تحقيقات
هذه حقيقة ما جرى لـ"جنون البطاطس"
السبت 10/نوفمبر/2018 - 07:14 م
طباعة
sada-elarab.com/120689
تحول الناس عن النداء "مجنونة يا طماطم" وبدأ الباعة فى بعض الأسواق يرددون "مجنونة يا بطاطس" بعد إرتفاع الأسعار المفاجئ، حيث صارت من الخضار العسير استهلاكها نحو الكثير من العائلات، فالبطاطس ضمن لائحة المواد الواسعة الإستهلاك وسيدة موائد الأسرة المصرية، على الرغم من انتاج مصر من البطاطس يبلغ 4 مليون و560 ألف طن سنويا.
إقتربنا من أحد الشوادر لمعرفة أسباب زيادة سعر "البطاطس" حيث شدد أحد التجار بسوق العبور قائلاً: " أن المزارعين توجهوا للتصدير بدلاً من العرض المحلي ودا سبب الزياده ".
بينما يقول آخر: "أن جميع المحاصيل في ارتفاع بسبب أسعار التقاوي المرتفعة، إضافة للأسمدة والمبيدات وغيرها "
مضيفاً "إن صعود سعر البطاطس سببه نقص في سوق الجملة وهكذا قلة العرض في مقابل كثرة الطلب ".
وتتشابه تبريرات تزايد الأسعار من بائع إلى آخر، وقد شدد لنا أحد بائعين التجزئة قائلاً "إن السبب الأساسي في صعود أسعار البطاطس، هو أن هناك من بائعين الجملة من استغل الموقف وقام بتخزين قدرا كبيرا من البطاطس فى الثلاجات، ليعتقد بائعين التجزئة أنها شاحة، ثم يرفعوا من قيمتها ".
حيث وجدنا واحدة من السيدات تطلب من التاجر إعطاءها، كيلو بطاطس، حيث تقول: " اشتريت كيلو من البطاطس وأنا مضطرة لهذا، لأن إبني لا يحب تناول سوى البطاطس وإلا فإني سأمتنع عن شرائها، لأن أثمانها مرتفعة ولا تتناسب معى "
الكيلو وصل ل15جنيه وتراجع ل8جنيه، بهذه الجملة بدأ " الحج سيد" كلامه قائلاّ : " محتاجين تشديد الرقابة على الأسواق أكثر فأكثر، لضبط التجار اللى بتخزن البطاطس لتعطش السوق " مطالباَ من المواطنين : " أى شخص يلاحظ تاجر بيتلاعب بالسوق لا يتردد بل على الفور يبلغ عنه".
ومن ناحية أخرى تسبب تزايد البطاطس في زيادة ثمن السندويتشات فى المطاعم، وهو ما أكده لنا " سيد .ف " وهو طالب جامعي والذي فضل الفول والطعميةعن شراء سندويتشات البطاطس.
ومن جانبه، صرح الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث بإسم وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي، " إن صعود أسعار منتج محصول البطاطس في ذلك الميعاد من كل عام ليس جديد ".
وأكمل قائلاّ: " أنه مع عاقبة موسم الصيف، وبداية موسم الشتاء تقل المقدار والكمية المطروحة في السوق ، لتزامنها مع خاتمة عروة حصاد المنتج الزراعي".
ونوه قائلاّ : "حتّى صعود سعر المنتج في الأسوق يرجع إلى زيادة مجموعة من بائعين التجزئة في رفع الثمن، مؤكدا أن الزراعة طالبت أكثر من مرة بوضع ضوابط رقابية للأسوق " مضيفاًَ: "دورنا الزراعة ومراقبة المحصول الزراعي لاغير".
وأكد متحدث الزراعة، أن أسعار البطاطس ستنخفض خلال الفترة المقبلة، ومع اقتراب نزول العورة الجديدة من البطاطس منتصف شهر ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أنه ستجري لجان مرور على الثلاجات للتأكد من عدم تواجد بطاطس مخزنة في الثلاجات خلال الفترة المقبلة، لمنع احتكار البطاطس في السوق المصرية.
ورأت الجهات المعنية أن ما تشهده " البطاطس " اليوم، يُجسد أحد ملامح التغيرات بالاٰسواق المصرية، من جشع التجار الذى بات يشكل خطراً على المدى القريب والبعيد، ما استوجب تركيزاً أكثر على عواقبها التي قد تكون وخيمة على المواطنين، واتخاذ إجراءات بشأنها، لردع المحتكرين واٰصحاب القلوب السوداء.
ومن جانبها بدأت وزارة الزراعة اتخاذ 3 إجراءات لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار البطاطس في الأسواق، وتشمل تلك الإجراءات تشكيل غرفة عمليات لمتابعة ألازمة وإعادة دور جمعية منتجي البطاطس التابعة للوزارة، وإعادة تطبيق قرار حظر تخزين المحصول بالثلاجات.
فى المقابل، انتقد مجلس النواب ارتفاع أسعار البطاطس والطماطم، خلال اجتماع لجنة الزراعة والري، لمناقشة خطة عمل اللجنة خلال دور الانعقاد الحالي، وطالب النائب رائف تمراز وكيل اللجنة، الحكومة بحل أزمة ارتفاع أسعار الخضروات والتي زادت بشكل غير متوقع دون سبب.
وكشفت الإدارة المركزية للمحاصيل البستانية والمحاصيل الزراعية، بتقريرها أن اجمالى المساحات المزروعة من منتج زراعى البطاطس فى الثلاث عروات تصل 374 ألف و508 فدان بمتوسط إصدار 12 طنًا و400 كيلو ، بإجمالى إصدار يصل 4 ملايين560 ألف طن سنويًا جاريًا، فى محافظات " البحيرة، والمنوفية ، والغربية ومطروح " بعكس المحافظات الأخرى.
وفي ذات السياق، زادت معدلات التصدير حاليا علي حساب السوق المحلي والتوسع في زراعة محاصيل الخضر الأخرى الأقل تكلفة مثل الفاصوليا والخيار والكوسة وغيرها.
منطقة المرفقات