منوعات
خبير أثري يسرد عجائب طير الوروار
الجمعة 27/يوليو/2018 - 03:26 م
طباعة
sada-elarab.com/106880
قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوزارة الآثار عضوًا بلجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن طائر الورور (الوروار) هو من الطيور التي يمكن مشاهدتها في الجهات الشمالية من سيناء كشواطئ البحر المتوسط وبحيرة البردويل، لكن سوريا تعد الموطن الأصلي لهذ الطائر الفريد من نوعه، المُتفّرد في جمال منظره وطيب مطعمه وحسن جواره وحب موطنه وشكل مسكنه وسرعة طيرانه ونبل طباعه، فقليل من الطيور لها مثل ما له.
وأوضح " ريحان " أن الورور طائر حسن المنظر، ألوانه زاهية, جسده وذيله أزرق فيروزي، وعنقه أصفر ولون ظهره بني وعيناه حمراوان ناصعتان، وصوته عذب، أمّا اسمه العلمي المتعارف عليه فهو (Bee Eater) أي (آكل النحل)، لأنه يتغذي علي النحل، غير أن نسبة النحل فيه ضعيفة علي عكس ما هو شائع عنه، ويحب الورور الهجرة والتنقل من مكان لآخر طوال العام ومع ذلك فهو لا ينسي موطنه الأصلي أبدًا، بل لا ينسي وكره الذي نشأ فيه، حيث يعود إليه من جديد مهما طال الغياب.
وأضاف الخبير الأثري الدكتور ريحان من غريب أمر هذا الطائر أنه يبني عشه في الأرض لا علي الأشجار كما هو حال أغلب الطيور، وعش الورور عبارة عن حفرة أفقية طويلة تشبه النفق، يصل عمقها حتى متر ونصف وفي نهاية الحفرة مُتسّع لوضع البيض وتربية أفراخه، وغالبًا ما يكون العش في تل رملي أو ترابي فوق مجرى مائي كي لا تستطيع الحيوانات المفترسة الوصول لصغاره، خاصة الأفاعي والنموس التي تعد أهم أعداء الورور.
ويُشير "ريحان " تعيش طيور الورور في مجتمعات عائلية منظمة, تسودها المودة وحسن الجوار، فهي تشترك في حفر أوكار بعضها البعض وفي تربية الأفراخ الصغيرة، خاصة في حالة غياب الأمهات، حيث يمضي الورور عامه في ثلاث مناطق مختلفة من العالم: الشتاء في أفريقيا والربيع في سوريا والصيف في أوروبا، والورور غالبًا ما يُعشّش ويفرّخ أبنائه في (المهجر), لكنه ما يلبث أن يرجع ثانية لموطنه الأصلي، حيث يمضي عدّة أشهر, ثم يعود بعدها ليكمل نفس الدورة من جديد وهكذا دواليك.
ما أعجبه من طائر استمّد لقبه من الشهد، وألوانه من قوس قزح، تخرج أفراخه للدنيا في باطن الأرض وتحت جنح الظلام، قبل أن تعلو لنور الشمس في عنان السماء والأعجب أنه طائر (سائح) يقضي معظم أوقاته في أماكن مختلفة، حيث يأخذ من كل مكان أجمل ما فيه فهو يحصل علي الدفء والغذاء في أفريقيا شتاءً، ثم يتكاثر في آسيا ربيعًا، ليستجم في أوروبا صيفًا، فسبحان من خلقه وعلّمه كل هذا، وتبارك الله أحسن الخالقين.