منوعات
خبير أثار..المصريون القدماء أقدم وأبدع شعراء العالم
الجمعة 30/نوفمبر/2018 - 04:13 م
طباعة
sada-elarab.com/123189
قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن الحقائق الأثرية تؤكد أن أقدم نصوص للأشعار الغنائية فى العالم من أغانى الحب والغرام اكتشفت بمصر القديمة حيث تم العثور على عشرات من أوراق البردى كتبت عليها مجموعات من الأغانى والأشعار الغزلية وكانوا يعبرون عن أحاسيسهم العاطفية بتشبيهات تنبع من البيئة الجميلة المحيطة بهم من نهر النيل إلى خضرة الحقول وألوان الزهور ولطف النسيم وعبقرية المكان بكل ما فيه من أشجار يانعة وطيور مغردة وطبيعة ساحرة وسماء صافية يتلالأ فيها نور الشمس كل نهار والضوء الفضى فى الليالى المقمرة وانعكاس الأخلاقيات والتقاليد الاجتماعية المهذبة التى كانت سائدة بين أفراد الشعب المصرى بكل طوائفه على أشعارهم وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب " أم الحضارات " للكاتب مختار السويفى تقديم الدكتور جاب الله على جاب الله أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق.
وأوضح الدكتور ريحان أن أشهر البرديات التى حفظت هذه الأشعار بردية هاريس المحفوظة بالمتحف البريطانى وبرديات شستربيتى بمتحف تورين كما كشف عن مجموعة من الأغانى كتبت على قطع من الفخار والخزف محفوظة بالمتحف المصرى وتتضمن هذه الوثائق مجموعة كبيرة من أغانى الحب والغزل فى محاسن المحبوب سواء فى شكل أغانى فردية أو ثنائية (دويتو) وكانت النصوص الغنائية تغنى بمصاحبة آلة أو أكثر أو بفرقة موسيقية كاملة وقد صور ذلك على جدران المعابد والمقابر التى تصور المنشدين والعازفين ومعهم آلاتهم الموسيقية الشهيرة من آلات وترية كالهارب والعود والطنبور وآلات النفخ مثل المزمار والناى والأرغول المفرد والمزدوج والآلات الإيقاعية مثل الطبول والدفوف والصنجات والمصفقات الخشبية والنحاسية.
ونعرض نماذج من هذه الأشعار ففى إحدى القصائد (حبيبتى هناك على الشاطئ الآخر..يفصل بينى وبينها ماء الفيضان .. وعلى رمال الشاطئ تمساح يربض متربصًا.. ولكنى لا أخشاه ولا أرهبه.. وسأخوض الماء حتى أصل إليها فينشرح صدرى..وأفتح ذراعى لأحتويها بين أحضانى) وفى قصيدة أخرى يقول الحبيب (ليتنى أكون غاسل الملابس لأنعم برائحة العطر التى تفوح من ثيابها 00ليتنى أكون خاتمًا فى إصبعها) وقد قال حديثًا روميو لجولييت فى مسرحية شكسبير (ليتنى كنت قفازًا فى تلك اليد00 حتى ألمس هذا الخد).
ومن الأشعار الثنائية مناجاة شعرية بين محبوبين (لن أبتعد عنك يا حبيبى أبدًا.. وأمنيتى أن أظل فى بيتك.. وتحت أمرك يا أجمل الناس وأعز الناس..وسأضع يدى فى يدك.. أروح وأغدو معك فى كل مكان ممتع.. أنت العافية.. وأنت الحياة).
ويقول الحبيب فى لوعة (سأرقد فى بيتى وأتمارض.. وحين يأتى الجيران لزيارتى.. ستكون حبيبتى معهم.. وعندئذ سيصبح الأطباء فى خجل.. لأنهم لم يعرفوا دائى ولا دوائى.. أما هى فستعرف على الفور موطن الداء..وستكون نظرات عينيها دواء يعيد الصحة إلى جسمى.. ويعيد الشفاء إلى قلبى).