فيها بالوافدين عليه من كل مكان واستمر كذلك حتى توفى سنة 592هجرية بعد أن عاش 72 عاما .
أما مسجد سيدي عبد الرحيم القنائى الملحق به ضريحه الموجود حاليا فيرجع إلى النصف الأول عن القرن العشرين إلا أنه حل محل الزاوية التي بناها الشيخ فى حياته والتي كان يتعبد بها ويستقبل فيها زواره ومريديه.
ويتكون المسجد الحالي من صحن مربع مغطى بسقف به "شخشيخة" تعلو قبة صغيرة ضحلة ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة أكبرها إيوان القبلة ويقع فى الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان.
والمدخل الرئيسي للمسجد يقع فى الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بست درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة وفى الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة.

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads