تحقيقات
قصة رجل زرع الحب بين مصر والإمارات
الإثنين 03/ديسمبر/2018 - 05:30 م
طباعة
sada-elarab.com/123558
حكيم العرب «زايد الخير» مائة عام من العطاء
أشهر مقولاته خلال حرب «73»: البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى
حبه العميق لمصر وشعبها ووصيته لأبنائه بمصر ورّث الأجيال عظمة العطاء
تحقيق: الحسينى عبدالله- ساجد النورى- مروة على- محمد المسلمى- نهى شهاب- أمل خليل- مجدى وجيه حلمى- ياسر الكودى- خالد عامر- أحمد رأفت- منى البقرى - منى عمر
يقول كلود موريس فى كتابه (صقر الصحراء) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسى البريطانى الذى عاش فترة طويلة بمنطقة الخليج العربى عن شخصية الشيخ زايد قوله: “لقد دهشت دائمًا من الجموع التى تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وقد شق الينابيع لزيادة المياه لرى البساتين، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين فكان يشاركهم حفر الآبار وإنشاء المبانى وتحسين مياه الأفلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة فى معيشتهم وفى بساطتهم كرجل ديمقراطى لا يعرف الغطرسة أو التكبر، وصنع خلال سنوات حكمه فى العين شخصية القائد الوطنى بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية” وهو ما يوضح لنا الكثير عن هذه الشخصية العربية التى تحتفل الإمارات العربية المتحدة بذكر المئوية لميلاد مؤسس الإمارات وراعى وحدتها وقد ولد الشيخ زايد عام 1918 فى مدينة أبوظبى بقصر الحصن وقد سمى على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) والذى حكم إمارة أبوظبى منذ العام 1855 إلى عام1909. هو أصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان الأربعة من الشيخة سلامة بنت بطى القبيسى ولما بلغ الرابعة من عمره وتحديدًا فى عام 1922، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان زمام الأمور، وقد استطاع خلال فترة حكمه تحسين علاقاته بالجوار وتعزيز مكانته بين مواطنيه على الرغم من قصر مدة حكمه. كما كان مواظبًا على حضور مجلس والده الذى كان يستقبل المواطنين، ويستمع إلى همومهم، ويشاركهم معاناتهم فى زمن كانت فيه تجارة اللؤلؤ ورحلات الصيد المصدر الوحيد للدخل فى المنطقة، وكان يطرح دومًا الأسئلة على أبيه؛ ليزداد بذلك وعيه وإدراكه.
صنع نهضة الإمارات الحديثة ومازال يعيش فى القلوب.. ومواقفه يشهد لها التاريخ
الكُتّاب كان المعين الأول الذى نهل منه، تمامًا كغيره من أبناء البلاد آنذاك، وكان القرآن الكريم أول زاده العلمى، بدأ رحلة التعليم فى سن الخامسة على يد “المطاوعة”، وهم الشيوخ الذين يدرسون القرآن الكريم والحديث الشريف وأصول الدين واللغة العربية.
وقد ساعدت عدد من العوامل فى هذه الحقبة الزمانية إلى بروز نجم الشيخ زايد فى ظل الصعوبات الموجودة فى تلك الفترة آن ذاك، سواء فى العين أو أبوظبى أو عموماً فى المنطقة، لكن لأن الشيخ زايد قد تربى على الحكمة والصبر والجلد والعادات العربية والإسلامية التى زادته حكمة وأعطته مزيداً من الولاء لأهله وقبيلته وخدمت منطقته والتفكير بشكل كبير بحنكة ورجولة فأعطته صفات قيادية ظلت تبرز فيه مع الأيام وبتواضع مع أهالى المنطقة وإنسانية، كسب حب البعيد والقريب إلى أن بدأت الوفود من خارج الإمارات تتكلم عنه وتود مقابلته لاكتساب خبرة فى حب الناس والمصالحة بينهم.
وهو ما عجل بدخوله عالم السياسة فقد تولى حكم مدينة العين فى منتصف الأربعينيات فى عام 1946، ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت فى عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجارى وشبكة طرق ومشفى طبى، ولعل أبرز ما تحقق فى تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذى أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضى بإعادة النظر فى ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.
فى عام 1953 بدأ زايد رحلة حول العالم يعزز فيها من خبرته السياسية، ويطلع من خلالها على تجارب أخرى للحكم والعيش، فزار بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا، وقد زادته هذه التجربة اقتناعًا بمدى الحاجة لتطوير الحياة فى الإمارات، والنهوض بها بأسرع وقت ممكن؛ للحاق بركب تلك الدول.
فى مايو 1962 وأمام الضغوط الهائلة التى تلقاها الشيخ شخبوط، قرر السماح للشيخ زايد فى مساعدته على إدارة شؤون أبوظبى، لذا سعى الشيخ زايد على مدى أربع سنوات فى الفترة من 1962 إلى 1966 لتحسين الأوضاع فى الإمارة من ناحية والمضى قدماً بكل العزم والتصميم فى تنفيذ برنامجه التنموى من ناحية أخرى تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم فى إمارةأبوظبى فى 6 أغسطس 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وتمكّن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، منها تطوير قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبى وتحديثها، وتطوير المدن بوجه عام، قام الشيخ زايد بإنهاء حقبة طويلة من العداء المستحكم بين أبوظبى وقطر. وكان من أول القرارات التى اتخذها أن أصدر مرسوماً يقضى بإصدار طوابع بريدية، وتولى الشيخ زايد أيضا بناء مؤسسات الدولة من نظام إدارى ودوائر حكومية والتى اعتمد فيها على عناصر من الأسرة الحاكمة ومن خارج الأسرة. كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات فى الخارج.
فى عام 1965م أسس مكتب للتطوير فى دبى وأسهمت بريطانيا فيه بمبلغ نصف مليون جنيه استرلينى. ويتبع مكتب التطوير دوائر أصبحت فيما بعد نواة الحكومة الاتحادية ووزارتها فى المستقبل. وهذه الدوائر هى: دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، دائرة التعليم الفنى، دائرة البعثات، دائرة الصحة، دائرة الأشغال العامة، دائرة الثروة السمكية. وعندما تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبوظبى، قدم مليونى جنيه استرلينى. وكان هذا المبلغ الذى قدمته أبوظبى هو نصف ميزانية المكتب فى هذا العام. وفى عام 1968 م، ساهمت أبوظبى بنسبة 90% من هذه الميزانية. أما فى العام التالى (1969م)، فقد تحملت أبوظبى 95% من ميزانية المكتب.
كان الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان البريطانى عن نية الاحتلال الجلاء عن الإمارات فى يناير 1968 وذلك بحلول عام 1971 فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسى موحد له كلمة قوية ومسموعة فى المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه. فبدأت الحركة المكوكية للشيخ زايد وكان اجتماع (السمحة) البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين الشقيقتين دبى وأبوظبى وفى عام 1969 انتخب رئيسًا للاتحاد التساعى الذى ضم الإمارات السبعة وقطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة فى 2 ديسمبر 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة فى 10 فبراير 1972 م ليكتمل النصاب وتعم الفرحة أرجاء البلاد، وانتخب رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة. وعمل زايد على بناء المؤسسات الاتحادية وبناء القوات المسلحة
وأسس الشيخ زايد رحمة الله سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم فى معالجة جميع القضايا كما قامت على السلام، منطلقاً من إيمانه بأن السلام حاجة ملحة للبشرية جمعاء.
وكانت هناك بعض الخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية ولم تحل إلا باتصالات مباشرة بين الشيخ زايد والملك فيصل بن عبدالعزيز حيث توصل الجانبان إلى توقيع معاهدة سنة 1974 والتى رسمت الحدود بين البلدين.
