فن وثقافة
"سيناء أرض العبور".. كتاب لـ " عبد العاطى صلاح "
الجمعة 21/ديسمبر/2018 - 08:29 م
طباعة
sada-elarab.com/125830
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار وعضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة نعم سيناء هى أرض العبور بكلا المعنيين الحرفى والمجازى لهذه الكلمة.
وأوضح الدكتور ريحان،لقد كانت سيناء دائمًا أهم معبر جفرافي، تاريخى، حضارى، دينى، عسكرى واستراتيجى بين مصر ودول غرب آسيا، فسيناء هى قنطرة آسيا وأفريقيا وملتقى مصر والحجاز وبلاد الشام منذ فجر التاريخ، حيث كانت تمر عبر سيناء قبائل البدو الرّحل في المناطق القاحلة على أطراف القارتين وقوافل التجارة وقوافل الحج والجيوش الحربية مُنذ القدم وحتي العصر الحديث.
وأضاف مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار، بعد حفر قناة السويس في منتصف القرن التاسع عشر تقلّصت المسافة بين أوروبا وأفريقيا إلى آلاف الكيلو مترات، حيث ربطت القناة أوروبا وأفريقيا بجنوب شرق آسيا ليكتمل بذلك الضلع الثالث فى مثلث قارات العالم القديم، آسيا، أفريقيا، أوروبا التى تجمعها معًا شبه جزيرة سيناء، واليوم تمر فى سماء سيناء خطوط النقل الجوى بين دول العالم أجمع، حيث تجذب شبه الجزيرة إليها ملايين السائحين من شتى بقاع الأرض.
وتابع الدكتور ريحان، قد تجسّد هذا العبور فى أعظم صوره حديثًا حين عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس وحطمت خط بارليف فى السادس من أكتوبر 1973 وتشهد سيناء حاليًا عبورًا إلى المستقبل بمشروعات تنموية عملاقة لمحور قناة السويس وسيناء ولهذا فلن يتوقف العبور على أرض قدّستها أقدام الأنبياء نبى الله يوسف وإخوته ونبى الله يعقوب ونبى الله موسى ونبى الله عيسى وسيدة نساء العالمين الذى اصطفاها وطهرها سبحانه وتعالى على نساء العالمين السيدة مريم العذراء عليهم السلام جميعًا.
وقال مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي، إن أرضًا أقسم بها سبحانه وتعالى وجعلها فى منزلة القدس ومكة المكرمة فالتين والزيتون هى أرض القدس وطور سينين هى سيناء والبلد الأمين مكة المكرمة.
وقال الدكتور ريحان، يتناول الباب الأول فى الكتاب (الأرض والثروة) جغرافية سيناء الطبيعية موقعها الجغرافى، ثروات سيناء الطبيعية من نبات وحيوان ورمال وصخور وآبار وعيون والباب الثانى (التاريخ والحضارة) ويشمل تاريخ سيناء فى عصور ما قبل التاريخ حتي نهاية عصر مصر القديمة والفترة الممتدة من الغزو اليونانى لمصر سنة 332 ق.م حتى الفتح الإسلامي سنة 640م، وتاريخ سيناء منذ الخلافة الأموية وحتي رحيل الحملة الفرنسية عن مصر سنة 1801م، وعصر الأسرة العلوية منذ بداية حكم محمد علي من سنة 1805م وحتي ثورة 23 يوليو 1952.
بينما يتناول الباب الثالث يتناول جغرافية سيناء السياحية والبشرية ويشمل مدن وقري شبه الجزيرة من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها، ملقيًا الضوء علي تاريخ ودور كل مدينة مع إبراز ما تحتويه من مواقع أثرية ومعالم سياحية بما في ذلك المدن غير المدرجة علي خريطة السياحة أو المهمّشة سياحيّا لسبب أو لآخر، والمواقع الأثرية والمناطق والمدن التابعة إداريًا لمحافظات قناة السويس لكنها تقع جغرافيًا داخل نطاق سيناء وهي قرية الفرما الأثرية ومدينتي بور فؤاد والقنطرة شرق بالإضافة إلي واحة عيون موسى، ومدن شمال سيناء مثل رفح والشيخ زويّد والعريش وبئر العبد والحسنة ونِخِل، ومدن جنوب سيناء: رأس سدر وأبو زنيمة وأبو رديس وقرية وادي فيران ومدينة طور سيناء، وسكّان سيناء، جذورهم التاريخية وخريطة توزيعهم داخل شبه الجزيرة قبل وبعد الفتح الإسلامى، مع إشارة سريعة إلي نمط حياة المجتمع السيناوي والوقوف علي أهم جوانب الشخصية البدوية لإدراك وفهم حقيقة هذا الشعب الذى عانى كثيرًا وما زال من التهميش والتشويش.
وقال الدكتور ريحان،في الختام باب السياحة والآثار وفيه أنماط من السياحة الموجودة في سيناء كالسياحة التاريخية والثقافية والدينية والسياحة الشاطئية والبيئية، وطرق سيناء التاريخية والأثرية كطريق حورس الحربي وطريق خروج بني إسرائيل وطريق رحلة الحج المسيحى عبر سيناء إلى القدس منذ القرن الرابع الميلادى وطريق صلاح الدين الحربي ودرب الحج المصري القديم، ونمط السياحة الدينية في سيناء التي تُعتبر قبلتها مدينة سانت كاترين العريقة حيث دير سانت كاترين وجبل نبى الله موسى عليه السلام، والمنتجعات السياحية بجنوب سيناء وهي طابا ونويبع ودهب وشرم الشيخ، والمحميات الطبيعية والحدائق الوطنية المنتشرة في ربوع شبه الجزيرة من شمالها لجنوبها بدءً من محمية الزرانيق والبردويل في شمال سيناء وانتهاءً بمحمية رأس محمد.