رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
ياسر هاشم
ads
اخر الأخبار

منوعات

صداقة

السبت 06/أكتوبر/2018 - 12:09 ص
صدى العرب
طباعة
بقلم :أسماء الهواري


نظرت إليه تتأمله للمرةالمليون فى جلستهما هذه..يبدو حزيناً... وكأن الألم قد حفر أعماقه حفراً... لم تكن المرة الأولى التي يستدعيها ليبثها همومه وأحزانه...فهى صديقته منذ الطفولة وحتى الآن بعد ان كبرا وصارا على مشارف الأربعين من العمر...كلما يحس بالإختناق يناديها لتمنحه قبلة الحياة على هيئة كلمات تداويه ليحتمل ويثابرمن جديد...... ولقد إستدعاها اليوم ...وفى نفس مكانهما الذى يستريحان فيه..ذلك المقهى الهادئ...الذى يستطيع من خلاله أن يغوص فى أعماق النيل بعينيه...ويتنسم رائحته ...... ولكنه صامت....لا يتحدث...تائه ...وكأنه لا يراها....كان دائما بمجرد أن يراها يلقى كل ما بقلبه ....وهى تستمع ...وتواسي بصدق...وتحتويه حتى يشفى من جراحه......فماباله اليوم لا يتحدث..وهى تنظر إليه بحزن تخشى الإقتراب من أفكاره وإختراقها. .تخشي محاولة فهمه من جديد..مدت يدها ببطء..تلمس أصابعه فانتبه إليها...وإبتسم بحزنفقالت بصوت خافت:-مالك ياخالد....إتخانقت مع مراتك تانى.

تنهد بحرقه أحرقت قلبها وقال:- مبقتش قادر يانهى.....سهام مراتى كل يوم بينا بتحسسنى انى إخترت غلط من البداية

قالت بسرعه:-متقولش كده ياخالد....دى سهام إللى إنت حبيتها واخترتها....أم إبنك...وشاركتك لحظات حلوة كتييير....أكيد هى ناقصها حاجه ياخالد...حاول تقرب منها وتفهمها....

رد بعصبية:- حاولت...حاولت كتير...بس هى اللى بتتعمد تنكد عليا وعليها.... أنا مبقتش قادر....كل السنين اللى فاتت دى ....وأنابدوس على نفسي....لكن خلاص تعبت من كل حاجه...عاوز ألاقى الراحه فى حضنها زى زمان...أنا كرهت البيت بسببها

ردت بهدوء:- كرهت البيت....خالد انت مش مجرد مراهق من مشكله صغيرة هيجرى ويسيب البيت....انت ناضج...داخل على الأربعين...... وأب لولد زى القمر ماشاء الله عليه...انت أساس البيت ياخالد...مينفعش تبقا ضعيف كده

رد بعصبيه:-قصدك إيييه..ها...قصدك إنى أنا اللى مش قد المسؤليه

ردت بإرتباك:- خ.. خالد...أنا مقصدش....أنا بس...

قاطعها:- طول عمرك غبيه....انتى إزاى هتفهمى...وإنتى لحد دلوقتى ولا إتجوزتى ولا إتخطبتى...عمرك ما هتفهمى لإنك مش صاحبة أسرة زيي

طعنته كلماتها فى الصميم....أدمت قلبها... رأته يتحطم امامها ويتناثر كالرماد ومعه سنوات عمرها الأربعين ..دمعت عيناها بشدة سحبت حقيبتها بعنف تنوى الرحيل وقالت ودموعها تسيل:-عرفت دلوقتى المشاكل إللى انت فيها ليه

أدرك ما فعله حين رئاها ترحل من أمامه زفر بعنف وههو يقول:-إستنى يانهى أرجوك...نهى تجاهلته وهى تسير ببرود تاركه كل شيئ خلفها...تاركه صداقه أعوام عديدة تتحطم كالزجاج....شاعرة بقلبها ينسحق....وهى تتذكر كل شيئ...هى فعلاً لم تخطب ولم تتزوج ولا مرة واحده.....لأن من تحبه لم يحبها ....أحب غيرها...وتزوج غيرها... وهاهو يشتكى همومه اليها...وهى بكل حبها تداويه...وهو بكل حماقته يقتلها ...كما قتلها أول مرة حين جائها يعترف بحبه لزميلته سهام...حينها أخفت دموعها ولوعتها....بإبتسامه متحمسه تهنيه...وتعده بالمساعده ولفت إنتباه سهام إليه وعاشت بعده وحيده ترثى حبها الضائع ...مخلصه لقلبها المتألم لرجل لم يشعر بها يوماً..وهو الآن يعايرها بعدم الزواج...ياله من أحمق...غبى....إبتسمت بمرارة...وهى تتذكر كلماته القاسيةولكنها أيضاً تذكرت وجهه الحزين البائس.....ثم أنبها قلبها أنها تركته وحيداً فى مثل تلك الظروف...وعادت أدراجها تتجه اليه من جديد

وهناك حيث يجلس هو وحيداً تمتم لنفسه :- بحبك يا نهى... بس ذنبى إنى فهمت متأخر... بحبك ...وكل مرة بشوفك فيها بحبك أكتر...ومش قادر أقولك...كفايه انى بقولها لنفسى كل شويه...بحبك...بس أنا ضحية الإختيار الغلط

إرسل لصديق

ads
ads

تصويت

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟

هل تؤيد تكثيف الحملات الأمنية بمحيط الأندية ومراكز الشباب لضبط مروجى المخدرات؟
ads
ads
ads

تابعنا على فيسبوك

تابعنا على تويتر

ads
ads
ads