وكان للشيخ زايد علاقات خارجية لاسيما الولايات المتحدة بحكم موقعها الدولى، بطريقة لا تتعارض مع مبادئه وثوابتها الأولى، وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة فى السابع عشر من ديسمبر عام 1991 إحدى الدول التى صوتت ضد إلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 2279 والقاضى بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية، كما رفضت الإمارات المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى لتنمية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذى عقد فى الدوحة عام 1997، بالرغم من الضغوط الأميركية التى كانت تدفع نحو المشاركة فى هذا المؤتمر، بالإضافة إلى موقفها الواضح والصريح تجاه الحقوق الفلسطينية وحق الدفاع عن النفس، ودعوتها المستمرة للولايات المتحدة إلى القيام بدور الوسيط النزيه فى مفاوضات السلام، وعدم الكيل بمكيالين فى محاربة الإرهاب الدولى فيما يخص الممارسة الصهيونية ضد الفلسطينيين، وهى المواقف التى توافقت تماما مع توجهاته فى السياسة الخارجية.
وكان زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح فى مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوى الأمريكى إلى “إسرائيل”، وفى محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر فى الموقف الدولى لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول فى الإمارات إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول فى المعركة. وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر، فقال الشيخ زايد: "إن البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى"، فأصدر أوامره لوزير البترول بأن يعلن فى الاجتماع الوزارى باسمه فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التى تساند إسرائيل، مما شكل ضغطا كاملا على القرار الدولى بالنسبة للمعركة، التى اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربى التى كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الأراضى العربية، ليؤكد للعرب أن من بين الحكام العرب هناك من خرج ليضحى فى سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
وقد سئل الشيخ زايد فى هذا الوقت من أحد الصحفيين الأجانب “ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟”، فقال “إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتى، وسأضحى بكل شيء فى سبيل القضية العربية"، واستطرد “أننى رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله”، حيث كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر فى معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن «المعركة هى معركة الوجود العربى كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة».
وقدم الشيح زايد الدعم لمصر فى حرب أكتوبر، وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبدالمنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادى لمصر عقب نكسة يونيو 1967 التى سميت حرب الأيام الستة، والتى شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن) واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية فى إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
ويذكر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د.محمد حسين، أنه بجانب وضع الإمارات لإمكانيتها المادية فى خدمة جبهات الصراع العربي- الإسرائيلى، فإن زايد أمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التى أمر بشراء كل المعروض منها فى جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أى مقابل.
واستعرض رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء علاء بازيد، ذلك الدور الذى لعبته دولة الإمارات فى دعم حرب 1973 دولياً وحشد التأييد لها من خلال المؤتمر الذى عقده الشيخ زايد فى لندن وكان له صداه الدولى على شعوب العالم الرافضة للاحتلال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات فى ذلك الوقت فرضت على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر.
رفض الشيخ زايد اعتبار قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران ذريعة للعراق فى استمرار الحرب مع إيران. ولقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة موقف عبرت عنه من خلال مشروع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الهادف إلى وقف الحرب العراقية- الإيرانية. الذى يتلخص فى أن يفوض القادة العرب فى مؤتمر القمة القادم فى عمان ثلاثة رؤساء من الذين يتصفون بموقف محايد للسعى بين إيران والعراق، واكدوا لإيران أن هذا الوفد يضمن حقوق الطرفين وانهم لا يمثلون أنفسهم بل القادة العرب كلهم، فاذا قبلت الوساطة تنسحب القوات ويتم وقف إطلاق النار، عندئذ يجرى التحكيم من محكمين مقبولين ومن يثبت عليه الحق لجاره يكون القادة العرب كفلاءه وضامنيه. وجاءت موافقة إيران مشروطة بان تنهى دول مجلس التعاون ما اسمته بتأييدها للعراق.
وخرج العديد من الكويتيين من بلادهم فى أعقاب الغزو العراقى لها واستقبلهم الشعب الإماراتى وأمر الشيخ زايد بتوفير السكن لهم ومنحهم مساعدات مالية بالإضافة إلى إعفائهم من دفع أى رسوم للعلاج الطبى. وخلال الحرب لجأ 66 ألف كويتى إلى الإمارات.
وحّد مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بدأت اتحادا بين إماراتيهما أبوظبى ودبى (فى اجتماع السميح)، المشاركة معاً فى أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن، والخدمات الاجتماعية، وتبنّى سياسة مشتركة لشؤون الهجرة على أن يدعوا باقى حكام الإمارات لهذه الوحدة، فلبوهم فى 2 ديسمبر من 1971.
وكان لدى الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح توجه وحدوى بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقق ذلك فى 25 مايو 1981م فى أبوظبى بالإمارات العربية المتحدة. تم اختيار زايد بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأول رئيس دولة يوقع على ميثاق المجلس.
وخلال أعوام الستينيات، استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة اتحاد رعاية حقوق الحيوان، ثم فى عام 1976، عقدت الإمارات وللمرة الأولى المؤتمر الدولى للصيد بالصقور واستبقائها، وتمخض المؤتمر عن إصدار قانون بحظر الصيد باستخدام المتفجرات وبحلول عام 1983 فرض حظرًا على الصيد بالأسلحة النارية فى الإمارات العربية المتحدة. وقد حققت الإمارات نجاحا ملحوظا على صعيد تكاثر المها العربية فى الأسر بعد إحضار عدد من الحيوانات المتبقية منها فى الحياة البرية فى بداية الستينيات وذلك بناء على تعليمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وبات مستقبل هذا النوع من الكائنات مضمونا حاليا بعد أن كان قد وصل إلى حافة الانقراض. الإمارات العربية المتحدة موطن ما يزيد على 3000 من حيوانات المها العربية. كما أمر أيضا بغرس ما يزيد على 140 مليون شجرة فى جميع أنحاء الدولة.
ساند الشيخ زايد كلاً من مصر وسوريا فى حرب 1973 من أجل تحرير الأراضى العربية المحتلة فى فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، كما ألقى ببيانه الشهير الذى قال فيه: “إن النفط العربى ليس أغلى من الدم العربي”. فى أكتوبر 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التى كانت دائرة بين طوائفها المختلفة. وأثناء الغزو العراقى لدولة الكويت عام 1991، كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة، كما رحّب أيضا بلجوء العائلات الكويتية إلى دولته، وتجلّى أيضا اهتمامه بحفظ السلام فى مشاركة دولة الإمارات فى عملية “استعادة الأمل” فى الصومال، التى قادتها الأمم المتحدة فى عام 1992، وفى جهود الوساطة التى بذلها أيضا عندما اندلعت الحرب الأهلية فى اليمن فى عام 1994. على الصعيد الدولى كانت مشاركة دولة الإمارات فى مهمة حفظ السلام فى كوسوفو بقيادة “حلف الناتو” عام 1998.
كما كان له دور كبير فى تنمية عدد من المشروعات الخيرية والتنموية فى المناطق المغربية، لفائدة فئات معوزة، كما ساهم فى مشروع إعادة بناء سد مأرب القديم فى اليمن فى عام 1986، كما قام بتمويل شبكة إضافية من القنوات لتوزيع المياه على الحقول مما حول المنطقة إلى نموذج للتنمية الزراعى.
ولعل ما سبق ذكره عن مؤسس اتحاد الإمارات كان كفيلا بأن يعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن عام 2018 فى دولة الإمارات سيحمل شعار «عام زايد»؛ ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلاده. لم تقتصر الاحتفالات فى الإمارات فقط بل امتدد لعدد من الدول العربية ومنها مصر التى شهدت الفاعليات والاحتفالات بمئوية مؤسس اتحاد الإمارات الحديثة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، «إن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2018 «عام زايد» يشكل فرصة لنا قيادة وشعباً كى نترجم القيم التى غرسها فينا من خلال مواصلة العمل والبناء كى تظل الإمارات فى صدارة الدول التى تحقق المعادلة الصعبة؛ نهضة الدولة ونهضة الإنسان». لافتاً سموه إلى أن أمامنا مسؤولية كبيرة تتمثل فى الحفاظ على إرث زايد ونستذكره وننقله لأجيال المقبلة، وتحتفل الإمارات العربية المتحدة خلال هذا الشهر، بمئوية الشيخ زايد حيث تحل الذكرى الـ14 لرحيله بالعديد من المواقف الخالدة التى شكلت علامات فارقة فى تاريخ دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية، وتحدث عنها أبناؤه بفخر وأكدها العديد من الدول العربية أن زايد هو الرجل الذى استحوذ على قلوب العرب، ولم يختلف أحد على بصماته الواضحة على الساحة العربية.
ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكرى، إذ استعانت الإمارات بمصر فى تأصيل الفكر الإسلامى الوسطى، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجى لجامعة الأزهر فى الإمارات.
وامتد التنسيق ليصل إلى حد التكامل والتطابق فى المواقف، فمصر تؤكد دعمها المطلق لأمن الإمارات والعكس، إلى جانب ذلك، يتبنى الطرفان مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن. وتؤكد مصر والإمارات دومًا على مواجهة التدخل الخارجى من دول إقليمية تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة فى بعض البلدان العربية لفرض أجنداتها.
وفى إطار الاحتفال بمئوية الشيخ زايد، استطلعت “صدى العرب” رأى الخبراء عن العلاقات الوطيدة بين مصر والإمارات.
فى البداية قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، إن العلاقات بين دولتى مصر والإمارات علاقات تاريخية وثابتة ومستقرة على مر الزمان، كما أنهما تسعيان عبر تاريخهما إلى تحقيق استقرار المنطقة العربية بكل طاقتهما.
وأضاف فهمى، فى تصريحاته لـ”صدى العرب”، أن العلاقات المصرية- الإماراتية لها بعد سياسى وآخر استراتيجى، إذ إن هناك توافقا فى المصالح الثنائية متعددة الأطراف بين الدولتين على المستوى الإقليمى خصوصا فيما يخص مناطق النزاع فى المنطقة العربية، وكلاهما يسعى لرأب الصدع الذى ضرب المنطقة العربية عبر تاريخها على مختلف الحقب الزمنية.
وفى سياق متصل، قال سفير دولة الإمارات لدى مصر جمعة مبارك الجنيبى، فى احتفالية الأهرام بمئوية الشيخ زايد: إن مصر كانت فى قلب زايد منذ قيام الاتحاد الإماراتى، فكانت هى الشغل الشاغل له والأحب إلى قلبه ومن الدول الأولى التى ساندته فى قيام اتحاد الإمارات، عام مولد زايد هو عام الزعماء فهو يمثل نموذجا تربى فى بيئة عربية تحب الكرم ومساندة الآخرين”.
بينما قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن العلاقات المصرية- الإماراتية قائمة على التعاون والاحترام، كما انها علاقات تاريخية واستراتيجية.
بينما أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن جهود الشيخ زايد آل نهيان، لتوحيد الصف العربى ممتدة، والقادة الذين يصنعون الفارق فى تاريخ شعوبهم لا يرحلون، مضيفا من من دواعى سرورى أن أشارك فى احتفالية ذكرى مئوية زايد، وأن أنقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى راعى الاحتفالية، التى تأتى فى إطار تقدير مصر للروابط الراسخة مع الإمارات.
وقال رئيس مجلس الوزراء، فى الاحتفالية التى نظمتها مؤسسة الأهرام بالتعاون مع سفارة الإمارات فى القاهرة، بمناسبة العيد المئوى للشيخ زايد بن سلطان، أن من حسن الطالع أن تأتى الاحتفال بمئوية ميلاد الشيخ زايد بينما لم يفصلنا سوى أسبوع واحد عن العيد الوطنى الـ47 لذكرى ميلاد دولة الإمارات المقرر له 2 ديسمبر قائلا: ندعو الله أن ينعم على الإمارات وأرضها وشعبها بالمزيد من الرفعة والتطور.
وأكد جمعة المبارك، سفير دولة الإمارات بمصر، أن الشيخ زايد زرع فى الإمارات حب الخير، وهو ما يظهر حاليا فى التعامل بين قادة الإمارات وقادة مصر، متابعًا: “فالشيخ زايد ساعد فى العديد ببناء المستشفيات والمدارس والمدن، مشيراّ إلى أن الشيخ زايد كانت دائما مصر شغله الشاغل هى مصر لأنه كان محبا للدولة المصرية، فالعام الذى ولد فيه الشيخ زايد ولد الزعماء، فكانت مصر هى الدول الأولى المحبة له.
وكشف اللواء عبدالله القحطانى، الخبير العسكرى والسياسى السعودى، أن الشيخ زايد كانت له أفكار وسطية معتدلة وحارب التعصب الفكرى الأعمى وربطته علاقات مميزة مع المملكة العربية السعودية ومصر، لم تنقطع علاقاته يوما بهما، فقد كان “زايد” رجلا حكيما استطاع أن يستقرئ المستقبل منذ عقود، وأحاديثه تؤكد ذلك، لذا فإن “زايد” يعد نموذجا يصعب تكراره، مشيرا إلى عدد من المواقف العربية الخالدة للشيخ زايد من أبرزها قيام مجلس التعاون الخليجى فكان ركنا قويا أساسيا من أركان هذا الاتحاد ودعا له منذ البداية وعقد أول قمة للمجلس بالإمارات العربية، ووضع أسس التنمية التى نرى ثمارها حاليا فى الإمارات فلمساته لن تنسى.
ويرى الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الشيخ زايد أنجز بفطنته عملًا فذًا إذ وحد الإمارات فى كيان مستقل، وأنشأ على أنقاض الانقسام وطنًا فريدًا فى علاقاته بمواطنيه، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو الدين، منفتح على الآخر لا مكان فيه للتعصب والعزلة، يؤمن أن الله خلق شعوب الأرض من طينة واحدة وجعل من اختلافهم قوة.
وأوضح “مكرم“ أنه لا يظن أنه يوجد حاكم عربى تميز بالحكمة والفراسة وبعد النظر وحب الخير والمعرفة الدقيقة بقدر الأمم والشعوب والغرام باللون الأخضر الذى يهزم اللون الأصفر الذى يكسو الصحراء، مثل الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات.
ولفت الدكتور شافع النيادى، الكاتب الإماراتى والخبير الدولى فى التنمية البشرية عضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لرعاية الموهبين، إلى أن تفكير “الشيخ زايد” واهتمامه كان منصبا على كيفية تكوين عالم عربى مترابط، ولم يبخل بالعطاء للعالم العربى مثلما رأينا وقوفه إلى جوار مصر فى حرب أكتوبر 1973 وبعث ابنه الشيخ خليفة بن زايد ليكون ضمن القادة فى تلك الحرب فكان لمصر مكانة خاصة بقلبه باعتبارها أم العرب وقوتهم، كذلك مواقفه فى حروب خاضتها اليمن وغيرها من البلدان.
وأوضح كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن المصريين دائما يشعرون بالأمان فى الإمارات نظرا للمعاملة الطيبة والتعاون بين الجانبين، فالإمارات قدمت الكثير لمصر معنويا وماديا، بالإضافة إلى العديد من التعاون فى مجالات عدة، وهذه الاحتفالية هى رسالة شكر من المصريين للإمارات والشيخ زايد.
وأضاف “جبر“ إلى أن الشيخ زايد كانت له مكانة خاصة فى قلوب المصريين، وتربطنا علاقات قوية بين مصر وبين الإمارات فى جميع المجالات، بالإضافة إلى أن دولة الإمارات لها دور هام فى مساندة مصر ضد جماعات الإرهاب، مشيرًا إلى أن الإمارات وقفت بجوار مصر فى الكثير من المواقف.
أكد الاستاذ سعيد محمد أن الشيخ زايد يحتل مرتبه ومكانه مرموقة وذات طابع بارز فى قلوب العرب اجمع وليس فى قلوب الإماراتيين فقط أو المصريين بعينهم وانه قضى حياته فى تعليم البشرية كيفية حب الوطن وكيفية التضحية من أجل الوطن سالم من كل التفكك واكيفيه الترابط داخل الوطن الواحد والترابط العنصرى والدينى وبين كافة عناصر الدولة وكذلك كيفية الترابط بين العرب وبين جميع الأوطان فهو فهد السلام ورجل السلم والأمان وهذه مأويه الشيخ زايد التى تخلد داخل كل القلوب وتمجد أثره وذاته وترسخ القيم التى غرزها بين الوطن وجميع الشعوب سواء العربية وغير العربية.
وأضاف الاستاذ سيد رمضان استاذ التاريخ أن ذكرى الشيخ زايد تفكر وتعظم ذكراه الخالدة الشعب الإماراتى والنعيم الذى يعيشه الان والذى يسبق اثره من قبل مخططات الشيخ زايد وسياساته النبيلة التى كان يحكم شعبه بها وكذلك فهذا الفهد فهد العرب سخر حياته لنصره الضعفاء والوقوف بجانبهم وتلبيه كافة احتياجاتهم وكان حرصه الدائم وكذلك شغله الشاغل ألا يجعل على ارض الإمارات الشقيقة فقير أو محتاج وهو من جعل اسما رائدا فى كافة المجالات وبين كل دول العالم وأيضا رائده الخير ومن نصر الضعيف والمحتاج وحارب بكافة جهوده الفقر إلى أن ذاع صيته بأنه إنسانيه الخير والمحبة والترابط
وأشار منير بسيونى أن الشيخ زايد هو رائد السلام بين العالم العربى أجمع وبذل كل ما لديه من جهد لينشر الحب والاحترام فيما بين الشعب الإماراتى وكذلك بين الشعب الإماراتى والعالم كله وكانت كل مبادئه مرتكزة على الحب والاحترام والمساواة ومحاربة الفقر ومناصرة الضعيف.
واوضح محمود أشرف استاذ التاريخ أن اسم الشيخ زايد محفور فى قلوب كل مصرى وأشتهر فيما بينهم بحبه للخير والعطاء والمساواة ومحاربة الفقر وتقديم كل ما هو خير وذكر كلمه الشيخ زايد التى لا بد أن يحتذى بها (لا وجود للعرب بدون مصر) والتى أشاد الشيخ زايد بجلالته بحسن معاملة الشعب المصرى للإمارات وأوضح كذلك أن ما تقدمه الإمارات للشعب المصرى ليس بفضل على المصريين ولكنه نقطه من بحر مما قدمه الشعب المصرى للأشقاء الإماراتيين ووقوف الشعب المصرى بجانب الإمارات الشقيقة لسنوات طويلة وقت الأزمات وما كانت تمر بها الامارات وكذلك وقوف الشعب الإماراتى بجانب المصريين وقت الازمات ووقوف الشيخ زايد ودعمه الكامل للمصريين.
