الشارع السياسي
مكاسب اقتصادية.. وتعزيز التعاون بين البلدين.. أهم نتائج زيارة السيسي إلي ميونيخ
السبت 02/مارس/2019 - 09:37 م
طباعة
sada-elarab.com/135836
زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، مدينة ميونخ الألمانية الاسبوع الماضي، وشارك خلالها في مؤتمر ميونخ للأمن، في تلبية للدعوة الموجهة إليه من رئيس مؤتمر ميونخ للمشاركة فى أعمال المؤتمر، مواكبة لتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال 2019، لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.
ويعد مؤتمر ميونخ أحد أكبر وأهم المؤتمرات الدولية التي تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم، وعقد المؤتمر بحضور الرئيس السيسي، ومشاركة نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية و30 من وزراء الدفاع و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والاستراتيجيين، للتباحث حول التحديات التي تواجه العالم على مختلف الأصعدة، وسبل التصدي لها.
وألتقي الرئيس السيسي مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم في شتى المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، كما ألتقي الرئيس مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات في ألمانيا والعالم، وذلك في إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار ودفع جهود التنمية الشاملة بها، وكذا استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادي في مصر ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجاري العمل بها.
ومن أبرز الملفات التي ناقشها الرئيس خلال الزيارة، استعراض رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، في ضوء ثوابت سياسة مصر الخارجية التي تستند إلى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية، وترسيخ تماسك مؤسساتها، وقواتها الوطنية النظامية، واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية، وكذا جهود مصر في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
كما أستعرض الرئيس، رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي للعام الجاري ٢٠١٩، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية في إطار أجندة أفريقيا ٢٠٦٣ للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلا عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.
وكان الملف الاقتصادي على رأس الملفات التي تم مناقشتها خلال الزيارة بجانب ملفات الهجرة غير الشرعية والتعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والاستثمار ونقل التكنولوجيا الألمانية إلى مصر، بالإضافة إلى أن الأزمات الإقليمية في ليبيا وسوريا والتي كانت محور اللقاءات التي عقدها الرئيس مع مسئولي الحكومة الألمانية، فضلا عن ملف السياحة حيث إن السياحة الألمانية الآن تتصدر السياحة الأجنبية في مصر.
كما سعى الرئيس لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة الاقتصادية والعديد من الملفات، وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، فضلًا عن تعزيز العلاقات المصرية الألمانية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، وتأكيد اعتزاز مصر بالعلاقات المتميزة التي تربطها بألمانيا، فضلًا عن تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والثقافي.
كما تم استعراض جهود مصر لتحقيق التنمية الشاملة والحرص على تحقيق التوازن، بين ارساء الأمن والاستقرار والحقوق والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها، مع تأكيد تقدير ألمانيا دور مصر المركزي بالشرق الأوسط، كركيزة أساسية للأمن والاستقرار، فضلا عما تبذله القاهرة من جهود فعالة في مكافحة الإرهاب، والتصدي للفكر المتطرف بجانب جهودها على صعيد التحول الديمقراطي، وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبعد هذه النبذه البسيطة حول زيارة الرئيس السيسي إلي ميونخ، والتي أستغرقت 4 ايام، أستطلعت "السوق العربية" رأي الخبراء حول اهمية هذه ومدي اهميتها في الوقت الحالي.
في البداية قال اللواء يحي كداوني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن مشاركة مصر بمؤتمر ميونخ دليل واضح على تقدير المجتمع الدولي وأوروبا والدول المشاركة في هذا المؤتمر على الدور المصري في مجال تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية والعالم كله، وإنه يعطي فرصة لمصر لإبداء رأيها ورؤيتها في النزاعات الإقليمية والدولية ورؤيتها لمواجهة الإرهاب.
وأضاف كدواني، في تصريحات لـ"صدى العرب"، أنه على هامش هذا المؤتمر كانت هناك فرصة جيدة للقاء الرئيس السيسي مع رؤساء الدول المشاركة فيه، إضافة إلى الشركات الألمانية العاملة في المجالات المختلفة، مشيرا إلى أن لقاء السيسي برئيس شركة "رودا آند شوارتز" الألمانية يأتي لكون هذه الشركة رائدة في مجالها.
وأكد عضو مجلس النواب، أن مصر حريصة على مواكبة العالم في مجال المعلومات، لأن الحرب القادمة حرب معلوماتية، وتستخدم التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات، موضحا أن مصر أثبتت نجاحها في مكافحة الإرهاب.
كما يقول علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر ميونخ للأمن، شيء مشرف للجالية المصرية، وأنهم كانوا سعداء جدًا بتواجد السيسي لأول مرة في هذا المؤتمر، بعد المجهود الكبير الذي تبذله الجالية المصرية، على جميع المحافل الدولية لإثبات مكانة مصر، وهو ما يعود على مصر بالخير.
وأضاف ثابت، في تصريحات لـ"صدى العرب"، أن العلاقة بين ألمانيا ومصر شهدت الفترة الأخيرة طفرة كبيرة في الاستثمارات والعلاقات.
من جانبه أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر ميونخ بألمانيا، كانت كلمة شاملة، وتحدد أبعاد الموقف المصري من القضايا الإقليمية والدولية والقضايا المشتركة، ليس فقط مع ألمانيا ولكن مع الاتحاد الأوربي أيضًا، مضيفًا أن كلمة الرئيس جيدة من حيث عرضها للتجربة المصرية في مواجهة الإرهاب والتطرف، والإنجازات التي قامت بها الدولة المصرية والتي يرغب الأوربيين في سماعها.
وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"صدى العرب"، أن خطاب الرئيس تناول عدة محاور منها مواجهة الإرهاب العابر للحدود، وموضوع الهجرة غير الشرعية وحرص مصر على منع حماية مناطق الحدود، وحرص مصر على منع أي إمدادات تهدد أوروبا من خلال هذه الهجرة.
وأوضح الخبير السياسي، أن الرواية التاريخية التي ذكرها الرئيس في المؤتمر، بأن 5 مليون لاجئ استضافتهم مصر خلال الأعوام الماضية، يؤكد على خبرات مصر المتراكمة التي استوعبت الأرمن وعاش الأرمن في مصر كنموذج، مشيرًا أن رسالة الرئيس هدفها أن تدرك الدول الأوربية أن مصر لها دور تاريخي في حماية الأقليات.
بينما قال شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، أن فتح باب الاستثمار للأجانب في مصر، يتوقف على إدارة المسئولين ورجال الأعمال في مصر، الذي منح لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي فرصة ذهبية للعمل، مؤكدا أننا لو استطعنا استغلال فرصة رئاسة مصر للإتحاد الأفريقي، سنحقق أكبر معدل استثمار في القارة، وسنحقق مئات المليارات، وسنصبح مثل دولة الإمارات.
وأضاف الدمرداش، في تصريحات لـ"صدى العرب"، أنه لابد من إزالة جميع العقبات أمام المستثمرين، لافتا إلى أهمية أن يحتذى المسئولين بخطوات الرئيس الذي دائما ما يحول كل زيارة له إلى مكاسب اقتصادية.
كما قال الدكتور خالد قنديل، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الوفد، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر ميونخ للأمن، يعكس مكانة مصر في المنطقة. وأضاف قنديل، في بيانه، أن مؤتمر ميونخ يعد من أهم المؤتمرات التي أسست لاستراتيجية الأمن الإقليمي والدولي وضرورة التعاون بين الدول في هذا الملف، ومشاركة مصر سيكون له أهمية كبيرة وتعكس رسائل للعالم عن دورها وتجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود.
وتابع قائلاً: أن مصر دائما ما تقود مبادرات لوأد الصراعات في المنطقة وترسيخ الأمن ومحاربة كل ما يزعزع الأمن والاستقرار، ولها تجربة في حماية حدودها ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وأكد قنديل، أن الدول الكبرى تعقد آمال كبيرة على مصر في تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك في ضوء خبرتها وتجاربها الناجحة، مشيرا إلى أن مصر تمثل صمام الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال الدور الذي تقوم به في الحفاظ على وحدة واستقرار الشعوب بعد أن عصفت بها مخططات التقسيم.
وأشار إلى أن مصر تعي جيدا المؤامرات التي تحاك ضدها لذلك تولى الأهمية القصوى لملف الأمن، وزيارة الرئيس لألمانيا ستشهد توطيد العلاقات بين مصر والدول المشاركة في فعاليات المؤتمر في شتى المجالات، وتبادل الرؤى حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
فيما قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب، إن مؤتمر ميونخ للأمن هذا العالم جاء وأوروبا في أضعف حالاتها بسبب الصراع بين فرنسا وإيطاليا وظروف التغيير في ألمانيا، والأوضاع في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط.
وأضاف العرابي، لـ"صدى العرب"، أن الغرب ظهر في مؤتمر ميونخ بقدر كبير من التفكك، واستطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي تشخيص أمراضًا كثيرة أصابت المجتمع الدولي فى كلمته أمام مؤتمر ميونخ .
وأكد وزير الخارجية الأسبق، أن السيسي وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بعد كلمته التي ألقاها في المؤتمر، وشخص فيها أمراض المنطقة.
وفي نفس السياق.. قال الدكتور إيهاب الدسوقي، رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا، والتي تعد واحدة من أقوى الدول الصناعية في العالم، وتمتلك قاعدة صناعية وتكنولوجيا متطورة بدرجة كبيرة جدا، ولديها خبرة كبيرة في الإدارة، لافتا إلى أن ألمانيا لديها استثمارات في مصر تصل إلى 7 مليار دولار.
وأضاف الدسوقي، في تصريحات لـ"صدى العرب"، أن ألمانيا تستثمر في مصر في السيارات ومحطات الكهرباء وغيرها من المشروعات التي تساعد في التنمية، لافتا إلى أن لقاء السيسي لرؤوساء الشركات الألمانية كانت هامة جدا وذلك لجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر.
بينما قال كريم عبدالكريم درويش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن جسدت قوة مصر الإقليمية والدولية ومركزها العالمي المتميز.
وأضاف درويش، في بيانه، أن الدبلوماسية الرئاسية التي ينتهجها السيسي تأتي بصفته القائد السياسي لمصر ورئيس الاتحاد الإفريقي والقائد العربي الذي يستضيف القمة العربية الأوروبية، التي تعقد في شرم الشيخ أواخر الشهر الجاري، وليس مستغربا التصفيق المتكرر للرئيس فقد شرح بشكل تفصيلي رؤية مصر الدولة العربية والإفريقية لكيفية تحقيق الاستقرار وحل قضايا المنطقة والمعالجة الشاملة لقضايا الإرهاب، ونشر التسامح، مؤكدا على النموذج المصري في هذا الشأن بين المصريين جميعا، ووضع حلول جذرية لقضية الهجرة واللاجئين.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن العالم كان حريص على الاستماع لقائد مصر في مؤتمر ميونخ كأحد أكبر وأهم المؤتمرات التي تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم.