طباعة
sada-elarab.com/118954
زائر يأتينا في مملكة البحرين ربما مرة واحدة في العام وتكون زيارته قصيرة لا تتعدى دقائق ثم يغادرنا حتى العام القادم، ونبقى دائما في انتظاره داعين المولى عز وجل أن يعود وبسرعة ويكرر زيارته أكثر من مرة، ففيه حياتنا وعندما يتأخر نصلي ونبتهل لله تعالى.
هذا الزائر العزيز على قلب كل إنسان وحيوان ونبات هو الغيث الذي يرسله الله سبحانه وتعالى لكل كائن حي كي يغاث به من شبح العطش والجدب والقحط، ويسعد به كل بني البشر، إلا أنه في بعض المناطق يتحول إلى سيول عارمة تستمر لأيام متواصلة، بل إن بعض البلدان تستمر فيها الأمطار لشهور دون انقطاع، ومن تلك البلاد دول شرق آسيا الفقيرة، وقد شاهدنا كوارث عديدة خلال السنوات، بل الأيام القليلة الماضية.
لكن بفضل من الله سبحانه وتعالى أننا لا نتعرض لمثل هذه الكوارث الطبيعية ولا نرى منها إلا مقاطع لا تتجاوز الدقائق، بينما الآخرون يعايشون الواقع لساعات وأيام، ثم نجد بلادنا قد غرقت في كوب ماء انسكب علينا عطفا ومنة من الله سبحانه وتعالى على الأرض التي عرفت بفقرها المائي، ونحمد الله على أن هذا الكوب ليس دلوًا أو ما فوق ذلك، لأننا لا نعلم ما هو مآل الأمور عند هذا الحد.
لدقائق معدودة تعرضت البحرين لمطر يعتبر في مقاييس الأمطار أقل من المتوسط، لكن الآثار التي تركها والمشاهد التي شارك بنشرها المواطنون لبيوتهم وسياراتهم وممتلكاتهم وما تعرضوا له من أضرار، يوحي بأننا بمنطقة سيول منكوبة هطلت عليها الأمطار بقوة ودون انقطاع لمدة أسبوع أو أكثر، فالبيوت غرقت، وما فيها من أثاث - الله يعوض أصحابه - والسيارات تحولت إلى سفن ومواطنون يمارسون السباحة في الشوارع.
ولا يلاحظ المتابع من الخارج فرقا بين سيول اندونيسيا مثلا وزخات البحرين، مع أننا نفخر بالتقدم الذي وصلنا إليه ونعلم أن لدينا من الموارد أضعاف ما لدى دول فقيرة تتعرض لهذه الكوارث وتتعامل معها كحدث يتكرر عدة مرات، لكن الحقيقة هي أننا دولة تعاني من سوء إدارة الموارد والإمكانات وتعلم مشاكلها ولا يفكر مسؤولوها في وضع حلول لها، بل إنهم يفخرون بإنجازات لا يلمسها المواطن وكأنه يعيش في مكان آخر لا يقصده المسؤولون في إنجازتهم.
وأتمنى أن يتقدم المسؤولون في الدولة بتفسير واضح عن سبب تكرار مثل هذه المعضلة وانعدام الحل الجذري منذ زمن بعيد. كما واتمنى من المسؤولين القيام بزيارة لبعض الدول الفقيرة التي تتعامل مع مثل هذه الكوارث ليتعلموا منهم شيئا، ويضعوا لنا خطة خمسية او أكثر لإيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة.
كلمة أخيرة.. هناك طرق علمية بسيطة لجمع مياه الأمطار من مناطق تجمعها لإعادة استخدامها مرة أخرى سواء في الشرب أو الزراعة وتقليل نسبة الفاقد منها، ويمكن بوسائل غير مكلفة أن نصل لمعدل ممتاز من جمع مياه الأمطار المهدرة، وبدلا من أن تدمر بيوتنا فلنجعلها فائدة ذات عائد على البحرين، فنحن ندفع أموالا كبيرة في تحلية المياه ومعالجة الصرف الصحي.