منوعات
تعرف على تفاصيل احتفال الفراعنة بـ "عيد الأم"
الأحد 17/مارس/2019 - 05:40 م
طباعة
sada-elarab.com/137829
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الفراعنة هم أول من عرفوا الإحتفال ب "عيد الأم"، حيث كان بداية ذلك في عهد الدولة القديمة حتي عصر الدولة الحديثة، ولقد ورد ذكر عيد الأم والنص عليه في أكثر من بردية من برديات كتب الموتى، خاصة كتابي "آبي" و "نبستي"، فلقد إهتم المصريون القدماء بحث أولادهم على طاعة الوالدين وبخاصة الأم والتي خصها الأقدمين بكثير من الوصايا والتعاليم التي تلقن للنشئ عن دور الأم وضرورة الإحسان اليها وطاعتها، وكانت "إيزيس" هى أم لجميع المصريين ورمز لمصر وكان الإحسان إليها والتقرب لها من الأعمال الجليلة، وإعتبرت "إيزيس" رمز الأمومة والمثل الاعلى لكل أم حيث صورت جالسة تحمل وليدها "حورس" وهو يلتقم ثدي أمه ليرضع منها سائل الحياة، كان ل "إيزيس" عيد سنوي يحتفل المصريون بها وهو أقدم عيد أم في الوجود وكان يحتفل به في مواكب الزهور تطوف المدن المصرية حيث حمل ذلك اليوم العديد من الأسماء منها يوم الأم المقدسة ويوم أم الوجود ويوم الأم الجميلة، وكذلك يوم أم الحياة ويعتقد كثير من علماء الآثار أن ذلك اليوم يوافق الاحتفال ببداية فصل الربيع في ٢١ من مارس.
وتابع "عامر" أن المصريون القدماء إعتبروا تمثال "إيزيس" التي تحمل إبنها "حورس" وترضعه رمزا لعيد الأم فيضعونه في غرفة الأم ويحيطونه بالزهور والقرابين ويضعون حوله الهدايا المقدمة للأم في عيدها الذي يبدأ الإحتفال به مع شروق الشمس، كما أن أن الملوك حرصوا على ضرورة تلبية حاجات النساء، ويتضح ذلك في نقوش الحكمة التي عثر عليها على إحدى البرديات للحكيم "بتاح حتب" حيث يوصي بحفظ قيمة الأم قائلا : "إذا كنت عاقلا فأسس لنفسك دارا وأحبب زوجتك حبا جما وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها، فهى حقل مثمر لصاحبه وإياك ومنازعتها ولا تكن شديدا عليها فباللين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائما على رفاهيتها ليدوم صفاؤك"، وكانت تتمتع بمكانة متميزة في المجتمع المصري القديم وتميزت بمكانة كبيرة كما تمتعت بحقوق إجتماعية وإقتصادية وقانونية وسياسية مساوية للرجل قبل أكثر من خمسة آلاف عام، وتشهد آثار مصر القديمة بلوحتها ونقوشها الرائعة هذه المكانة المتميزة فهي الأم التي تحظى بالإحترام والتبجيل، والفتاة والزوجة التي تخضع لقوانين أخلاقية صارمة ولكنها في نفس الوقت تعبر عن أرائها بحرية ولا تحرمها أيضا من أن تحظى بالتقدير والإحترام، كما أن المرأة المصرية القديمة تمتعت بأهلية قضائية كاملة وكان لها إستقلالها المالي عن الرجل وكان بإمكانها أن تدير ممتلكاتها الخاصة وتدير الممتلكات العامة بل وإن تمسك بزمام الأمور في البلاد.
وأشار "عامر" ومديح إيزيس شكل جانب كبير من الثقافة العامة لدى جموع الشعب فأخذوا في تمجيدها لما لها من صفات يجب أن تتحلى بها كل امرأة في الذكاء والحكمة والصبر، وحلت "إيزيس" في أفئدة المصريين من كافة الطبقات، وحملوا آيات الإجلال والتوقير ل "إيزيس" العظيمة، بل وأصبحت محور المجتمع بأسره الذي تتمركز حوله الأماني والتمنيات كافة، وأقيمت من أجلها المعابد، وبجلها الأغريق والرومان وأصبحت الصورة المثالية للأم هي صورتها على هيئة امرأة جالسة تضع الطفل حورس على ركبتيها.