منوعات
"موسوعة الفنون الزخرفية فى العصر العثمانى - دراسة للزخارف النباتية"
الجمعة 27/يوليو/2018 - 03:31 م
طباعة
sada-elarab.com/106882
قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أنه صدر عن دار النشر للجامعات "موسوعة الفنون الزخرفية في العصر العثمانى" دراسة للزخارف النباتية، للدكتورة هند على محمد سعيد الآثارية بمنطقة آثار الدقهلية تلقى الضوء على جماليات الفن العثمانى فترة 600 عام ( 699- 1341هـ/ 1300- 1923م).
وتشير الدكتورة هند على محمد سعيد إلى أن الفن العثماني هو فن أمة شقت طريقها إلى الحياة بهمة وحكمة وكونت نفسها بنفسها، وهذبت عقولها وأنمت فنونها وعلومها، فكانت رقعة الإمبراطورية العثمانية مترامية الأطراف خضع لحكمها العالم شرقًا وغربًا مما كان له أكبر الأثر على الحياة الفنية والعمران فكان طرازها الفني أطول الطرز الفنية بقاءً بين طرز الفن الإسلامي فقد استمرت الدولة ما يزيد عن ستة قرون ( 699- 1341هـ/ 1300- 1923م)، تلك الحقبة الزمنية الطويلة المدى المليئة بالتطورات والأحداث التي كان لها أكبر الأثر على الحياة الفنية وازدهارها.
أهداف الدراسة
حرصت الباحثة من خلال هذا المؤلف على إضافة جديدة للمكتبة العربية لمثل هذه الدراسة الأثرية الفنية المتخصصة لخدمة الباحثين في مجالي الفنون والآثار، فلم تتوافر دراسة مفردة علمية لهذا النوع من الزخارف التي كانت عنوانًا لحقبة كاملة، وكذلك الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تغط كافة جوانب تلك الحقبة الزمنية الطويلة لا سيما في مجال الفنون الزخرفية لهذه المملكة العامرة من الأشجار والأزهار والورود والأوراق والثمار .... الخ، فضلًا عن إلقاء الضوء على العوامل المؤثرة على هذا الفن سواءً جغرافية، دينية، فنية، اجتماعية، اقتصادية ... وغيرها.
وتتضمن الموسوعة مراحل تطور تلك الزخارف ومدى قربها من الطبيعة ومدى الإبداع في تنفيذها إلى أن غلبت التأثيرات الأوروبية في نهاية المطاف على تلك الفنون إلا أن الفنان العثماني لم يتوقف عن الابتكار في تطويع تلك التأثيرات وجعلها تخدم الفن فطبعها بصبغة عثمانية خالصة، كذلك تلقي الضوء على الزخارف المحورة لاسيما زخرفتي الرومي والهاتاي التي انفرد بهما الفنان العثماني وتبارى في الإبداع فيهما ونفذهما على مختلف التحف التطبيقية المتعددة الخامات بدقة متناهية وبطرق وأساليب متباينة، كل هذا موضح بالكتالوج الخاص بالموسوعة، وكذلك موضح بالرسم الدقيق لتلك العناصر الزخرفية التي قمت برسمها في هذا المؤلف.
وتقع الموسوعة بين دفتي 736 صفحة ، وتشمل كتالوج يحتوي على 397 لوحة فنية جميعها من متاحف عالمية تم الحصول عليها من خلال المراسلات بين المؤلفة وهذه المتاحف، و 138 شكل زخرفي للعناصر النباتية المختلفة المستخدمة على التحف التطبيقية، وقد قامت الباحثة بعمل هذه التفريغات بنفسها لتوضيح تفاصيل العناصر النباتية وما وصل إليه علم النبات في تلك الفترة من تطور عبر عنه الفنان العثماني بالرسم والتنفيذ في زخرفة تلك الفنون.
التأثير والتأثر
وتؤكد الدكتورة هند على محمد سعيد أن هذا الفن لم يكن وليد الصدفة فقد قام الفن العثماني منذ بدايته على خليط من المؤثرات والتأثيرات الوافدة عليه من المشرق كالمدرسة المملوكية في مصر والشام، والمدرسة الفارسية، والتأثيرات الصينية والبيزنطية، هذا فضلا عن التقاليد التركية الأصيلة المرتبطة بهم والتي حملوها معهم من آسيا الوسطى والهجرات المتتالية من الأرمن والقوقاز وغيرهم من الجنسيات المتعددة الثقافات، وما ورثوه من حضارة سلاجقة الروم فهم الورثة الشرعيين لتلك الحضارة العظيمة وقاموا على أنقاضها، وكذلك التأثيرات الفنية الأوروبية الوافدة إليهم والتي كان لها أكبر الأثر على كافة ميادين الحياة لاسيما العمارة والفن في نهاية العصر العثماني خلال القرنين 12- 13هـ/ 18- 19م ، مما طعم الفن العثماني بعناصر عديدة صهرت معًا في بوتقة عثمانية واحدة ، وتشكل من ذلك طراز فني فريد، تميز عن جميع المصادر التي تطور منها.
التحف التطبيقية
تتناول الموسوعة الفنون الزخرفية والتحف التطبيقية بكافة أشكالها وأنواعها من خزف ويشمل بلاطات وأطباق وصحاف وأكواب وشماعد وقناني ... وغيرها، وكذلك المنسوجات العثمانية وما تحتوي عليه من مفروشات كملاءات الأسرة، الستائر، وأغطية الوسائد، وقفاطين للسلاطين والأطفال...وسجاجيد بكافة أنواعها المقسمة حسب مراكز إنتاج الصناعة في منطقة آسيا الصغرى، وكذلك الحال في المعادن وما تحتويه الدراسة من أسلحة وأدوات للحرب كالسيوف والدروع والبنادق والخوذات، وأدوات الزينة كدبابيس العمائم، أدوات الإضاءة، وأدوات للمطبخ ... وغيرها ، والأخشاب والعاج المستخدم في عمل كراسي العرش، الساعات، وربعات المصحف الشريف وغيرها من التحف البديعة الصنع والزخرفة واستخدم العاج في عمل بعض مكملات الثياب كالأحزمة الخاصة بالنساء، وكذلك في عمل بعض أدوات الكتابة، وكذلك التحف الزجاجية المتعددة الأشكال والأنواع والوظائف التي تبارى الفنان العثماني في زخرفتها هي والنوافذ المعشقة بالزجاج تتخللها الزخارف النباتية، وأخيرا المشغولات الجلدية ومكملات الثياب المتمثلة في الأحذية والحقائب وحافظات الورق.
المملكة النباتية
وتنوه الدكتورة هند على محمد سعيد إلى أن هذه الروائع الفنية التي انفرد بها الفنان العثماني دون سواه كان لها نصيب الأسد في تزيينها بزخرفة المملكة النباتية الغناء، وكذلك تحليل الزخارف النباتية المستخدمة عليها لاسيما القريبة من الواقع عن طريق ذهابي لجهات التخصص وأهل العلم في علوم الزراعة بكلية الزراعة ومشاتلها ومراكز البحوث الزراعية للوقوف على حقيقة هذه النباتات ومعرفة هل بالفعل العثمانيين كانوا على دراية وعلى هذا المستوى من التقدم العلمي بمعرفة أسرار النبات وتهجين واستنباط سلالات جديدة من الزهور؟! كزهرة اللاله التي تعد أيقونة الفن العثماني والتي تباروا في الإبداع في رسمها وتحويرها، والقرنفل التي تليها في المكانة عندهم، وزهرة القلب الدامي التي وجدت لأول مرة مستخدمة في تاريخ الفنون على المنسوجات العثمانية في القرن 12هـ/ 18م.
وكذلك وجدت عدة زهور انفردوا بها دون سواهم مثل زهرة عمامة السلطان وزهور الخزامي أو اللافندر وزهور العسل والياسنت والفوانيا وزهور الربيع والأقحوان، وكف السبع... وغيرها من مملكة الزهور البديعة وأوراق الساز بأنواعها المختلفة البسيطة والمركبة، وأشجار السرو والبرانس، وأشجار الفاكهة وثمارها. كل هذا توصلت إليه في نتائح هذا المؤلف بالدليل العلمي وفصل الخلاف بين الباحثين في الخلط بين هذه الأنواع من الزهور التي كانت علامة بارزة في زخرفة التحف التطبيقية العثمانية جميعها، هذا فضلا عن تناول أساليب الصناعة والزخرفة وتحليلها بدقة
محتويات الموسوعة
اعتمدت دراسة هذا الموضوع على المنهج التحليلي والوصفي، حيث تحتوي الموسوعة على مقدمة وتمهيد وقسمين يتضمن القسم الأول أربعة فصول، والقسم الثاني يشتمل على سبعة فصول كالآتي:- المقدمة تتضمن التعريف بالموضوع، وأهميته، الدراسات السابقة ومنهج البحث.
التمهيد : يتناول الأوضاع التاريخية والحضارية لمنطقة آسيا الصغرى قبيل العصر العثماني، والتعريف بالعثمانيين ونشأة دولتهم ومراحل القوة وما آلت إليه الدولة من انهيار في نهاية المطاف.
القسم الأول: يشمل الدراسة التحليلية، يحتوي على أربعة فصول.
الفصل الأول: العوامل المؤثرة على الفن العثماني بآسيا الصغرى، ويتضمن مجموعة من العوامل منها العامل الجغرافي، الاجتماعي، الفني، السياسي، والديني هذا بالإضافة إلى عامل أصالة الفن العثماني.
الفصل الثاني: أساليب الصناعة والزخرفة، تناول هذا الفصل دراسة للأساليب الصناعية والزخرفية وتطبيقها على مختلف المواد التطبيقية (الخزف، المعادن، السجاد والمنسوجات، الأخشاب والعاج، الزجاج، التجليد والمشغولات الجلدية).
الفصل الثالث: الزخارف النباتية المستخدمة على الفنون التطبيقية وأنواعها المختلفة، تنقسم الزخارف النباتية إلى زخارف محورة وتحتوي على نوعين هما زخرفة الرومي والهاتاي، وأخرى قريبة من الطبيعة مثل الأزهار بمختلف أشكالها وأنواعها، الأشجار، ثمار الفاكهة، والأوراق النباتية .
الفصل الرابع : التأثيرات الفنية الوافدة على الفن العثماني، شرقية وغربية .
القسم الثاني: يتضمن الدراسة الوصفية مقسم إلى سبعة فصول.
الفصل الأول: الخزف، الفصل الثاني: المعادن ، الفصل الثالث: السجاد والمنسوجات، الفصل الرابع الأخشاب والعاج، الفصل الخامس: الزجاج ، الفصل السادس: فن التجليد والمشوغلات الجلدية، الفصل السابع: لوحات الدراسة المقارنة.
واختتمت الدراسة بالخاتمة وأهم النتائج، ثم الملاحق وقائمة المصادر والمراجع يليها فهرس الأشكال واللوحات، وكتالوج الخرائط والأشكال واللوحات.