فن وثقافة
" إعداد قادة الرأى العام والتوجيه المعنوى" محاضرة للدكتور ريحان بنقابة المعلمين
الأحد 07/أبريل/2019 - 07:07 م
طباعة
sada-elarab.com/141090
ألقي الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الأثاري محاضرة فى دورة إعداد قادة الرأى العام والتوجيه المعنوى بنقابة المعلمين السبت 6 أبريل تحت رعاية الاتحاد العام للنقابات المهنية والاتحاد العام لنقابات عمال مصر "ائتلاف حب الوطن".
شاركت كوكبة من أبطال حرب أكتوبر من المحاضرين بالدورة وهم لواء أركان حرب حمدى لبيب المؤرخ العظيم واللواء دكتور أحمد محمود بيومى عضومجلس النواب المصرى والدكتور أحمد إمام حشيش رئيس الإدارة المركزية لمركز إعداد القيادات التربوية.
حقوق الحضارة المصرية
وقال ريحان ،إن الولع بالحضارة المصرية وقيمتها منتشر فى كل أنحاء العالم ولا يوجد علم فى العالم ارتبط مسماه ببلد معين إلا مصر وهو "علم المصريات" المنتشر فى كل جامعات العالم وأن كل متاحف العالم لا تحقق إيرادات إلا لوجود الآثار المصرية بها ورغم ذلك لا توجد حقوق مادية لمصر نتيجة هذا الاستغلال.
ووأوضح الخبير الأثاري أن مصر تواجه حاليًا مشكلة خروج آثار من مصر عن طريق الحفر خلسة، ففى هذه الحالة تكون الآثار المهربة غير مسجلة ولا تخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 وتعرض وتباع فى المزادات العلنية بالخارج، ولا تملك مصر حق قانونى لاستردادها، وتقوم هذه الجهات فى الخارج بالإرسال إلى مصر عن هذه الآثار، فترد مصر بأنها آثارًا مصرية بالطبع ولكنها غير مسجلة وهذا طبيعى، ونتيجة عدم وجود قانون ملكية فكرية دولى للآثار فتعتبر هذه الجهات أن الرد المصرى بمثابة مسوغ لتبرير بيعهم لهذه القطع باعتبار أنها قطع غير مسجلة ولا يحق لمصر المطالبة باستردادها.
وأضاف ريحان،لعلاج هذه القضية الكبرى أطالب بتعديل قانون الآثار المحلى بما يتواءم مع المتطلبات العاجلة لضمان حقوق حضارة باتفاقية الويبو، ويتمثل فى تعديل المادة 8 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 فى الفقرة " تعتبر جميع الآثار من الأموال العامة - عدا الأملاك الخاصة والأوقاف - حتى لو وجدت خارج جمهورية مصر العربية وكان خروجها بطرق غير مشروعة" والمطلوب استبدال الجملة " وكان خروجها بطرق غير مشروعة " بالآتى " بصرف النظر عن طريقة خروجها " وبهذا تكون كل الآثار المصرية خارج مصر من الأموال العامة المصرية وينطبق عليها ما ينطبق على الآثار المصرية ولحين استرجاعها وجب دفع مبالغ نظير عرضها بالمتاحف المختلفة أو استغلالها بأى شكل ويدخلها ضمن اتفاقية حقوق الملكية الفكرية العالمية.
لأن بند وكان خروجها بطرق غير مشروعة يفتح الباب للعديد من الثغرات منها أن هناك آثار خرجت بطرق غير مشروعة وتعتبرها الدول المعروضة بها بأنها خرجت بطرق مشروعة ومنها رأس نفرتيتى فى متحف برلين فقد أكد الدكتور زاهى حواس عدة مرات أنها خرجت بطرق غير مشروعة وقس على ذلك آثارًا عديدة.
وأشار الخبير الأثاري ،النقطة الثانية وماذا بخصوص الآثار التى تهرب منذ عام 2011 وحتى الآن ناتج الحفر خلسة وتباع فى المزادات العلنية أليست هذه آثارًا مصرية؟ هل يستطيع أى متحف فى العالم أن يثبت لنا أن الآثار المصرية الذى يعرضها هى آثارًا غير مصرية؟ هل يستطيع أى متحف فى العالم ان يثبت لنا أنها آثارًا غير مستخرجة من أرض مصرية؟ فإذا كانت الإجابة بالنفى فهى ضمن الأموال العامة المصرية وأن انتفاع المتحف بها يتطلب دفع مبالغ بنسبة معينة نظير هذا الاستغلال هذا فى حالة تعديل المادة 8 وإذا كانت الإجابة بالإثبات فليعلن المتحف للعالم أنها آثارًا غير مصرية وفى هذه الحالة ستهبط إيرادات المتاحف إلى أدنى مستوياتها.
وقال ريحان ،لضمان حقوق حضارة تضمن لنا حقوق مادية عن الآثار المعروضة بمتاحف العالم أطالب بتقدم وزارة الآثار ووزارة الخارجية رسميًا عن طريق إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بقطاع الشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية وللمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بوضع الآثار كبند رئيسى ضمن الاتفاقيات الدولية لحماية الملكية الفكرية والتى تتجاهل الآثار تمامًا فى تعريفها للملكية الفكرية بأنها خلاصة الإبداع الفكرى من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية ومن رموز وأسماء وصور وتصاميم مستخدمة فى التجارة وبهذا فلا ينطبق على الآثار هذا التعريف إلا إذا اعترفت الدولة بأنه مصنف فنى.
وأكد خبير الأثار ،يستحيل أن تندرج الآثار تحت مصنف فنى، ويجب أن تستند مصر فى طلبها هذا على أن الدول المتقدمة تكنولوجيًا تطالب الدول النامية بدفع فاتورة عدم مشاركتهم فى منظومة البحث العلمى التى أنتجت كل هذه الابتكارات وتدفع الدول النامية والفقيرة فاتورة باهظة لاستخدام هذه التكنولوجيا فى حين أنها تسمح لنفسها باستغلال حضارة الآخرين وتراثهم وآثارهم بدون وجه حق وترفض عودتها ودفع مبالغ نتيجة هذا الاستغلال مما يعنى كيلهم بمكيالين مما يعد تناقضًا مع المبادئ الإنسانية والشعارات التى يرفعونها من وقت لآخر.
وقال ريحان،الآثار المصرية تملأ متاحف العالم ومنها على سبيل المثال لا الحصر متحف اللوفر والمتحف البريطانى ومتحف الأرميتاج بروسيا ومتحف بوشكين فى موسكو ومتحف برلين وتورونتو ومتحف المتروبوليتان فى نيويورك وغيرها، كما يجب أن تستند مصر على فقدان 700 قطعة أثرية من الآثار المصرية كانت بقاعة المقتنيات الفرعونية بالمتحف القومى بالبرازيل وقد دمرت بالكامل فى سبتمبر 2018 فى حريق المتحف، مما يعنى فقدان جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة مصر وتاريخها وحضارتها، ولم تملك مصر أمام هذه الكارثة أى حق للمطالبة بتعويضات تتحملها البرازيل والمجتمع الدولى نتيجة تجاهله لحقوق الآثار والحضارة فى الاتفاقية الدولية.
وتابع خبير الأثار،كما يجب أن يتضمن تقدم وزارة الآثار والخارجية للويبو تعريفًا دوليًا واضحًا للآثار وأقترح ان يكون التعريف الوارد فى المادة 2 من قانون حماية الآثار المصرى رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018 باعتبار مصر أشهر دولة فى العالم فى الآثار كمًا وكيفًا وعراقة ونص هذا التعريف كالآتى " الأثر كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان منذ عصور ما قبل التاريخ وخلال العصور التاريخية المتعاقبة حتى ما قبل مائة عام متى وجد على أرض مصر وكانت له قيمة أو أهمية أثرية أو تاريخية باعتباره مظهراً من مظاهر الحضارات المختلفة التى أنتجت أو قامت على أرض مصر أو كانت لها صلة تاريخية بها وكذلك رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها " ووجود تعريف دولى للآثار يساهم فى عقد اتفاقات ثنائية بين مصر والعديد من الدول التى ترفض عقد اتفاقيات ثنائية بحجة عدم وجود تعريف دولى للآثار ومنها فرنسا.
تجربتى فى الولع بمصر
وقال الدكتور ريحان،كل مصرى تعيش بلده فى قلبه ووجدانه وعقله داخل مصر وحين ينتقل أو يعيش فى أى بلد آخر وقد احسست بهذا الشعور ولمسته بنفسى حين كنت طالب دراسات عليا بجامعة أثينا فى اليونان وكانت منحة مفتوحة لحين الحصول على الدكتوراه ولكنى لم أتحمل البعد عن مصر وكنت أسكن فى موقع "كاليثيا" بأثينا قرب مطار أثينا وكنت أذهب كل يوم وقت مغادرة الطائرة من أثينا إلى القاهرة لأحملها سلامات إلى كل بقعة فى مصر الهرم – النيل – حى الحسين- القاهرة التاريخية بشوارعها وأزقتها – دير سانت كاترين ورمال سيناء الطاهرة المختلطة بدماء الشهداء وكنت أحس براحة نفسية كبيرة تدفعنى لمواصلة الطريق.
وأوضح خبير الأثار،رغم ذلك لم أتحمل الاستمرار أكثر من سنتين وقطعت منحتى بإرادتى ليس لعدم تكيفى مع جو اليونان فقد وجدت بها كل الترحاب والاحترام والتقدير لمكانتى وعلمى وكنت أدعى لعمل محاضرات فى تجمعات ثقافية على مستوى عال ورغم ذلك كان حبى لمصر أقوى من كل شئ ورجعت إلى بلدى المحبوب مصر لأبدأ الرحلة من جديد فلم يعترفوا بكلية الآثار جامعة القاهرة الذى حصلت منها على درجة الليسانس فى الآثار بكل ما درسته فى اليونان لاستكمال الدراسات العليا بها وطلبوا منى بعمل تمهيدة ماجستير كأى طالب يبدأ دراسته فى الدراسات العليا وفعلت والحمد لله حصلت على الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة من كليتى المحبوبة إلى قلبى كلية الآثار وعلى أيدى أساتذتى المحبوبين وحققت فى بلدى كا كنت سأحققه فى اليونان ولكن براحة نفسية كبيرة لأن أعيش فى بلدى المحبوب.
قيمة مصر فى الأديان
وأكد الدكتور ريحان ،مصر هى البلد الوحيد فى العالم الذى ذكر اسمها مرتبط بالأمن ( وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) . وهى البلد التى تجوى أرضها كنوز العالم بأسره وبالعمل والإخلاص نستخرج كنوزها ونستثمرها ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ).مصر هى حاضنة الأنبياء فقد جاءها نبى الله إبراهيم عليه السلام وعاش بها نبى الله يوسف وإخوته وأبيهم نبى الله يعقوب عليهم السلام وتربى بها نبى الله موسى ولجأت إليها العائلة المقدسة طلبًا للأمان وكانت حضن الأمان للجميع واحتضنت دعوة أشرف الخلق محمد عليه الصلاة والسلام وساهمت فى نشر الإسلام الوسطى الإسلام الصحيح عبر ربوع العالم عن طريق الأزهر الشريف.
قداسة مصر
وقال الخبير الأثاري ،أن مصر أرض مباركة فى الآيات الكريمة ( إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) وهنا ذكر للوادى المقدس طوى والذى يتحدد موقعه فى الآية (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا )وهنا يتحدد جبل الطور وهو فى الموقع الذى ناجى عنده نبى الله موسى ربه والذى يتحدد بشكل صريح فى الآية ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ )
وسينين فى معجم اللغة العربية سيناء وتعنى أسنة الجبال وهى ما تتميز به جبال سيناء ومعناها اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها، وقد بوركت أرض مصر كلها فى الآية الكريمة فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا .وكلمة بُورِك لا تناسب النار؛ لأن النار تحرق، فمَنْ هم الذين لا تؤثر فيهم النار، هم الملائكة وقد رأى موسى عليه السلام مشهدًا عجيبًا، رأى النار تشتعل في فرع من الشجرة، فالنار تزداد، والفرع يزداد خُضْرة، فلان النار تحرق الخضرة ولا رطوبة الخضرة ومائيتها تطفىء النار لذلك قال بعده يجوز أن يكون الملائكة، أو: بُورِكت الشجرة ذاتها لأنها لا تُحرق، أو النار لأنها لا تنطفىء فهي مُباركة وانعكست البركة ليس على أرض سيناء فقط بل فى كل القطر الذى شهد المعجزة ويكفى مصر أنها البلد الوحيد فى العالم الذى تجلى فيه سبحانه وتعالى مرتين، تجلى فأنار عند شجرة العليقة المقدسة حين ناجى نبى الله موسى ربه وتجلى فهدم حين تجلى سبحانه وتعالى للجبل فجعله دكًا.
