رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد

الجمعة 12/أبريل/2019 - 04:58 م
صدى العرب
طباعة
حسين العوامى

انتقل الأب هنري عيروط عن دنيانا في العاشر من شهر إبريل كل عام 1969، وكان الراهب اليسوعي هنري عيروط قد اختار مسيرة الرهبانية ضد رغبة والده المهندس المعماري الذي كان يريد منه أن يسير على خطاه ويصبح معماريًا، ولكن هنري قرّر أن يصبح راهبًا يعمل على رفع شأن الطّبقات الفقيرة في مصر، لا سيّما في منطقة الصّعيد، واعتبر رسالته هي تحرير الفلاحين من البؤس والجهل.

انشغل الراهب عيروط بقضايا الفلاح المصري منذ بدء دعوته الرهبانية، حتى بعدما سافر إلى فرنسا في رحلته العلمية التي استغرقت 15 عاماً في دراسات دينية وعلمية توّجت بالحصول على الدكتوراة في علم الاجتماع عن الفلاحين من جامعة ليون الفرنسية ثم نشرها في باريس عام 1938 وقام بكتابة مقدمتها البروفيسور ” أندريه أليكس ” رئيس جامعة ليون وقتذاك، وصدرت منها طبعتان باللغة الفرنسية وطبعتان باللغة الإنجليزية وطبعة بالروسية والعبرية وطبعتان بالعربية قام بترجمة إحداهما الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر عام 1942 .

كتاب «الفلاحون» آهم مرجعًا علميًا عن الفلاح المصري.

وعرفت هذه الدراسة العلمية التي أعدها الأب هنري عيروط بأسم كتاب «الفلاحون» الذي تعتبر أول دراسة علمية عن الفلاح المصري وزراعته، من خلال رصد واقعي ودقيق لأحوال الفلاحين المصريين، واستخدم الأب هنري عيروط في دراسته وسائل البحث المتنوعة منها : الإتصال المباشر، الحوارات المستندات والمعلومات الموثقة، وهي تعد آهم مرجعًا علميًا كلاسيكيًا في الدراسات الاجتماعية عن الفلاح المصري.

رأى الأب عيروط أن الوعظ من فوق المنابر لن يغير واقع الفلاحين، بل رأى أن مجد الله الأعظم سيظهر عندما يفعل شيئًا من أجل طبقة كادحة تؤلّف حوال ثلاثة أرباع المصريين، وبحماس الشباب وشغف اليسوعيين نحو خدمة المجتمع، عاد الأب هنري عيروط إلي مصر عام 1940 ليخدم الكنيسة والوطن ويعمل علي تحرير الفلاح المصري من خلال تطبيق لدراسته العلمية «الفلاحون»، التي يقول فيها "إن ريف مصر غارق في تقاليده القديمة، مصاب بثلاث آفات : الجهل والفقر والمرض"

عيروت يؤسس «جمعية المدارس المجانية لقرى صعيد مصر»

وبعد عودته إللى مصر بعام واحد، أسس عيروط «جمعية المدارس المجانية لقرى صعيد مصر» وفي غضون عشر سنوات تم بناء وتجديد 122 مدرسة و20 مستوصفًا، أقيمت على أراضي ممنوحة من بعض الأثرياء وضمت حوالي 1200 طفل من أطفال الفلاحين، ولم يكن وقتئذ أفضل من الأب هنري عيروط للقيام بهذه المهمة الإنسانية الوطنية العظيمة.

هنري عيروط في قلب الصعايدة

دخل عيروط قلب الصعايدة بدون استئذان لأنه كان بسيطًا مثلهم، دائم العمل والسفر فكانوا يروه يسير على الأقدام أو راكبًا دابة (حمار)، أو دراجة أو في قطار الدرجة الثالثة وكان دائمًا يقول :" نعمل أولًا ثم نتحدث، فقد تحدثنا كثيرًا دون عمل أي شيء"

يقول أبينا هنري عيروط عن «أطفال الفلاحون» : "أطفال الفلاحون كثيرون جدًا، يولدون على الأرض، والتي هي فراشهم، وطينها هو الوسيلة الترفيهية الوحيدة لهم، والزراعة هي مستقبلهم"، كما يقول أيضًا في تمجيد «الفلاحات الصعيديات» : "الفلاحات عديدات تملأهن الحيوية، لم يعدن ظلا في الطبيعة، بل صديقات نشطات ومزدهرات بالمحبة"

الأب هنري عيروت إن لم يكن موجودًا، لكان يجب اختراعه!

وعن قبول الآخر المختلف، يقول الأب هنري عيروط "سأذهب نحو الآخرين الذين هم فعلا آخرين، لمحاولة بناء روابط معهم..إنها لمغامرة طالما ينبغ علينا التقارب المتبادل" ، كان عيروط رجلا منفتحًا على الجميع من كل الأديان والطوائف، وقال عنه سيدنا «فان دير برونك»، مطران اللاتين بمصر الجديدة " إن لم يكن الأب هنري عيروط موجودًا، لكان يجب اختراعه، إنه مزيج من اللطف وقوة الطبيعة" وفي آثناء حرب الأيام الستة فوض الفاتيكان الأب عيروط ليكون مسؤلًا عن إرسال الإغاثة للاجئين، ومن هنا تأسست «كاريتاس مصر»، والذي يعتبر الأب عيروط أول المحركين لها.

وفي 9 أبريل عام 1964 قابل الأب هنري عيروط الرئيس «جمال عبد الناصر»، وقد أبدى الرئيس المصري – الصعيدي أيضا - إعجابه الشديد بنشاط الأب هنري عيروط في الصعيد وقال له :"لقد قمت بالثورة قبلي".

وفي في عام 1969 وبعد وفاة الأب عيروط كرمه الرئيس عبد الناصر وقلده قلادة الشرف من الدرجة الأولى «وسام الاستحقاق»، وتعتبر هذه القلادة أهم وسام يمنح للمصرين، وقد أتت تكريمًا لحياة وأعمال هنري عيروط وتم تسليمها لإحدى أخواته، وأقيم الحفل بوزارة الشؤون الاجتماعية بالقاهرة بحضور وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الصحة، والأباء اليسوعيين، وأعضاء من الجمعية وتم نشر وإذاعة هذا الخبر عبر وسائل الإعلام في نفس اليوم.

"ويبقى حيًا بيننا" 

"ويبقى حيًا بيننا" هذه العبارة صاح بها «لينوه زانيني» – القاصد الرسولي في مصر- أمام الشعب بعد إنتهاء القداس الإلاهي الذي أقيم على روح الأب عيروط في العاشر من شهر إبريل عام 1969 واليوم وبعد مرور قرابة 50 عاما على رحيل الأب هنري يبقي حيا بيننا .

خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد
خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد
خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد
خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد
خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد
خمسون عامًا على رحيل الأب هنري عيروط مؤسس جمعية الصعيد

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر