منوعات
علماء يبتكرون ذاكرةً حالة صلبةً عالية الكثافة
الجمعة 27/يوليو/2018 - 05:24 م
طباعة
sada-elarab.com/106752
طور علماء من جامعة ألبرتا في مدينة إدمونتون الكندية ذاكرةً صلبةً كثافة تتفوق على القدرات الحالية للأقراص الصلبة بألف مرة، وهي أعلى كثافة متوفرة حتى اليوم. وتمكن العلماء بذلك من التعامل مع الاحتياجات المتزايدة للبيانات بإجابة بسيطة: ذاكرة أكبر ومساحة أقل، لكن إيجاد طريقة لتطبيق هذه الفكرة كان صعبًا جدًا. إذ استغرق أعوامًا عديدة من متابعة التطورات المتزايدة على المستوى الذري للتقنية النانوية ويتيح ابتكار ذاكرة ذرية -قابلة لإعادة الكتابة بمسح الذرات سريعًا أو استبدالها- للعلماء إنشاء ذاكرة صغيرة الحجم مستقرة وكثيفة على المستوى الذري.
قال «روشان أشال» طالب الدكتوراه في قسم الفيزياء في جامعة ألبرتا والكاتب الرئيس في البحث الجديد «يمكنك حفظ نحو 45 مليون أغنية على مساحة بحجم ربع دولار كندي» وأضاف «لم يكن أحد ليصدق هذا قبل خمسة أعوام».
كانت الابتكارات السابقة تحافظ على استقرارها تحت ظروف باردة، ما يعني أن الاكتشاف الجديد سيُلبي حاجة المجتمع لتخزين بيانات أكثر لاستيعاب تدفقها الحالي والمستمر وأكثر ما يميز هذه التقنية هو قدرتها على العمل في درجات الحرارة الاعتيادية، ويمكنها تحمل الاستخدام الاعتيادي وعمليات النقل من المختبر إلى أماكن أخرى.
قال أشال «غالبًا ما يُغفل عن عملية نقل المنتج إلى المستخدم النهائي في تجارة التصنيع النانوي، ولم يكن النقل متاحًا حتى الآن بسبب قيود درجات الحرارة.» وأضاف «ذاكرتنا مستقرة في أعلى من درجة حرارة الغرفة وتصل دقتها إلى مستوى الذرة.» وأوضح أن أرْشَفة البيانات تُعد تطبيقًا فوريًا لهذه التقنية، وتتضمن الخطوات التالية زيادة سرعات القراءة والنسخ لتوسيع مجالات استخدام التقنية.
يعمل أشال مع روبرت ولكو، بروفيسور الفيزياء في الجامعة، وهو رائد في مجال الفيزياء على المستوى الذري. فأتقن التقنية النانوية ووصل بها إلى نقطة متطورة بفضل عمله مع زملائه الدؤوب، ما يعني تصنيعًا تجاريًا على المستوى الذري.
وقال ولكو «بعد أن وجدنا القطعة الأخيرة من الأحجية، سيصبح التصنيع التجاري على المستوى الذري حقيقةً في المستقبل القريب».
أنتج ولكو وأشال وزملاؤهما العلماء أصغر ورقة قيقب في العالم وعملوا على تشفير الأبجدية بكثافة 138 تيرابايت، أي ما يُعادل كتابة نحو 350 ألف كلمة على حبة أرز. ولإضافة بعض المرح، شفّر أشال قطعة موسيقية لتكون أغنيةً بحجم الذرة، ستعيد بدايتها الحنين لمحبي ألعاب الفيديو في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته وتبث فيهم روح التطلع إلى مستقبل التقنية والمجتمع.