منوعات
خبير أثاري: شاهد عيان أوروبى يؤكد سقوط الكسوة الخارجية للهرم بفعل زلزال عام 1301م
الأربعاء 01/أغسطس/2018 - 03:33 م
طباعة
sada-elarab.com/107714
قال الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار عضوًا لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن المؤرخ والرحالة الغربى بالدنسل الذى زار مصر فى القرن الرابع عشر الميلادى شهد أن الكسوة الخارجية لواجهات الهرم الأكبر المكونة من أحجار ملساء عليها نقوش وطلاسم تساقطت بفعل زلزال كبير ضرب مصر عام 1301م وقد شاهد بعض أحجار كسوة الهرم التى أسقطها الزلزال وكانت لا تزال عليها آثار نقوش مرسومة باللونين الأسود والأحمر وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب د. سيد كريم.
" لغز الهرم الأكبر"
وأوضح ريحان أن هذه الشهادة تنفى تمامًا كتابات مؤرخى العرب ومن نقل عنهم من كتاب الآثار حديثًا عن أن بهاء الدين قراقوش وزير صلاح الدين هو الذى أزال أحجار الهرم وقد توفى بهاء الدين قراقوش 597هـ أى فى القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى وقد شاهد المؤرخ الغربى أحجار الهرم بنفسه متساقطة بفعل الزلزال عام 1301م أى فى القرن الرابع عشر الميلادى بعد وفاة قراقوش كما أن قلعة صلاح الدين بنيت عام 572هـ / 1176م أى قبل الزلزال الذى أسقط الأحجار الخارجية للهرم مما ينفى أخذ بهاء الدين قراقوش لأحجار الهرم المتساقطة لبناء القلعة.
وأشار مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي أن كتابات مؤرخى العرب متناقضة بخصوص هذا الموضوع أمثال عبد اللطيف البغدادى الذى توفى عام 629هـ / 1231م وشاهد بنفسه فى القرن السابع الهجرى الثالث عشر الميلادى أى بعد وفاة قراقوش واجهات الهرم الأكبر ووصفها بأنها كانت مكسوة بأحجار ملساء عليها نقوش وطلاسم ولم يجد فى مصر من يعرف منها شيئًا ثم عاد ليذكر أن قراقوش أزالها لاستعمالها فى بناء القلعة كما ذكر المقريزى الذى توفى 845هـ / 1441م أى فى القرن الخامس عشر الميلادى بعد الزلزال الذى دمر واجهة الهرم أن العزيز عثمان بن يوسف الأيوبى 1196م (والمقريزى غير معاصر للحدث لذلك لا يعد مصدرًا بل مرجعا يعتمد على مدى أمانة المؤرخ فى النقل) أمر رجاله وجنوده بهدم الهرم الأحمر وأرسل حملة من رجال المحاجر والعمال والجنود تحت قيادة أحد الأمراء ليقوموا بهدمه وأقاموا حوله معسكرًا وأحضروا عمال من جميع البلاد وأعدوا المعدات والروافع وعملوا ثمانية أشهر كاملة ولم يتمكنوا من إزالة أكثر من حجرين فى اليوم فتوقفوا عن العمل.
وقال ريحان،بذلك فإن شهادة المؤرخ بالدنسل وتناقض رواية البغدادى تنفى حدوث ما ذكره المقريزى الذى أكد فى ثنايا حديثه استحالة إزالة أحجار الهرم وكانت قد سقطت بالفعل ومن هذا المنطلق أطالب الباحثين فى مجال التاريخ والآثار بتحقيق كتب التاريخ لكشف عناصر التناقض بها والروايات التى تخضع لأهواء شخصية ويتخذها مؤرخى الغرب ومن ينقل عنهم من الباحثين العرب حجة لتشويه تاريخ مصر عن طريق مؤرخين عرب للأسف لتكون حجتهم أقوى كما يجب تخصيص نسبة مئوية من الأبحاث لتحقيق كتابات المؤرخين فى أقسام الدراسات العليا بأقسام التاريخ والآثار لمجابهة التشويه المتعمد لتاريخ مصر وهى سلسلة لا يمكن فصلها منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية أسرة محمد على وأى تشويه لأى حقبة زمنية فى تاريخ مصر فهو تشويه لتاريخ مصر المتصل عبر العصور.
ونوه ريحان،تكمن أهمية الكسوة الخارجية للهرم فى أنها كما ذكر علماء الآثار كانت مغطاة بالنقوش التى كانت تغطى واجهة الهرم الأكبر وكانت عبارة عن جداول فلكية رمز بها الكهنة لأسرار القبة السماوية وهى من أسرار المعرفة الكونية التى كان يتوارثها ويحتفظ بأسرارها المقدسة كهنة معبد الشمس وكانت تقام لها طقوس معينة استمرت حتى أواخر الدولة الحديثة كما ذكر أن واجهاته كانت مطلية باللون الأحمر وتغطيها نقوش ورموز وخطوط بيانية جعلت من الهرم شبه مزولة كونية ضخمة وأن اختفاء تلك الكسوة حولت الهرم الأكبر إلى لغز محير.