طباعة
sada-elarab.com/127048
ليس من المستغرب ما فعله أحد لصوص بغداد حين احتفى بتدشين مكتب لجماعة مصنفة كتنظيم إرهابي في مملكة البحرين، ولديها سجل إجرامي حافل بالقتل والترويع ومحاولات هدم سلطات الدولة لمصلحة جهات خارجية التي يعمل لحسابها ويأتمر بأوامرها.
فلم يكن هذا اللص إلا إرهابيا خائنا لوطنه، ورئيسا لجماعة إرهابية مماثلة في حقبة ستينات القرن الماضي، حين انضم إلى جماعة إرهابية تحت مسمى «حزب الدعوة» والذي شكل اللجنة الجهادية للحزب لضرب المصالح العراقية في الداخل والخارج، ثم عاد بعد سقوط الرئيس صدام حسين ليلبس عباءة المشروعية، ويتم تجاهل كافة جرائمه الإرهابية وعمالته للنظام المعادي للعراق ويتقلد رئاسة حكومة الدولة التي كان يحاربها.
ولم لا فالجميع يعلم أن العراق تحكم من الخارج، وأن من خانوا الدولة العراقية في العقود السابقة هم وكلاؤها، وبسطوتها استطاعت أن توصلهم إلى مقاليد الحكم في عراق النكبة ما بعد عصر الرئيس صدام حسين، وكان أبرزهم وأكثرهم عمالة وإخلاصا لتلك الدولة وهو هذا اللص رأس الإرهاب.
وعلى الرغم من تلوين حزب الدعوة وطلائه بالمشروعية ودخول هذا اللص السياسة تحت غطاء «ائتلاف دولة القانون» وما كان له من قوة كبيرة يمكن من خلالها تحقيق كافة تطلعات الشعب العراقي، إلا أن هذا العميل لم ينسَ مهنته الأساسية وهي نشر الإرهاب، فخطط للقضاء على المكون السني في العراق إبان فترة رئاسته للوزارة، وقدم دعما كبيرا للميليشيات الطائفية، وأدار شبكة من السجون السرية وعمليات الاغتيالات السياسية على أساس طائفي مقيت حتى تحولت العراق إلى منطقة منكوبة شعبها مشرد ويتخطفها اللصوص من كل مكان.
وبعد أن وصل إلى منصب رئيس وزراء العراق بوساطة الدولة التي كان عميلا لها برضا وتغاضي أمريكي، لم يسعَ يومًا لأن يكون رجل سياسة ولم يتمكن من التحول إلى إنسان طبيعي، فمازالت بداخله مكونات الإرهابي اللص الخائن العميل، فبدأ في سرقة مقدرات العراق وخيراتها، وتحويل مليارات الدولارات إلى وكلائه بعد استقطاع نسبته من الغنيمة ليرسلها إلى بنوك أوروبا عبر ابنه الذي اشترى قصوراً فخمة في أوروبا وأغلى منزل في فرنسا.
وما يزال هذا اللص يواصل أعماله الدنيئة سواء في العراقيين أو مع أي دولة تخالف أسياده الرأي، فما فعله حين حضر اجتماع (ائتلاف 14 فبراير) الإرهابي، يؤكد أنه قاتل وسفاح، وأنه الداعم الرئيسي لمعسكرات التدريب في العراق، والتي اعترف كثيرون بأنهم تدربوا فيها على استخدام الأسلحة وصناعة المتفجرات، لترويع الآمنين وقتل رجال الأمن في البحرين.
ولم نظلم لص بغداد في وصفه بالخائن والعميل والقاتل والفاشل، فهذا هو ما أكده مجلس النواب العراقي حين أنحى باللائمة عليه في سقوط مدينة الموصل بيد «تنظيم الدولة» عام 2014، كونه القائد العام للقوات المسلحة في تلك الفترة، واتهمه كل من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وأتباع مقتدى الصدر بالتسبب في ضياع العراق، وكان من المفترض محاكمته على فشله، لكن أسياده منعوا ذلك ووصفت تحقيق مجلس النواب بأنه «لا قيمة له».
وما يمكن استخلاصه من أفعال لص بغداد هو أن هذا الارهابي لا يمثل الشعب العراقي الذي نعرفه، ولا حتى يمثل حكومة العراق فقد فشل كرئيس وزراء في أن يجعل من العراق دولة كسابق عهدها، وحولها إلى أكبر دولة فاشلة في الشرق الأوسط، وسبب هذا الفشل أنه ليس إلا إرهابيا في هيئة رجل، بل إنه لا ينتمي للإنسانية ولا يمتُّ للدين الإسلامي بصلة، فتاريخه الدموي مع أبناء جلدته يؤكد ذلك.
رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون ورئيس منظمة الوحدة العربية الأفريقية لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب