منوعات
خبير أثري: الهجرة أسست أول مجتمع مدنى قائم على هوية العقيدة وهوية المواطنة بالمدينة
الإثنين 10/سبتمبر/2018 - 09:09 م
طباعة
sada-elarab.com/113230
قال خبير الأثار تالدكتور عبد الرحيم ريحان أن هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى يثرب التى أصبحت المدينة المنورة أسست أول حاضرة إسلامية جسّدت أول مجتمع مدنى متكامل فى التاريخ وقد بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام بتغيير هوية المدينة أولاً بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة لإعلان مرحلة جديدة بسمات روحية ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية جديدة ولتعزيز قيمة الانتماء لمجتمع وليد مبنى عى التآلف والاندماج وإعمار الأرض والانتشار فى أرجائها ونشر قيم التسامح والخير والحق والعدل والسلام لحفظ توازن المجتمع.
وأوضح ريحان، هناك عدة عوامل أهلت المدينة المنورة لتكون حاضرة الحواضر الإسلامية ومنها موقعها الجغرافى على طريق تجارة الشام وارتباطها الحضارى بمواقع التيارات المسيحية بالشمال مما ساهم فى التواصل الحضارى بين الديانات كما أهلتها خصوبة أرضها ووفرة مياهها للتقدم فى المجال الزراعى وقد قامت عدة صناعات على الإنتاج الزراعى المحلى كما ظهرت بها عدة صناعات معدنية منها صناعة الأسلحة وآلات الرى والزراعة.
وأشار خبير الأثار قد أسس الرسول عليه الصلاة والسلام نظم تخطيط الحواضر الإسلامية الذى يبدأ ببناء المسجد وهو أول ما قام به الرسول بالمدينة من بنائه لمسجد من الطوب اللبن وأعمدة من جذوع النخيل وسقف من جريد النخيل لإدراكه أن الجانب الروحانى كان الأساس لإشراقات الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى المستنير وكان هذا المسجد يتوسط المدينة وهو المسجد الجامع الذى تقام فيه صلاة الجمعة والصلوات الخمس ومنه تمتد شوارع وطرق المدينة الرئيسية باتجاه أطرافها وأن التوسع العمرانى بالمدينة أدى لإقامة عدة مساجد بالأحياء خاصة بالصلوات الخمس فقط وكان الرسول يشرف بنفسه على إقامة هذه المساجد كما أقام موقعاً مكشوفاً خاص بصلاة العيد وهو مايطلق عليه المصلى مكون من مكان مكشوف ومحراب يحدد اتجاه القبلة وقد كشفت منطقة آثار جنوب سيناء عن مصلى داخل قلعة وهى قلعة الجندى بوسط سيناء والذى كشف بها أيضاً عن مسجد جامع للصلوات الخمس وصلاة الجمعة ويتميز بوجود المنبر ومسجد للصلوات الخمس فقط.
وتابع الدكتور ريحان لقد ضرب الرسول أعظم الأمثلة فى التوزيع العادل للأرض الشاغرة على المهاجرين الذى وهبها له الأنصار وذلك وفق نظام الخطط حيث أقطع لكل قبيلة خطة تاركاً لهم حرية التصرف فى تقسيمها والخطة تعنى حيازة موقع ما فى منطقة معلومة بإذن من السلطات قصد إعمارها وأدى هذا النظام لشغل المواقع الفارغة بين الأحياء والذى يسهم فى التوسع الأفقى للمدينة كما أدى هذا النظام لتذويب الفوارق الطبقية والعصبيات القائمة على النسب والعشيرة مؤسساً لهوية تضم كل أطياف المجتمع هوية العقيدة بالنسبة للمسلمين فيما بينهم وهوية المواطنة بالنسبة لعموم سكان المدينة من مسلمين ويهود وكفار.
وأكد خبير الأثار لقد جسّد تخطيط المدينة فكرًا هندسيًا راقيًا تمثل فى شبكة طرق ربطت كل أحياء المدينة بالمسجد الجامع من خلال شوارع رئيسية تفرعت منها طرق فرعية تمتد لكل التجمعات السكانية لتسهيل حركة المرور داخل المدينة وقد كان عرض الطرق الرئيسية ما بين 4 إلى 5م والطرق الفرعية ما بين 2 إلى 3م وكان للطرق آداب عامة منها إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحها والاعتناء بها والمحافظة عليها وأن الأمن والصحة كانا من العوامل الرئيسية فى إنشاء المدينة وقد تجسّد فى إقامة معسكرات لتدريب الجنود بضواحى المدينة وإقامة خيمة بالمسجد النبوى للعلاج وكانت هذه نواة للبيمارستانات التى أنشئت فى الحواضر الإسلامية ومنها بيمارستان قلاوون بشارع المعز بالقاهرة.