محمد أكرم موظف قال لمن يعرف من شباب اليوم من هو الشيخ زايد هو زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخيط وبدأ حكمه لإمارة أبوظبى خلفا لأخيه شخيوط عام 1966 عمل الشيخ زايد على توحيد الدولة مع الشيخ راشد بين سعيد آل مكتوم وتحقق ذلك عام 1971 وأسس دولة الإمارات الحديثة وكان له حلم قومى عربى بتوحيد المنطقة العربية بالكامل على رأى واحد وساعد فى ذلك وجوده فى فترة الزعماء حقا يستحقون لقب الزعماء سمو الشيخ زايد بن خليفة والملك فيصل والزعيم جمال عبدالناصر والزعيم السادات وغيرهم من زعماء ورؤساء المنطقة العربية، وأضاف أن الاحتفال بمرور 100 عام على مولد الشيخ زايد فى مصر شىء مشرف لنا جميعا فهو رجل العطاء 100 عام من العطاء من المواقف المشرفة يصعب علينا حصرها لأنها شاملة عربيا وإقليميا وإفريقيا، ولكن علينا ذكر بعض منها فى تخليد ذكراه بمناسبة المئوية لزايد عرف زايد بحبه الشديد للمنطقة العربية لاسيما مصر التى أوصى بها خيرا إلى أبنائه فكان يؤمن بأن مصر هى نبض العروبة وعلى الجميع الالتفاف حولها وكان ذلك بدعمه المستمر للسياسات المصرية عربيا وإقليميا وهذا ليس بغريب على حاكم عربى تعلم وتربى على حبه الشديد لعروبته ودينه وقوميته التى هى جزء من شخصية زايد وكان وجوده فى أسرة حاكم تعلم على حب لم الشمل ووجوده فى فترة الزعماء كما قلنا أضاف له دعما كبيرا فى الأفكار القومية وكان الزعيم جمال عبدالناصر أكبر داعم للشيخ زايد فى خطواته الأولى لاتحاد إماراتى أبوظبى دبى عام 1968 كما كان الرئيس السادات داعما لاتحاد الإمارات عام 1971 ومواقف الشيخ زايد واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء فهو صاحب الموقف الصارم بقطع البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية وعن كل الدول الداعمة لإسرائيل أثناء حرب 73 ليكون القرار شجاعة للعالم العربى بالكامل وتنضم بعدها الدول العربية المصدرة للنفط فهو صاحب المقولة الشهيرة «النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى» ولم يكن غريبا على الأبناء أن تعمل ما فعله الآباء حقا «الولد سر أبيه»، فموقف الإمارات مشرف دائما مع مصر لم ينقطع دعم الإمارات لمصر على مدار الزمن وكان موقفها واضح إبان ثورة 30 يونيو فالإمارات كانت على رأس الدول العربية التى أيدت الثورة المصرية وبادرت بإرسال مساعدات مالية بقيمة 3 مليارات دولار ومنح ودائع بنكية وغيرها من وسائل الدعم وليس من الغريب على مصر أن تحتفل وتحتفى بالمئوية العربية فى حب حكيم العرب سمو الشيخ زايد الذى عرف بالكرم والعطاء والدعم لكل القضايا العربية وصاحب المواقف السياسية الواضحة والصارمة وإن كان الاحتفال الرسمى لمرور 100 عام على مولد الشيخ زايد الذى تم تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى التى نظمتها مؤسسة الأهرام بحضور عدد كبير من الكتاب والمفكرين والسياسيين والمثقفين وسفراء العالم العربى ولكن كان هناك احتفال شعبى داخل قلوب المصريين بالمئوية لحكيم العرب لا سيما بوجود ولى عهد السعودية محمد بن سلمان فى مصر بلده الثانى والاحتفال بالشيخ زايد هو علامة على أن ترحل الأشخاص وأفعالها باقية فى الوجدان خالدة فى القلوب وهذا يعلمنا بقدر حبك للإنسانية يقدرك العالم وأطالب بتدريس الشخصيات العربية ومواقفها القومية حتى نغرس فى أطفالنا القيم الجميلة والقومية العربية النبيلة.