منوعات
باحث روسي يكشف سر بناء الأهرامات والهدف منها
الأربعاء 12/سبتمبر/2018 - 12:29 م
طباعة
sada-elarab.com/113403
أكد اولجيتشن فلاديمير، الباحث الروسي في علم المصريات، أن أهرامات الجيزة تعد معجزة بنائية وحضارية لا مثيل لها في العالم ولكنها تحتوي على بعض الألغاز التي تحتاج إلى تفسير وعلى رأس هذه الألغاز ما الهدف من بناء الأهرامات؟
وأضاف أن هناك شيئا يجمع بين جميع الأهرامات الـ 112 في مصر وهي عدم وجود دلائل سواء داخل الهرم أو خارجه تشير إلى أن هذا الفرعون أو ذاك هو صاحب هذه المنشأة الضخمة (إذا صح التعبير وتشبيه الهرم بالمنشأة الضخمة) ولذلك فإن أسماء جميع الأهرامات تعتبر تقريبيه لأنه لا توجد مستندات داله على صاحب الهرم.
فلاديمير أكد أن الشيء الثاني المشترك بين جميع الأهرامات هي وجود التوابيت الحجرية الفارغة حتى تلك التي لم تمسها أيدي اللصوص، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أهداف من بناء الأهرامات وهي:
- السبب الأول هو أن الكهنة أرادوا الإيحاء إلى الناس العاديين بفكرة وجود فرعون وكأنه إله ظهر على الأرض وتجسد في شكل إنساني وبعبارة أخرى أن للفرعون طبيعة مزدوجة إنسانية وإلهية، وذلك لاعتقادهم بأن الفرعون ولد من الزواج المقدس بين الإله وأم دنيوية، وعليه فكان شأنه شأن كل الآلهة لا بد أن يختلق شيئا مهيبا على سبيل المثال جبلا أو بحرا أو نهرا، وحيث إنه من المستحيل تقنيا بناء بحر أو نهر، فكان من الممكن بناء جبل صناعي وهو ما يشبه الهرم.
- السبب الثاني لبناء الأهرامات، أن جميعها كانت مقابر مؤقتة وليست دائمة، واعتقادهم في البعث بعد الموت كان وراء عملية التحنيط وذلك للحفاظ على الجسم للحياة في العالم الآخر، واعتقدوا أن تناسخ الأرواح في العالم الآخر يحدث مع الجسد المحنط ولذلك وضعوا معه أمتعته الشخصية للاستمتاع بحياة سعيدة في العالم الآخر.
وكان الهرم قبرا مؤقتا لفترة عام واحد فقط حيث كانت مومياء الفرعون وكل أمتعته وثرواته تحت حماية مشددة من الأمن وخلال هذه الفترة كانت جميع غرف الهرم مفتوحة أمام جموع الشعب ومسموح لهم بالدخول وتقديم القرابين والتعبد.
وبعد انقضاء عام على وفاة الفرعون، يعلن الكهنة أن غرفة الدفن غير مريحة لجسد الفرعون ولا بد من دفنه في قبر دائم عميق ولهذا الغرض كانوا يبنون حفرا عميقا نحو عشرين متر ذات جدران خرسانية، وفي الجزء السفلي من هذا المسكن الدائم للفرعون تترسب على الجدران الكتابات الهيروغليفية التي تحكي السيرة الذاتية للفرعون والخراطيش الدالة عليه مع وجود تابوت جديد من الجرانيت، ثم يغطي هذا المنجم بالرمال والجزء العلوي منه مموهة تحت الكثبان الرملية.
وتم استغلال أسري الحرب في نقل مومياء الفرعون وكل ثرواته إلى المقبرة الدائمه ثم تم قتلهم حتى لا يكون هناك أية شهود تدل على هذا المكان الجديد، وبعد أن تم نقل كل شيء من الهرم إلى المقبرة الجديدة، تم تنظيف جميع حجرات الهرم وإغلاقه بحجر من الجرانيت القوى، معلنين بذلك رغبة روح الفرعون في السلام والهدوء الأبدي.
وكان للكهنة بعد نظر في هذا الأمر حيث إنهم أيقنوا أنه آجلا أم عاجلا ستكون هناك محاولات لاختراق الأهرامات وسرقتها ولذلك لم يتم العثور على أي مومياء محنطة داخل أي من الـ112هرم، ولكن المصريين القدماء كانوا على دراية كاملة بأن الأهرامات فارغة ولذلك لم تفتح أي منها في عصر مصر القديمة، فقط في العصور الوسطى كان اللصوص لا يعرفون كل هذه الظروف، فكانوا يخترقون الأهرامات بهدف الربح ولكنهم كانوا يصابون بخيبة أمل بسبب عدم وجود الكنز أو المومياوات.
- أما عن السبب الثالث لبناء الأهرامات، فهو رغبة إنسانية في ترك أثر في الأبدية أو ترك بصمه وليس لتمجيد اسمه، لأنه إذا كان هذا هو الهدف لزين الفرعون اسمه على جدران الأهرامات من الداخل والخارج وهذا ما لم يفعله.