قلعة صلاح الدين بطابا
وقال الدكتور ريحان من أهم معالم طابا قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وتسمية الجزيرة بجزيرة فرعون لا علاقة له بالفراعنة حيث لم يتواجد المصريون القدماء بهذه الجزيرة و تركز نشاطهم بسيناء فى طريق حورس الشهير بشمال سيناء وفى منطقة سرابيت الخادم والمغارة ووادى النصّب بجنوب سيناء حيث أعمال تعدين الفيروز والنحاس وأن أقدم تواجد بالجزيرة كان للبيزنطيين حيث أنشأ الإمبراطور جستنيان فنار فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون بطابا لإرشاد السفن التجارية لخدمة تجارة البيزنطيين وكلمة فنار بالإنجليزية Phareالتى حرفت فيما بعد إلى فارعون فأطلق عليها جزيرة فارعون وهناك سبب آخر للتسمية ربما إذا أردنا أن نعطى للشئ أبهة أكثر من اللازم نطلق عليه فرعون والتسمية الأفضل لهذه الجزيرة هى جزيرة صلاح الدين حيث الدور الأعظم فى تاريخ الجزيرة.
تبعد قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول السعودية والأردن وفلسطين المحتلة ومصر، أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصرى عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر فى وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندى بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حالياً) وعدن جنوباً أرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولاً قوياً فى البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وكانت تمهيداً لموقعة حطين.
القلعة موقع استراتيجى
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان ،تحوى القلعة منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التى بنيت عليه القلعة واستخدام مونة من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أى كان بناؤها تفاعلاً بين الإنسان والبيئة كما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى فى جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالى وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع فى حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجى كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضى والحاضر والمستقبل.
وقال خبير الأثار ،تحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول يخترقه 9 أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالى ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثانى ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين فى المواجهة وقائم الزوايا فى الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت فى أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل.
دير سانت كاترين ملتقى الأديان
وقال الخبير الثاري،أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002 يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ولقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة ويحوى الدير منشئات مختلفة منها الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلى) التى تحوى داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة ، كما يشمل الدير 10 كنائس فرعية ، قلايا للرهبان ،حجرة طعام ، معصرة زيتون ، منطقة خدمات ، معرض جماجم والجامع الفاطمى ومكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية علاوة على المخطوطات اليونانية الأثيوبية ، القبطية ، الأرمينية ، السوريانية وهى مخطوطات دينية ، تاريخية جغرافية ، فلسفية وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادى ،كما تحوى المكتبة عدد من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب .
جبل موسى
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان،أطلقت أسماء عديدة على الجبل المقدس بسيناء الذى تلقى عنده نبى الله موسى ألواح الشريعة منها جبل موسى وجبل الطور وجبل الشريعة وتعددت الأراء فى تحديد موقعه لدرجة أن البعض اعتقد أنه خارج سيناء وهذا بعيد تماماً عن الواقع والنصوص الدينية وخط سير رحلة خروج بنى إسرائيل عبر سيناء أما الآراء التى ذكرت أنه بسيناء فانحصرت معظمها فى جبلين جبل موسى الحالى وجبل سربال بوادى فيران الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر وسبب ذلك أن هذا الجبل كان مقدساً قبل رحلة خروج بنى إسرائيل وكانوا يحجون إليه واسم سربال مأخوذ من سرب بعل وتعنى نخيل المعبود بعل إشارة إلى نخيل وادى فيران فى سفحه أى ارتبط اسمه بالوثنية ومن خلال بحثى فى قصة الخروج معتمداً على التفسير التاريخى للنصوص المقدسة ومقارنتها بالأحداث التاريخية والشواهد الأثرية الباقية من خلال عملى الميدانى قمت بتحقيق محطات هذه الرحلة وحددت موقع جبل موسى .
الجبل والشجرة المقدسة
وتابع ريحان ،منطقة الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حالياً) هى المحطة الرابعة فى رحلة خروج بنى إسرائيل من مصر عبر سيناء والتى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظراً لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلباً للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 كما أن بهذه المنطقة شجرة من نبات العليق لم يوجد فى أى مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته فى أى مكان بالعالم مما يؤكد أنها الشجرة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى شجرة العليقة المقدسة والجبل هو المعروف بجبل موسى حالياً ويصعد إليه زوار المنطقة حالياً .
وأشاد كل المشاركين والحضور بالمحاضرة ووعد الدكتورمصطفى الشربينى المنسق العام لائتلاف حب الوطن بتنظيم رحلات لإئتلاف حب الوطن إلى سيناء لتعزيز قيمة الانتماء لشباب الوطن وقيادات المستقبل.